بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا مي لها مع البحر حكاية.. فهي من سكان مدينة الإسكندرية لذلك فقد اعتادت على أن تقضىأوقاتا طويلة تسير على الكورنيش أو تجلس لتشاهد البحر وأمواجه الصاخبة أحيانا والهادئة في بعض الأوقات..
ولكن بعد أن اجتاح فيروس الكورونا العالم وأصبح مغادرة المنزل للضرورة لم تعد تذهب إلى الشاطئ واقتصرت علاقتها بالبحر بأن تشاهده من شرفة منزلها المطلة عليه..
ذات يوم لاحظت جدتها أنها تقف حزينة فظنت أن هناك ما يعكر صفو أيامها فسألتها بلهفة, هنا أجابتها بأنها تشعر بالضيق من بعدها عن أحب الأصدقاء..
حاولت الجدة التخفيف عنها وأخبرتها أن التكنولوجيا الحديثة قربت المسافات وعندهم الآن العديد من وسائل التواصل عبر النت..
تنهدت مي في أسى وذكرت أن صديقها المقرب إلى قلبها هو البحر كلما ضاق صدرها تفر إليه محمولة بالهموم لتقذف بها فيه فتبتلعها أمواجه وتعود وكأن شيء لم يكن, لكن مع إجراءات التباعد الاجتماعي التي تسبب فيها انتشار وباء الكورونا حرمت من الصاحب الوفي الذي كانت تجده دائما لا يتحجج يوما بأنه مشغول ولا يستطيع الإصغاء لها..
لم يشغله كم الناس الذين يأتون إليه عنها.. عندما تفرح بنجاحها تجد أمواجه ترقص في سعادة بالغة معها.. وإذا شعرت بالضيق من موقف ما أو أساء إليها أحد الأشخاص تراه وقد ثار هائجا وكأنه على وشك أن يدمر الكون كله من أجلها..
أما الآن فبينهما مسافات وتراه من بعيد..
فوجئت مي بأن جدتها تشاركها نفس المشاعر نحو البحر وتنهدت هي الأخرى قائلة:
-لكن مهما بعدتنا المسافات سيظل الحبيب يشعر بأحاسيسنا تجاهه وينتظر عودتنا له.
ساحة النقاش