بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا سحر كانت تحكي لجدتها عن إحدى معارفهم وعلاقتها السيئة بالكثير من المحيطين بها وما تقوم به من أفعال قد تلحق الأذى بالبعض..
كانت سحر تفسر تصرفات تلك الفتاة بأنها تعاني من الغيرة الشديدة والتي تصل عندها لحد المرض وذلك نتيجة أن أهلها اعتادوا منذ صغرها أن يعقدوا المقارنات بينها وبين قريناتها من الأهل والصديقات وفي الغالب كانت هي الخاسرة خاصة أنها تتمتع بقدر محدود من الجمال والذكاء..
ولذلك عندما تجد أي واحدة من زميلاتها أو قريباتها تتمتع بقدر من التفوق سواء في الشكل أو في النواحي المهنية أو المادية يملأ قلبها نيران الغيرة تجاهها وتبدأ تحيك ضدها مؤامرات شيطانية وتتعمد أن تنال منها بأي شكل من الأشكال..
أنكرت جدتها كل ما قالته حفيدتها من تحليلات ما أصابها بالدهشة, ففسرت لها رأيها بهدوء مؤكدة أن نوازع الشر لا تحتاج لكل هذا فهي تنتج عن نفوس غير سوية وقلوب مريضة, ولو فكرنا قليلا فيما لدى تلك الفتاة وما عند من تحقد عليهن لن نجد هناك فارق كبير بل على العكس ربما تغير من أشخاص أقل منها في كل شيء وتسعى لالحاق الأذى بهم, وفي كل مرة تفعل ذلك تصور نفسها بأنها الضحية التي يتآمر الجميع عليها, وإذا لم تستطع أن تثبت تلك المؤامرات الوهمية تدعي أنهم يحسدونها وهذا سبب ما يلحق بها من أضرار لا يراها أحد غيرها..
فببساطة النفوس المريضة تستمتع بأن تتسبب في أذى كل من حولها ويطربها صوت دموعهم فهي لا تتمنى إلا أن تراهم تعساء مهما كلفها الأمر..
فالشر ليس له أي مبرر.
ساحة النقاش