بقلم : كريمة سويدان

أيام معدودة ويستقبل المسلمون فى أنحاء العالم أكثر شهور السنة قدسية - شهر رمضان - الذى يأتى فى ظروف استثنائية هذا العام غيٌرت - بشكل غير مسبوق - مظاهر الحياة العامة والاختلاط بين الناس، وستؤثر بشكل كبير على الوجه المألوف لهذا الشهر المميز لدينا جميعاً، وذلك فى ظل الإجراءات الاحترازية المتخذة للوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد والتى أدت إلى إغلاق المساجد ومنع الصلوات بها، وأنا وغيرى من المصريين لم نكن نتخيل أبداً أن يهل علينا الشهر الكريم - والذى ننتظره من السنة للسنة وهو خالياً من أهم مميزاته، من عزائم وولائم عائلية، وموائد الرحمن لوجبة الإفطار، وصلوات التراويح، والسهر والسمر فى قاهرة المعز حتى الفجر، وذلك تجنباً لأى تجمعات بسبب فيروس كورونا المستجد، لذلك جاء قرار وزارة الأوقاف المصرية بإغلاق المساجد ومنع صلاة الجمعة والجماعة، وبالتالى استمرار الغلق خلال شهر رمضان بما فى ذلك أكثر الأنشطة الجماعية إقبالاً فى شهر رمضان، صلاة التراويح والاعتكاف فى المساجد.. إن رمضان هذا العام سيكون بلا شك مختلفاً بما فى ذلك النقاش الدائر الآن حول فكرة الصوم نفسها، حيث يبرر البعض جواز عدم الصيام من منطلق أن حفظ الأنفس وصيانتها مقدم على أداء العبادات، وهو ما يُزيد حزننا جميعاً - كمسلمين - من تصور شهر رمضان بلا صيام، وبلا إفطار عائلى، وبلا موائد الرحمن، وبلا صلاة تراويح، وبلا أى مظهر من مظاهر الشهر الكريم التى اعتدنا عليها، ومع ذلك يمكن التغلب على هذا الوضع الذى فرضه علينا وعلى العالم كله هذا الوباء، عن طريق الصيام مع أسرتنا الصغيرة، والتجمع على مائدة الإفطار على مستوى الأسرة الصغيرة أيضاً، وكون اقتصار الصلاة والتعبد على الفرد مع أفراد أسرته، فهو يُعتبر ميزة أن يعيش الفرد الشهر الكريم بعيداً عن الأشكال الطقوسية والمظهرية التى تُخرجه - فى كثير من الأحيان - عن مقاصده وأهدافه الحقيقية، بل وأحياناً تؤدى إلى عكس الحكم التى شُرع من إجلها، لذا أعتبر أنها ستكون تجربة خاصة ومفيدة لنا جميعاً رغم ما سنفتقده من عادات أخرى جميلة مميزة لهذا الشهر، ومع كل الأمنيات طبعاً بأن ينتهى بلاء الوباء فى أسرع وقت ممكن, كل عام وكل المصريين بخير.. وتحيا مصر