بقلم : إيمان العمري 

أصحابي الأعزاء صديقتنا منار كانت تتحدث مع جدتها عن انتشار فيروس كورونا في الغالبية العظمى من العالم, وأنه لم يفرق بين الشخص الغني أو الفقير..من يملك الجاه والسلطان والضعيف الذي لا حول له ولا قوة, الجميع معرضون للإصابة به وقد تكتب لهم النجاة أو يكون الموت هو قدرهم..

والغريب أن الدول التي تضررت بشدة من هذا المرض هى من أكبر البلدان سواء سياسيا أو اقتصاديا والتي كانت تتباهى بأنظمتها الصحية وأساليبها في رعاية مواطنيها.. لكن ها هو فيروس غير مرئي يجتاح العالم كله ويثير الرعب في القلاع الحصينة..

فالبشرية كلها في تحد حقيقي فهي كلها بلا استثناء في مواجهة عدو مجهول وعليها أن توحد جهودها لمواجهته..

تنهدت الجدة وعلقت على كلام حفيدتها وهى تسألها عما إذا كان الإنسان قد استوعب الدرس جيدا وتعلم كيف يتعظ؟ هل أدرك كم هو ضعيف حتى أن شيئا لا يراه بالعين المجردة يرهبه بهذا الشكل ويجعله يخشى أن يغادر منزله إلا للضرورة القصوى.. يحرمه من ممارسة أغلب مظاهر الحياة الاجتماعية..ويقلب حياته رأسا على عقب؟

وهل أدركت الدول التي كانت تتباهى بقوتها أنها أضعف من مجرد فيروس؟

للأسف قليل جدا من يتعظ.. وسرعان ما ستنتهي الكورونا بعد أن تحصد أرواح الكثيرين وتؤثر على اقتصاد الدول لكن سرعان أيضا ما سينسى الإنسان كل ما مر به ويعود يتصارع ويتقاتل على أشياء تافهة ويتباهى بقوته غير الحقيقية, وبدلا من أن يحل السلام والتعاون بين البشر ليحموا أنفسهم من الأعداء غير المرئية سيستمرون في إشعال الحروب..إلا من رحم ربي وهم قليلون.. للأسف!