بقلم : سمر الدسوقى
لا أعرف لماذا تذكرت ونحن نعيش هذه المرحلة الصعبة التي يواجه فيها العالم خطر يسببه شبح غير معلوم تسلل في هدوء وخلسة إلى حياتنا ليثير الفزع والخوف في قلوب الكبار قبل الصغار, هذا الفيروس المسمى بكورونا والذي بتنا نعايشه ليلا ونهارامحاولين قهره دون أن نراه، الرواية العالمية "الحب في زمن الكوليرا" تلك الرواية التي أحدثت صدى كبيرا على المستوى العالمي والتى ترصد لقصة حب خالدة بين شاب وفتاة منذ مرحلة الشباب وحتى بلوغهما سن الشيخوخة وكيف استطاع مرض الكوليرا أن يجمع بينهما بعد أن فرقتهما الحياة على متن باخرة واحدة بعيدا عن عالم الأرض وما يحويه من مشكلات ومتاعب، فبالرغم من أن البعض قد يرى هذه الرواية نسجا من الخيال والبعد عن عالم المنطق والواقعية إلا أننا ونحن نعيش الآن ظروفا مشابهة نحتاج في رأيي إلى مثل هذا الحب وهذه المشاعر، قد يتعجب البعض من هذا ولكن قدرتنا على تخطي أي صعاب وقهر أي مشكلات بل ومواجهة أي من الأخطار غير معلومة الهوية تحتاج منا وكما يؤكد خبراء علم النفس إلى الشعور بالإيجابية والقدرة على التفاؤل بل والمقاومة، كل هذا في رأيي لكي يتحقق يحتاج إلى وجود من يدعم أرواحنا ويساندنا, من يشعرنا أنه إلى جوارنا في هذه الأزمة، من يسأل علينا ويشعر بحاجتنا إليه دون أن نطلب، ببساطة من يحب ويهتم، فالحب أعزائي هو الخطوة الأولى التي نحتاجها حتى نستطيع أن نقهر هذا الهاجس هذا الفيروس المهاجم، الحب هو الدواء الذي ربما نبحث عنه ليس فقط لمواجهة كورونا ولكن للتغلب على كل صعاب الحياة، وهو لا يتوقف عند حد الحب المتبادل بين رجل وامرأة، ولكنه قد يكون حب الأصدقاء والأشقاء والأهل ومن يضيفون الكثير من المعاني لحياتنا، وهو أيضا حب الوطن والأرض والارتباط بهذا البلد، كل هذه الصور من الحب هي التي ستمنحنا القدرة على الاستمرار والمواجهة بل وقهر كورونا وغيرها من الأمراض الاجتماعية أو النفسية التي قد تتسلل إلى حياتنا في أي لحظة، فما نحتاجه حاليا بالفعل هو أن نوظف هذا المارد بعصاه السحرية لقهر هذا المرض من خلال سؤال كل منا على الآخر -ولو عن بعد-ومساندة كل منا للآخر بل ودعمه حتى يتغلب على هذه العقبة، ومنحه المشاعر ما يجعله لا يواجه هذا الفيروس وهو وحيد أو خائف، فادعموا أعزائي بعضكم بالحب والمشاعر الإيجابية.. اسألوا.. وساندوا.. وقفوا بجوار بعضكم البعض، لا تنتظروا حتى يختفوا من حياتكم أويرحلوا بأي صورة من الصور حتى تشعروا بوجودهم، فما أحوجنا اليوم إلى مثل هذه المشاعر ما أحوجنا إلى الحب في زمن الكورونا.
ساحة النقاش