كتبت: إيمان العمري
تأثر جميع الناس في مشارق الأرض ومغاربها ومن كل الفئات بفيروس كورونا اللعين وأعاد الكثيرون ترتيب أولوياتهم وفق المستجدات التي طرأت على كوكب الأرض، فما هو حال ساكني القصور الملكية أصحاب المال والجاه والسلطان، كيف أثر هذا العدو الغامض على حياتهم؟
فرح بياتريس
كم حلمت ورتبت الأميرة بياتريس حفيدة ملكة إنجلترا لعرسها المقرر إقامته 29 مايو المقبل، فالابنة الكبرى للأمير أندرو وخطيبها رجل الأعمال الإيطالي إدواردو مابلي موتزي، خططا لأن يحضر مراسم زفافهما في الكنيسة 150 شخصا بخلاف حفل استقبال يقام في قصر باكنجهام، لكن بعد أن ضرب فيروس كورونا إنجلترا بشراسة تقرر أن يقتصر عدد الحاضرين في الكنيسة على خمسة أفراد، العروسان والكاهن واثنين من الشهود، كما تم إلغاء حفل الاستقبال.
عيد ميلاد الملكة
يمتد إلغاء الاحتفالات من إنجلترا إلى الدنمارك، ففي بيان نشرته العائلة الملكية على وسائل التواصل الاجتماعي أعلنت فيه إلغاء كل الارتباطات القادمة بما فيها الأنشطة الخاصة بالاحتفال بعيد ميلاد الملكة مارجريت الثمانين والذي كان سيقام في شهر أبريل الحالي.
ولم يقتصر تأثير الفيروس اللعين على إلغاء عيد ميلاد الملكة وإنما امتد تأثيره إلى ابنها وولي عهدها هو وأسرته فقد عادوا إلى وطنهم قادمين من سويسرا حيث كان أولاده الأربعة يدرسون هناك في إحدى المدارس الدولية، وفي بيان أصدرته العائلة الملكية الدنماركية أكدت فيه أنه في ضوء الوضع السيئ الذي تمر به البلاد نظرا لانتشار كوفيد-19 فإنه من الطبيعي عودة ولي العهد الأمير فردريك هو وأسرته لمساندة الدنماركيين، ففي تلك الأوقات على كل واحد أن يتحمل المسئولية في العناية بالآخر..وإنه عندما يعاد فتح المدارس مرة أخرى في الدنمارك سيدرس الأمراء الصغار في بلادهم.
القصر الملكى بأمستردام
أما العائلة الملكية الهولندية فقد نشرت فيديو لها يظهر فيه الملك أليكسندر وزوجته الملكة ماكسيما مع بناتهما الثلاثوهم يقدمون التحية للعاملين في مجال الصحة ولكل من جعل عجلة الحياة تدور في البلاد وذلك كنوع من إظهار التقدير والتشجيع لهم، وكانت العائلة الملكية قد قامت بإلغاء جميع ارتباطاتها كما أن القصر الملكي في العاصمة أمستردام أغلقت أبوابه أمام الجمهور.
السويد
انتشر تأييد العاملين في المجال الطبي بين ملوك أوروبا، ففي السويد أصدر الملك كارل جوستاف بيانا حيا فيه مجهوداتهم في منع نشر المرض في البلاد أو الحد منه وأشاد بدورهم المهم في حماية الوطن، كما تم إلغاء العديد من الاحتفالات العامة التي كان من المقرر أن تشارك فيها العائلة الملكية، أما ولية العهد الأميرة فيكتوريا فتمارس مهامها من داخل قصرها عبر المكالمات الهاتفية و" الفيديو كونفرنس".
أمراء لم يسلموا من "كورونا"
رغم توخي الحظر والاحتياطات الصحية التي يتبعها الأمراء فقد تمكن مرض كورونا من العديد منهم، فلم يكن الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا الذي تعافى هو الوحيد الذي أصيب بذلك الفيروس، فقد كان أول المصابين به هو أرشيدوق النمسا كارل فون هبسبرج -59- والذي أكد إصابته عبر مكالمة تليفونية مع التليفزيون النمساوي، وذكر أن الأمر مزعج لكنه ليس طاعونا أسودا فهو كان يظنه أنفلونزا عادية لولا أن صديقا له أخبره بإصابته بالكورونا فأجرى تحليلا أكد إصابته به فالتزم بالإجراءات المتبعة ودخل الحجر الصحي.
كما دخل الحجر أيضا ملك النرويج هارالد وزوجته الملكة سونيا عقب عودتهما من زيارة رسمية للأردن، لكن لم تظهر عليهما أي أعراض مرضية خلال فترة العزل وقد مارسا خلالها بعض مهامها الملكية أون لاين.
ورغم إصابة أمير موناكو ألبرت الثاني بالمرض فإنه لم يدخل الحجر الصحي حيث تم اكتشاف الحالة في البدايات وظل الأمير فقط تحت الملاحظة وكان يمارس مهامه من داخل قصره.
ويبدو أن إصابة العديد بكوفيد -19جعل البعض يتملكه فوبيا الكورونا وهذا ما حدث في أسبانيا، فما أن تم الإعلان عن إصابة وزيرة المساواة إيرين مونتيرو فقد أسرعت ملكة أسبانيا ليتيزيا وزوجها الملك فيليب بعمل تحليل حيث كانت الملكة قد التقت بها في وقت سابق..ولكن التحاليل أظهرت أنهما غير مصابين.
وهكذا فجائحة كورونا استطاعت أن تغير شكل الحياة للملوك والأمراء وجعلتهم يعيدون ترتيب أجندتهم ويلغون كل أنشطتهم حتى يرحل عن الدنيا هذا الفيروس اللعين لتعود الحياة لسابق عهدها.
ساحة النقاش