كتبت : هبة رجاء
فيروس كورونا، ذلك الفيروس اللعين الذي اجتاح العالم أجمع، قضى على الكثيرين، وأصاب أكثر، يواجهه كل في موقعه بكل صلابة، ومنهم تلك القوى الناعمة التي تنقل الحدث أول بأول، والتي للأسف أصيب بعض من أبنائها أثناء تأديتهم عملهم في جبهتهم، عن الإعلاميين وكيف يؤدون واجبهم ويواجهون مخاطر كورونا أثناء عملهم، كان هذا التحقيق..
البداية مع الإعلامية رانيا محمود، حيث تقول تختلف طبيعة العمل في زمن الكورونا عن مثيله في الأوقات العادية، فالنزول للعمل في هذا الوقت محاط بالتوتر والقلق والريبة، فبعيدا عن المخاطر التي تواجهنا عند النزول كغيرنا من المواطنين من التقاط العدوى، غير أن الأخطار في عملنا قد تكون مضاعفة بعض الشيء، فنحن نعمل في استوديو مغلق لا يوجد به تجديد للهواء بشكل دائم، كل هذا يبعث لتواجد الفيروسات، كما أنه بالرغم من التزامنا بارتداء القفازات والكمامة، غير أن طبيعة عملنا تتطلب منا خلع الكمامة أمام الكاميرا، فبالتالي المذيع معرض بشكل أكبر لالتقاط العدوى، لذا فللأسف الشديد نجد أن الكورونا قد أصاب أكثر من مذيع ومذيعة من زملائنا.
أيضا تواجهني صعوبة في التسجيل فهناك حالة من البلبلة هل نسجل نفس الكم الذي اعتدنا على تسجيله من قبل، بالإضافة للصعوبة في استضافة الضيوف، أما عن الاحتياطات الاحترازية التي تتخذها فتقول: التزم جيدا بالتعليمات الاحترازية، بالطبع الكحول أصبح صديقا دائما، ارتداء الكمامة، كما أنني أتحرى عدم النزول إلا في أضيق الحدود، فالنزول أصبح مخاطرة ليس فقط على نفسك بل على أسرتك أيضا، فعندما طُلب منا البقاء في المنزل لم يكن هذا جملة إنشائية أو جملة للترفيه أو جملة تهديد، بل جملة إلزامية لكل منا حتى نعلم جيدا حجم الكارثة التي نمر بها.
وتؤكد أن على الإعلام دور كبير في هذه المرحلة، من خلال البرامج الموجهة للمشاهدين في المنازل، وقد نجح الإعلام المصري سواء في التليفزيون الرسمي أو القنوات الفضائية بالفعل في تغطية هذه الأزمة، بتوضيح ماهية الكورونا، ومخاطره، كيفية تفاديه وتجنب أخطاره، مدى انتشاره، بث معلومات من مصادر موثوق بها كوزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية.
ماذا لو استمرت الأزمة لفترة أطول فتقول: هنتعايش ونستمر في تقديم عملنا، الحياة لا تتوقف، فقد مر علينا غيره من الأمراض كالطاعون والسل والدرن، وتغلبنا عليها بالأمصال والعلاجات، فما خلق الله من داء إلا وله دواء، والعلماء في جميع أنحاء العالم عاكفين على البحث، لذا علينا في تلك الفترة تحفيز مناعتنا لمواجهة المرض إلى أن يتم اكتشاف الدواء والمصل، لكن الحياة بطبيعتها ستستمر.
أما الإعلامي حاتم حيدر، فيرى أن دور الإعلامي حيوي في ظل هذه الأزمة، فمثلا هناك من يسألون غيرهم عن البروتوكول العلاجي الذي تلقوه ويقومون بتناول نفس العقاقير معتقدين أن ذلك سيقيهم من الفيروس أو يمنحهم مناعة ضده، يأتي دورنا هنا كإعلاميين سواء في برامجنا أو على صفحاتنا الشخصية بمواقع التواصل فهناك من يتخذونا قدوة أو مصدر مصدق، علينا أن ننقل الصورة الصحيحة عن ماهية الفيروس، ومخاطره والوقاية منه، وأن لكل لشخص بروتوكول علاجي خاص لابد أن يتبع تحت ظل وزارة الصحة ومن تحتها، وأحاول تقديم النصيحة لغيري في الشارع، يستكمل.. أنا شخصيا أتبع الإجراءات الاحترازية التي تنادى بها الدولة، خاصة أن عملي يتطلب تواجدي على الساحة، فالجندي لا يترك سلاحه وقت المواجهة وكذلك الطبيب والإعلامي، لذا يجب أن نتخذ احتياطاتنا، فأقوم بارتداء الكمامة قبل خروجي من المنزل وأضع زجاجة الكحول أو المطهر في جيبي ولا سلام باليد أو بالأحضان والقبلات، أحاول عمل تباعد اجتماعي فقد حرمت من أهلي وأحبائي حتى في رمضان والعيد، وأغلقت دائرتي على أسرتي الصغيرة زوجتي وأبنائي ووالدتي، بتحسر يقول.. كم كنت آمل أن نلتزم جميعا خلال الأسبوعين الأولين أو خلال شهر رمضان كي لا نصل لهذا التفاوت في أعداد الإصابات، ويبقى لدي أمل أن تشهدالفترة الحالية والقادمة نتيجة الالتزام الذي نقوم به حاليا كما فرضته الدولة.
وعن إصابة عدد من الإعلاميين بفيروس كورونا تقول الإعلامية شيرين عبدالخالق.. الخبر مثل صدمة بالنسبة لي خاصة مع الصداقة التي تجمعني باثنين من زملائي المصابين والترابط الشديد معهما نظرا لتواجدهما دائما في كافة المؤتمرات والأحداث الرئاسية وافتتاح المشروعات الكبرى وهما ريهام السهلي وآية عبدالرحمن فبدأت أشعر بخطورة أكبر، فالأمر لم يعد مجرد أرقام ونسب عن إصابات لأشخاص لا تعرفيها لدائرة المقربين والأصدقاء، لكن ذلك لم يغير شيئا من قناعتي فدائما لدي يقين وإيمان بأن الله يساند دائما من يجتهد في عمله ويتقنه ويقدم رسالة يساعد بها الآخرين.
أما عن الإجراءات التي تتخذها الإعلامية شيرين عبدالخالق للوقاية من فيروس كورونا فتقول: ألتزم » فرح « وأسرتي بالمنزل في غير أوقات العمل حتى ابنتي لم تخرج من المنزل منذ ثلاثة أشهر تقريبا، استخدم المطهرات الخاصة باليدين والأسطح والملابس بشكل مستمر، ارتداء الكمامة بل ومؤخرا التزم بقناع واقي لاستخدامه أثناء التصوير خارج الاستوديو والتعامل مع أعداد كبيرة من الأشخاص، أما داخل الاستوديو وهو بيئة خصبة للفيروس فأقوم برش الأسطح والأدوات وحتى الأوراق التي أقرأ منها النشرات بالكحول.
ساحة النقاش