حوار: سمر عيد
رغم أن المرأة كان لها دور بارز فى السنوات الأخيرة خاصة على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعيةوالاقتصادية إلا أن الكاتبة الصحفية سامية زين العابدين ترى أن المرحلة المقبلة تنتظر المزيد من المصريات لاستكمال مسيرتهن فى دعم الوطن ومساندته لمواجهة التحديات التى تشهدها الساحة فى الوقت الحالى.
سامية زين العابدين نموذج للمرأة المصرية التي لا تبخل بغال فى سبيل الدفاع عن مصرفلم ينل فقدها لزوجها العميد أركان حرب عادل رجائي، قائد الفرقة9 مدرعات من حبها لوطنها, وعزاؤها فى ذلك أنها فقدت من تحب من أجل من تعشق، وترى أن تقديم الأعزاء ضريبة حب الوطن الذى يهون من أجله كل غال ونفيث..
عن الدور المنوط بالمرأة خلال الفترة الحالية خاصة فى ظل ما يحاك بالوطن من مؤامرات تقول: تتعدد أدوار المرأة فى دعم وطنها ومساندته انطلاقا من تعدد أوصافها, فهى الأم والأخت والزوجة, وهي التي تدفع برجال الأسرة كلهم كي يضحوا من أجل ضمان سلامة واستقرار البلاد،وهي أيضا الطبيبة والمهندسة والمعلمة والمحامية والإعلامية التي يجب أن تكون سندا للدولة في أية محنة أو مؤامرة تحاك بها سواء من الداخل أو الخارج لهدم أركانها، فعلى الصعيد السياسي يتجلى دور المرأة فى المشاركة فى كافة الأحداث السياسية من انتخابات أو استفتاءات فضلا عن الترشح للمجلسين المحلى والبرلمانى،بالإضافة إلى دورها التوعوى فى حث كافة النساء والفتيات في مجتمعها على المشاركة والإدلاء بأصواتهن، كما ينبغي لها التصدي للشائعات المغرضة التي يمكن أن تهدد أمن واستقرار البلاد والإبلاغ فورا عن أية عناصر تشتبه بهم يمكن أن يهددوا سلم وأمن مصر.
وماذا عن الصعيد الاقتصادى وكيف يمكنها دفع عجلة الإنتاج والمساهمة فى إنجاح الاقتصاد الوطنى؟
لا شك أن الأسرة هى اللبنة الأولى للمجتمع لذا على المرأة تغيير الأنماط السلوكية وترشيد ميزانيتها الشهرية, كما يمكنها أن تذاكر لأبنائها بدلا من إهدار ميزانية الأسرة على الدروس الخصوصية،وعلى حواء أن تدرك أننا نتحول من مجتمع استهلاكي إلى منتج، وأن الدولة لم تدخر جهدا لدعم النساء المعيلات من خلال إطلاق العديد من المبادرات والبرامج الحكومية التى من شأنها توفير حياة كريمة لهن، فضلا عن الاهتمام بالمشروعات الصغيرة التي يمكن أن تقوم بها المرأة المصرية من منزلها وتدر عليها دخلا وربحا ماديا.
وكيف يمكنها دعم وطنها على الصعيد الاجتماعى؟
يتجلى الدور الاجتماعى للمرأة فى تربية أبنائها على الانتماء لهذا الوطن وتدعيم قيمة المواطنة في نفوس الأطفال منذ الصغر،والتصدي لمحاولات استقطاب الشباب والفتيات للانضمام إلى جماعات متطرفة تعلى مصالحها الخاصة وتتستر وراء الدين وهو منهم براء، وعليها أن ترسخ قيم الدين الوسطي المعتدل السمح سواء كانت مسلمة أم مسيحية في روح ونفس أبنائها، وتعميق مفهوم الوطنية من خلال سرد القصص والحكايات البطولية لأبطالنا في مصر سواء في التصدي للاحتلال الفرنسي أو الإنجليزي أو حربي1967 و1973،والتحدث عن الرجال الأبطال الذين كانوا وما يزالوا قدوة للشباب كسعد زغلول وأحمد عرابي ومحمد نجيب، فالانتماء يبدأ من الأسرة الصغيرة أولا والمدرسة .
- عانيت مرارة فقد الزوج فهل لك أن توجهي كلمة لأمهات وزوجات وبنات الشهداء؟
فقدت زوجي الذي كنت أحبه لأجل مصر التي أعشقها،وأقول لأية سيدة مصرية تفقد ابنا أو زوجا أو أخا هنيئا لك الجنة لأنك صبرت على فقد أهم شخص في حياتك من أجل الدفاع عن الوطن، وقد قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى قبل توليه الحكم إما أن يموت رجال الجيش أو أفراد الشعب، واختار الرئيس أن يضحى رجال الجيش بأرواحهم دفاعا عن وطنهم وعن حريتهم, كان هذا أثناء ثورة يونيو التي ثار فيها المصريون ضد حكم الإخوان.
تشهد المرحلة الحالية العديد من التحديات فما الدور المنوط بالمرأة فى الفترة المقبلة؟
المرحلة القادمة هي مرحلة تحدي كبير على كافة الأصعدة, فالعالم كله قد أنهك بسبب مكافحة فيروس كورونا الذي دمر الاقتصاد العالمي ككل، لكن الحمدلله مصر لم تتضرر كثيرا بسبب الخطة التي اعتمدها الرئيس عبد الفتاح السيسي للتصدي لهذه الأزمة،أيضا هناك تحرشات تركية وقطرية بمصر،ومسألة سد النهضة وعواقبه،والحقيقة أن هناك مجموعة من القضايا الشائكة فعلينا أولا كإعلاميات وصحفيات التصدي لأية شائعة وحشد الرأي العام ككل للوقوف صف واحد خلف القيادة السياسية كي نعبر من هذه الأزمات كافة بسلام،وكنساء علينا أن نتأكد من أي خبر يتم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي وألا نكون سببا في انتشار شائعة ربما لاصحة لها أو تصديق الإعلام المضاد من أية دولة أو أية جهة يهمها زعزة أمن واستقرار مصر،علينا أن ندرك الظروف الاقتصادية والسياسية والعسكرية المحيطة بنا وأن نرى ونأخذ العبر من تجربة بعض الدول التي انجرفت للحروب كسوريا واليمن وليبيا وأصبحت مستنقعا خصبا للإرهاب،وأقول لحواء أنت القوة الناعمة المنطقية المفكرة التي بناء على آرائها تجتمع أو تتفرق النخب الاجتماعية،أنت مهمة جدا وأنت قوة لايستهان بها لابد أن تقف كتفا بكتف بجوار القوة العسكرية والسياسية للبلاد كي نحمي مصر من كل من تسول له نفسه أن يعبث بأمنها ومستقبلها أرجوك قفي في ظهر مصر.
ساحة النقاش