بقلم : سمر الدسوقى
ما زال بعضنا يتعامل مع شراء السلع الغذائية والمستلزمات العديدة خلال شهر رمضان كأزمة ومشكلة، رغم أننا لا نعاني من أي أزمة في هذا الإطار بل ولدينا من احتياطي ومخزون السلع ما يكفي عدة أشهر قادمة، ومع هذا مازلنا نتكالب على الشراء والتخزين بما يدفع بعض التجار من ضعاف النفوس للتلاعب في الأسعار بل وإخفاء بعض السلع، وهو ما يجعلنا جميعا أمام أزمة حقيقية نختلقها بأنفسنا!
لأننا وكما يرى الجميع ليس لدينا أي مشكلة في هذا الإطار بل ونحتاج إضافة إلى ترشيد استهلاكنا خاصة في ظل ما تتكبده الدولة من مسئوليات عديدة لمواجهة
فيروس كورونا وحمايتنا منه، إلى العودة بآلة الزمن للوراء قليلً بل وإعادة قراءة التاريخ لعلنا نستفيد -رغم أن وضعنا الحالي أمنيا واقتصاديا أفضل بمراحل عدة- ففى أعقاب حرب 1967 واجهت مصر ظروفًا اقتصادية بالغة التعقيد والخطورة، حيث انخفض معدل النمو خلال فترة الحرب إلى ٣% ، وأغلقت قناة السويس، وبالتالى فقدت إيراداتها، كما حدث انخفاض فى إيرادات قطاع السياحة، وبالتالى تراجع مستوى المعيشة وانخفضت الأجور، واستمرت هذه الظروف الصعبة حتى قيام حرب أكتوبر ٣ ١٩٧، أى لمدة ست سنوات ارتفع خلالها الدين الخارجى لمصر ليتجاوز 5 مليارات دولار خلال السنوات الثلاث الأولى من حقبة السبعينيات، وتراجعت الصادرات، وكان الحل الوحيد للاستمرار هو تكاتف المصريين ومشاركتهم فى التحدى حتى يمكن الوصول لصناعة ملحمة النصر فيما بعد، من خلال حشد كل الإمكانيات المتاحة لصالح خوض المعركة أولً، وبالتالى كان على الشعب أن يواجه ارتفاع أسعار بعض السلع كاللحوم والخضراوات، ونقص بعض السلع الغذائية الأخرى، مع انخفاض الأجور، ومع هذا صبر وأكمل الطريق وتحمل المسئولية، حتى كان نصر أكتوبر 1973 ، البعض سيقرأ هذا التاريخ بمنطق أننا نعيش ظروفًا مغايرة وهذا بالفعل صحيح فنحن نقف على أرض صلبة ولا نواجه أي أزمة في تواجد كافة السلع وغيرها من سبل الحياة العديدة، ولكننا نحتاج إلى مواجهة أزمة كورونا، نحتاج إلى دعم جهود الدولة في هذا الإطار من خلال القيام بدورنا، نحتاج إلى البعد عن النظر إلى أي من مناسباتنا الدينية أو الاجتماعية كالاحتفال بشهر رمضان أو الأعياد المختلفة على أنها مناسبات للتكالب على الطعام والإسراف في الاستهلاك، وكامرأة مصرية أدعو كل النساء إلى أن
كما يصفهن » عظيمات مصر « يثبتن أنهن بالفعل سيادة الرئيس دائما، ويكملن المسيرة بوضع خطة اقتصادية محكمة للتعامل مع هذا الواقع حتى نعبر ببلدنا إلى بر الأمان، فالاحتفال بشهر رمضان وغيره من المناسبات ليس من خلال شراء الطعام بكميات مبالغ فيها، أو التباهى بشراء ياميش رمضان بقدر ما هو احتفال دينى وروحاني، إذا أضفنا لهذا أننا نحتاج إلى التعامل مع المرحلة الراهنة بمنطق الاستغناء عن كل الكماليات وتخفيض النفقات ومقاطعة السلع التى ترتفع أسعارها دون مبرر واضح حتى وإن كانت أساسية، بل حشد الطاقة للبناء والتنمية، سنجد أنفسنا بدلً من أن نهتم بشراء الكاجو والمكسرات وغيرهما سنتجه لشراء مشروباتنا المصرية المميزة كالكركديه والعرقسوس والخروب، والفول السودانى كبديل عن المكسرا ت .
نصائح لا أقدمها من برج عاجى ولكن أقدمها كامرأة عادية تنتمى للطبقة الوسطى وتنفذ هذا على أرض الواقع، لأن بلدى أهم وأغلى عندي، وثقتى أن نساء بلدى لسن أقل وطنية مني، بل أكثر قدرة على تحقيق هذا، حماية لهذا الوطن وإكمالً لدورهن نحوه
ساحة النقاش