كتبت : سكينة السادات

 

يا بنت بلدي حكيت لك الأسبوع الماضى طرفا من حكاية قارئتى هناء, 33 سنة, التى روت أنها من أسرة متوسطة تعيش فى محافظة المنوفية, والدها موظف بسيط فى بنك فى شبين الكوم, ووالدتها ربة منزل, ولها أخوان وأخت أكبر منها بثلاث سنوات، وهى الابنة الصغرى للعائلة التى كافحت حتى حصلت هناء على دبلوم التجارة, وقالت إنها بعد أن تعلمت الكتابة على الكمبيوتر والآلة الكاتبة والإنترنت (والأونلاين) وافق مدير البنك الذى يعمل به والدها على تعيينها فى البنك بعد حصولها على الدبلوم! لكن ذلك لم يحدث إذ حدثت مفاجأة غير متوقعة, إذ أن عميلا مهما فى البنك كان يراها عندما تمر على والدها فى البنك بعد الدراسة لكى يعودوا سوياً إلى البيت! وكان يطيل النظر إليها ويسأل عنها والدها! وبعدما حصلت هناء على الدبلوم تقدم العميل الذى ينحدر من أسرة كبيرة يمتلكون عملا تجاريا كبيرا فى المحافظة يديره هو وأخوه الأكبر، تقدم طالباً الزواج منها على ألا تعمل فى أية وظيفة وأن تتفرغ لبيتها وأولادها, وعندما سأله والدها لماذا ابنتى بالذات ونحن أسرة فقيرة لا تناسبكم جاهاً وثراءً، قال إنه الحب من أول نظرة, والراحة النفسية التى كان يشعر بها عندما رآها, وكانت فرحة كبيرة لعائلتها وتحفظاً شديداً من أسرته، لأنهم كانوا يريدون له زوجة ذات حسب ونسب لكنه أصر على اختياره, وتزوجا وأنجبا ولدا وبنتا، وكانت خمس سنوات من الحب والحنان والكرم ثم كانت المفاجأة المذهلة وهى اكتشاف مرض زوجها بسرطان الرئة ثم سفره إلى باريس وعودته ثم وفاته بعد عدة شهور من إصابته, واسودت الدنيا فى وجه هناء وفقدت وزنها ولم تكف عن البكاء, وبعد عام من وفاة زوجها كانت المفاجأة العجيبة الثانية فى حياتها!

***

واستطردت السيدة هناء.. نسيت أن أقول لك يا سيدتى إنني وزوجى كنا نعيش فى شقة مستقلة فى المدينة, وكانت علاقتى طيبة جدا مع أهل زوجى خاصة مع إخوته البنات وأشقائه, وكنا جميعا نتبادل الزيارات والاحترام, وكان شقيق زوجى الأكبر الحاج إبراهيم المدير العام للشركات الذى كان يتبعه زوجى مباشرة فى العمل، كان ذلك الشقيق يأتينى على إدارتى للبيت ويستطعم المأكولات التى أقوم بطهيها بنفسى وكان متزوجا من ابنة عمه وله منها أربعة أبناء وبنات وكان له كل الاحترام والتقدير منى أنا وزوجى المرحوم! كانت المفاجأة يا سيدتى أن الحاج إبراهيم شقيق زوجى الكبير يتقدم للزواج منى! فوجئت بهذا الأمر وبكيت كثيراً فلا أحد يحل فى قلبى محل مدحت زوجى الذى كان أول حب وأول رجل فى حياتى والذى كان زوجا وأبا مثالياً!

***

واستطردت السيدة هناء.. وفكرت كثيرا وقال لأبى لا أحد يربى أولاد أخى مدحت سواى وابنتك صغيرة السن، ولا يجب أن تتحمل وحدها كافة المسئوليات تجاه بيتها وأولادها وسوف أكون عادلا بينها وبين زوجتى أم أولادى! ووافق والدى وضغطت علي أمى وقالت لا ما هو عيب الحاج إبراهيم (رجل ملو هدومه) يريد أن يربى أولاد أخيه ولا يطلب إلا تحقيق الشرع ودخول البيت بطريقة شرعية آمنة.. فلماذا الرفض؟ وفعلا يا سيدتى.. وتحت ضغط الأهل وافقت على الزواج من شقيق زوجى الأكبر وللعلم لم أكن أكرهه بل كنت أحترمه وأقدره، وكان دائما يحسن الحديث إلي ويثنى على بيتى وأولادى وطهي للطعام, وعندما سألت الحاج إبراهيم زوجى عن موقف زوجته التى هى ابنة عمه.. قال لى إنه يستعمل حقه الشرعى ولا شىء سوف ينقصها.

واستطردت السيدة هناء .. وبدأت حياتى الجديدة بمنتهى الهدوء والحرص على ألا أجور على حق زوجته الأولى وأن أكون نصيرته فى أن يعدل بيننا, ولكن يا سيدتى بدأت ألاحظ أمورا عجيبة لم أرها من قبل خاصة بعدما تأكدت من أننى حامل من زوجى الحاج إبراهيم فى الشهر الثالث! لاحظت أننى لأول مرة فى حياتى أشكو من الأرق وقلة النوم وانعدام الشهية وانعدام الإقبال على الحياة, وتساقط الشعر ولم أتعرض لأى من تلك الأعراض خلال حملى فى ابنى وابنتى من زوجى المرحوم مدحت, وذهبت إلى عدة أطباء وقالوا لى إنها حالة نفسية, وأقسمت لهم أننى لم أتعرض لأية مشاكل نفسية, وزاد الأمر سوءا انشغال زوجى بعمله ومشاكله الجديدة فى تجارته التى تأثرت كثيرا قبل وبعد وباء كورونا, وصارت حياتنا كئيبة وقلقة, وعانيت كثيرا فى الولادة المتعسرة التى حدثت بعدها لى إصابة بحمى النفاس التى كادت تودى بحياتى, وجاء ابنى الصغير ضعيفاً بخلاف إخوته, وقالت لى أخت زوجى المقربة إلى: ده كله من الأعمال والأسحار التى تعملها لك مشيرة ضرتك فهى طول عمرها مشهورة بالأعمال والأسحار, وسمعت هذا الكلام من ناس كثيرين يا سيدتى, ولا أدرى كيف أسترد حياتى الطبيعية داخل منزلى وكيف أتجنب تلك الأعمال والأسحار التى تدمر حياتى وصحتى وصحة أبنائى ماذا أفعل؟

***

الابنة هناء.. السحر وارد فى القرآن الكريم وهو موجود بالفعل ولكن كل ما علينا هو اللجوء إلى القرآن الكريم وتلاوة الآيات التى تمنع الشر والأذى.. وكما قالت لى إحدى قارئاتى سابقاً أنه من المستحب اللجوء إلى رجل دين محترم يتلو آيات القرآن مع رش البيت بالماء والملح وإطلاق البخور فى يوم الجمعة, وقبل كل شىء استشارة زوجك ومصارحته بما سمعته واتركى له التصرف.. والله المستعان.

 

المصدر: كتبت : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 333 مشاهدة
نشرت فى 16 يوليو 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,465,759

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز