حوار: إيمان عبدالرحمن
تتخذ من آلتها الموسيقية "الفالوت" سلاحا تجوب به العالم لتمثل بلدها الحبيب إيمانا منها بأن الفن أكثر أسلحة القوى الناعمة تأثيرا فى الرأى العام إذا أحسن استخدامه، ورغم وصفها لوضع الفن المصرى بـ"الهزيل" جراء تقديم أعمال موسيقية ضعيفة تعتمد على التكنولوجيا الحديث إلا أنها تؤكد أن للفن دورا بارزاخلال الأزمات يقود المجتمع ويستثير الهمم وينمى بالنفوس المواطنة والانتماء.
د. رانيا يحيى، الأستاذة بالمعهد العالي للنقد الفني وعضو المجلس القومي للمرأة تكشف لحواء رؤيا فنية واقعية عن دور الفن فى بناء الوطن والدفاع عنه داخليا وخارجيا..
- يعد الفن من أهم أدوات القوى الناعمة لكن من وجهة نظرك ما أكثر الفنون تأثيرا فى المجتمع؟
بداية دعينى أوضح أن القوى الناعمة تعنى التأثير بالإقناع وليس الإكراه، وهو مصطلح يتم التعامل به مع الدول الخارجية، ورغم أن كل أنواع الفنون مهمة ومؤثرة لكن أكثر أنواع الفنون تأثيرا هي الأغنية لسهولة ترديدها وسرعة انتشارها بشكل كبير جدا، فضلا عن الدرامالأنها تدخل كل بيت وتقدم رسائل حساسة ومهمة ولها خطورة حقيقية،وإذا أحسن استخدام الأعمال الفنية والإبداعية بشكل عام وتم توجيههم برسائل غير مباشرة سيكون له تأثير أقوى وأهم.
- إذن كيف يمكن استغلال الفن لدعم قضايا البلد ومشروعاته القومية؟
لا يوجد مجتمع صالح دون فنون تعبر عنه وتقوده إلى الأفضل، والمقولة الشهيرة"الفن مرآة المجتمع" حقيقية فهو مرآة للواقع، فالفن انعكاس للواقع المعيشي الذي نحن به بكل أشكاله وصوره من سينما ومسرحوفنون تشكيلية وموسيقى وشعر وأدب ورواية، فالمهم أن يكون لكل ما أقدمه من فنون أهداف تخدم المجتمع وتلقي الضوء على النواحي الإيجابية وتدعمها بشكل موضوعي وبدون مبالغة حتى نساعد الدولة في عملية البناء والتنمية .
- وما رؤيتك لتنفيذ ذلك علىأرض الواقع؟
تقود الدولة وعلى رأسها السيد الرئيس بدور كبير لتحقيق النهضة الشاملة بعد فترة عطب وتراجع فكري أصاب المجتمع والذى نجحت فى تصحيحه ثورة 30 يونيو, ورغم حجم المؤامرات التى تعرضت لها الدولة على مدار ثلاث سنوات بعدها إلا أن الهدف الأكبر كان الحفاظ على الوطن بمؤسساته، بعدها بدأت المشروعات القومية العملاقة، لذلك أتمنىإبراز هذه المشروعات وإلقاء الضوء عليها وخاصة عن طريق أغنيات تحمس الناس كما رأينا ما حدث في مشروع قناة السويس، كما أتطلع لإطلاق قناة متخصصة تبث طوال الوقت الأفلام الوثائقية القصيرةعن الإنجازات الوطنية لما لها دور قوي في توعية المجتمع، وأتمنى وجود مسابقات لمثل هذه الأفلام لتحفيز الشباب والمنتجين، فلا يمكن نسيان فيلم الممر ومسلسل الاختيار وما أحدثاه من تأثير فى نفوس المصريين من حماسة وتحفيزالروح الوطنية وتقوية الانتماء.
وماذا عن دوره في دعم الدولة على الصعيدين الإقليمى والعالمى؟
على مستوى العلاقات الخارجيةيظهر الفن رسائل التنمية والقوة العسكرية والدبلوماسية خاصةأمام كل التحديات والمؤامرات التي تحاك بدولة وأمة عربية، كمايلقي الضوء على ما تم من إنجازت، فالفن والإعلام من أهم الوسائل التي نستند عليها لإرسال الرسائل للخارج خاصة أننا نخوض حرب عدونافيها مستتر على عكس الحروب السابقة، ويمكن استخدام الأيقونات الفنية لدعم البلد كما حدث أيام حرب الاستنزاف والدور الذي قامت به أم كلثوم من التبرع للمجهود الحربي وعبدالحليم والغناء في الخارج وإرسال رسائل دعم للبلد.
- هل ترىأن الفن في الفترة الحالية يقوم بدوره علىأكمل وجه؟
الفن للأسف في مرحلة هزيلة ومتراجعة لأننا عشنا حالة من التراجع والظلامية أثرت على المجتمع والواقع الفني، وكذلك الاستخدام السريع للتكنولوجيا الذي قدم المستوى الفني الهابط، لكن الحقيقة الفن يلعب دورا مهما وخاصة في وقت الأزمات، فهو من يقود المجتمع للأفضل، ويرسخ القيم الإيجابية مثل العدالة والاستقرار وبناء الإنسان، فالثقافة والفن يخلقا الإنسان الحقيقي وجدانيا ويدعمان الأخلاق الأساسية الذي يتربي عليها، ويساعد على الارتقاء بالنفس وسمو بالأخلاق، ويقود المجتمع من خلال الأيقونات المختلفة والرموز الفنية والثقافية البارزة في المجتمع من خلال الاستنارة وتشكيل الوعي بشكل غيرمباشر.
ما دورك كفنانة في دعم قضايا البلد ومشروعاتها القومية؟
أحرص دائما على ختم كل حفلاتي بأعمال وطنية لحث الجمهور على دعم الحالة الوطنية ودائما ما يتجاوب الجمهور، كما شاركت في كثير من الحفلات الوطنية والمناسبات الرسمية التي يحضرها رئيس الجمهورية من حفلات الرئاسةوأعتز بهذه المشاركات، كما أدعم بلدي كفنانة من خلال النقد الفني من كتاباتي وإلقاء الضوء على الإيجابيات في مقالاتي، كما تبنيت مبادرة "أولادنا في رقابنا"لدعم أطفال مستشفىأبو الريش وتفاعل معي بعض الفنانين، كما شاركت في كافة مبادرات المجلس القومي للمرأة،وكموسيقية آلتي هي سلاحيأسافر في مهرجانات دولية وأمثل بلدي وأرفع علم بلدي.
في نهاية الحوار ما الرسالة التى تقدمينهاللمرأة المصرية؟
أقول لها أنت أيقونة بلدك وتاج على الرأس ورمز للوطنية والدفاع عن بلدها على مر العصور ونموذج مشرف نتباهى به، ففي 30 يونيو أثبت أنك البوصلة وساعدتي في إعادة توجيه المجتمع تجاه خارطة مستقبلنا السليمة ودعمت رئيسها في الانتخابات وكافة الاستحقاقات وساعدتي في استعادة الوطن المختطف، وأقول لها تحية تقدير لكل محاولات الإصلاح الاقتصادي، وعليكي دور في الإصلاح والتنمية وتنشئة أبنائك بطريقة سليمة، وهذا جلي في كل المناسبات فيحرص السيد الرئيس علىإرسال رسائل إجلال واحترام شديد وتؤكد على أن الدولة تضع المرأة نصب عينيها فاستمري فالقادم أفضل بك ومثابرتك.
ساحة النقاش