كتبت : أسماء صقر
على الرغم من تأكيد العلم على وجود فوائد عديدة للصيام إلا أنه قد يمثل خطورة على صحة بعض الفئات أو الذين يعانون أمراضا مزمنة ما يتطلب اتخاذ بعض الاحتياطات لتجنب أى مضاعفات صحية أثناء الصيام، ولأن الصيام قد يكون مهمة صعبة على كبار السن خاصةً أصحاب الأمراض المزمنة أو الحوامل
يقدم عدد من الأطباء بعض النصائح والاحتياطات التى يجب لهذه الفئات مراعاتها أثناء الصيام..
فى البداية يقول د. هشام سامي عبد الله، أستاذ أمراض الباطنة والجهاز الهضمي والسكر والغدد الصماء بجامعة عين شمس: للصيام فوائد روحانية وجسمانية كالتخلص من الوزن الزائد والحد من مضاعفات مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن الصيام لا يؤثر على توازن الضغط بشرط الاستمرار في تناول العلاج، كما أن الصيام يقلل من نسبة الدهون والكولسترول الضار في الدم ومع ذلك يجب استشارة الطبيب المعالج قبل بدء الصيام مع ضرورة تجنب الأطعمة الغنية بالأملاح والدهون وتناول مشتقات الحليب خالية الدسم لأن الكالسيوم ينظم ضغط الدم، والإكثار من تناول الخضراوات والفاكهة الغنية بالبوتاسيوم والسمك المشوي مرتين في الأسبوع على الأقل لاحتوائه على الأحماض الدهنية وأوميجا 3 كالسلمون والسردين والماكريل.
وينصح د.هشام بضرورة ممارسة الرياضة كالمشي وإضافة الثوم إلى الطعام لأنه يساعد على خفض ضغط الدم وأكله نيئا أكثر فائدة من إضافته أثناء الطهي، بالإضافة إلى تناول المكسرات غير المملحة، مع الحرص على متابعة قياس الضغط عند الشعور بهبوط أثناء الصيام أو صداع شديد وإحمرار في العين والذهاب للطبيب لمتابعة مستوى ضغط الدم وتحديد الدواء المناسب للحالة المرضية.
ويتابع: قد يسبب الصيام لمرضى السكري الجفاف ولزوجة الدم ما يزيد من احتمالية الإصابة بالخثرات الدموية لذا يجب شرب كميات وفيرة من الماء خلال ساعات الليل للحماية من الجفاف وللحد من المضاعفات التي تنتج عن ارتفاع السكري أو انخفاضه فى الدم، أما بالنسبة لمرضى الباطنة والجهاز الهضمي فالصوم مفيد لهم حيث يحظى الجهاز الهضمي خلال ساعات الصيام بالراحة وإفراز العصارات الهضمية تبقى مستمرة لكن مع معدلات أقل ما يحفاظ على توازن السوائل في الجسم وهضم الطعام بمعدلات ثابتة أثناء الصيام، كما يعطى الصيام الكلى فرصة للاستراحة والتخلص من الفضلات والسموم وتقليل الترسيبات الكلسية الموجودة بها.
أنظمة غذائية
يقول د. شريف الشافعي، أستاذ أمراض الباطنة والجهاز الهضمي والسكر بجامعة المنوفية: يشكل الصيام صعوبة لبعض مرضى السكرى بينما يعتبره آخرون فرصة للتخلص من العادات الغذائية السيئة، وأنصح مرضى السكر بصفة عامة بمتابعة الطبيب المعالج قبل الشروع فى الصيام بتشخيص حالته الصحية والقدرة على ضبط مستوى السكر فى الدم، ويقل الخطر الناجم عن الصيام على من يسيطرون على مستويات السكر لديهم والذين لا يتناولون أكثر من جرعتين من الأنسولين أو الدواء يوميا، أما مريض السكرى من النوع الثاني بمراحله المتقدمة يمنع نهائيا من الصوم لأنه إذا صام يتعرض لمضاعفات منها وجود خلل أو اعتلال بالكلى، كما يحذر صيام من يعانى ارتفاع مستمر فى معدل السكر بحيث تتجاوز قراءته 300 ملغم، بالإضافة إلى الشخص الذي أصيب بغيبوبة كيتونية قبل شهر رمضان بثلاثة أشهر تقريبا أو لنوبة انخفاض كبيرة فى السكر بالدم، وكذا الأطفال والعمال المصابين بمرض السكرى.
ويتابع: أنصح مرضى السكر بتناول وجبة الإفطار فور سماع الأذان وتقسيمها إلى عدة وجبات صغيرة الحجم وبدء الطعام بكوب من الماء وثلاث حبات تمر صغيرة الحجم وتجنب الأطعمة المالحة والمخللات والأغذية الدسمة والغنية بالدهون والمقليات والابتعاد عن تناول المشروبات التي تحتوى على الكافيين كالمشروبات الغازية واستبدال العصائر بالفاكهة الطازجة، وتناول الكربوهيدرات المعقدة بدلا من البسيطة كالخبز الأسمر بدل من الأبيض، أما وجبة السحور فيجب أن يتناولها فى وقت متأخر وأن تتضمن كافة العناصر والمجموعات الغذائية، ويتم حساب الكميات والحصص الغذائية تبعا لحالة المريض، وفى العموم يجب التركيز على الكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة والبقوليات كالحمص والفول والدهون المفيدة كزيت الزيتون ومصادر البروتين الجيدة والمتنوعة وقليلة الدسم.
الصيام ولزوجة الدم
يذكر د. كامل محمود هويدى، أستاذ أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي بجامعة الأزهر أن الدراسات والأبحاث العلمية أثبتت أن الصوم يحفز نمو خلايا عصبية جديدة كما أنه يعمل على تطوير نقاط الاشتباك العصبي ويحمى الدماغ من الإصابة بالأمراض خاصة السكتة الدماغية الإقفارية والتي يتم فيها حظر الأوعية الدموية التى تضخ الدم إلى الدماغ بسبب حدوث تجلط الدم فالصيام يغذى الأعصاب بالبروتينات ويقلل الالتهاب ويحفز الذاكرة.
ويقول: يمثل الصيام خطورة على المريض الذى تعرض لجلطة سابقة خاصة إذا كان يعاني لزوجة الدم وتصلب الشرايين وقصور في الدورة الدموية المخية وعدم انضباط ضغط الدم المرتفع أو انضباط السكرى، وفى هذه الحالات يكون الإفطار ضروريا لأن الصيام يعرض أصحابها للإصابة بجلطة، ويمكن للمريض الصيام إذا كانت حالته الصحية جيدة وحريص على تناول الأدوية باستمرار ومسيطر على نسبة السكرى فى الدم لأن في حالة ارتفاع نسبة السكرى يكون من مضاعفاته الإصابة بالدوار والدوخة والجفاف ما يؤثر على نشاط الدورة الدموية المخية.
وينصح د. كامل بشرب كميات كافية من السوائل والمياه لتجنب لزوجة الدم، والامتناع عن تناول الأطعمة المسبكة والمقليات وغيرها من الأطعمة التى تحتوى على دهون مشبعة للوقاية من تصلب الشرايين.
هذا عن مرضى السكرى وأصحاب الأمراض المزمنة فماذا عن الحوامل؟
تقول د. غادة هديب، استشارى أمراض النساء والتوليد بمستشفيات التأمين الصحي بميت غمر: تلعب التغذية خلال فترة الحمل دورا مهاما في نمو الجنين وصحة الأم ولذلك يفضل عدم صيام الحامل في الشهور الأولى من الحمل خاصة إذا كانت تعاني القيء وفقدان الكثير من السوائل، ويتوقف صيام الحامل على حالتها الصحية ونمو الجنين، وإذا أذن الطبيب للحامل بالصوم عليها الإكثار من شرب الماء في وجبة الإفطار والسحور والتقليل من تناول الكافيين كالشاي والكاكاو وتجنب المشروبات الغازية، وتناول الخضراوات والفاكهة الطازجة والعصائر الطبيعية، وإذا شعرت الحامل بالتعب أثناء الصيام عليها استشارة الطبيب فورا.
وتتابع: أما بالنسبة للمرضع فبإمكانها تقدير ظروفها وحالتها الصحية خاصة إذا كانت ترضع طفلها طبيعيا، أما إذا كانت تعتمد على الإرضاع الصناعى فيمكنها الصوم بشكل طبيعي، لكن يجب على المرضع طبيعيا الاستراحة خلال ساعات الصوم وإتباع نظام غذائي متوازن وسليم.
ساحة النقاش