بقلم : إقبال بركة
لا شك أن المخرجة الراحلة علوية زكى، قد تركت بصمة واضحة ودائمة على الإخراج التليفزيوني، لم تكن تبغى شهرة ولا مكاسب مادية وإنما كانت لها رسالتها الواضحة التى تلمع كالشهاب فى كل ما تركته من أعمال فنية وهى كثيرة والحمد لله.
أقول هذا بلا تردد لأنى كنت أعرفها جيدا، فنانة ذات رسالة واضحة تمجد الإنسان، رجلا أو امرأة، وتصحبه نحو مسعاه للانتصار للحق والمساواة والوطن والخير، تلك كانت شخصية علوية زكى كما عرفتها وصحبتها لسنوات طويلة، وكل منا فى قمة عطائها الفنى والأدبى، وحين عرضت عليها فكرة تمثيلية من تأليفى تحت قالت ،» فتش عن الرجل « عنوان أقرأها أولا ثم أرد عليك، فاحترمت رأيها وما كنت لأعترض لو أنها رفضت التمثيلية، وكم سعدت حين اتصلت بى بعد أيام لتبلغنى إعجابا الشديد بما كتبت وموافقتها على إخراجه فورا، وطلبت منى تقديم السيناريو والحوار ولكنى طلبت منها أن ترشح من تراه بسبب انشغالى الشديد، فاختارت الكاتبة والفنانة الكبيرة نادية رشاد لتقارب أفكارنا، فوافقت بحماس، وهو ما تم بالفعل، وعندما دعيت من منظمة القلم الدولية لعرض أحد أعمالى فى مهرجان القلم بلوس أنجلوس اخترت هذه التمثيلية واشترطت حضور المخرجة لكى تتحدث عن العمل كما رأته ونفذته وهو ما تم بالفعل، وسافرنا معا إلى لوس أنجلوس وتم عرض التمثيلية مترجمة إلى اللغة الإنجليزية وحازت إعجابا كبيرا.. وقد احترمت الكاتبة الكبيرة نادية رشاد ما كتبته ولم تفعل ما فعله مخرجون آخرون مع ما أخرجوه لى، فجاءت الأعمال مشوهة أثارت حزنى الشديد وجعلتنى أتوقف عن تقديم أعمالى للتليفزيون، رحم الله الصديقة الطيبة الحنون التى أفتقدها كثيرا فى زمن عز فيه الصدق وقل الإخلاص وتضخمت الذوات حتى تلاشى المعروف.
ساحة النقاش