كتبت : ابتسام أشرف
رغم فرض كورونا ظروفا استثنائية على مختلف أشكال الحياة وفى مقدمتها الأفراح إلا أن المقبلين على الزواج لم يستسلموا لتلك الظروف بل أصروا على إتمام زواجهم الذى خلا من التكاليف الباهظة والمعازيم الكثيرة مكتفيين فى ذلك بالأهل والأصدقاء رافعين شعار "فرحة العريس بعروسه"..
قصص واقعية لشباب تحدوا كورونا وقرروا إقامة أفراحهم نعايشها مع أبطالها فى السطور التالية..
البداية مع سارة مصطفىالتى قررت وخطيبها بعد غلق قاعات الأفراح إتمام فرحهمالكن بشكل مختلف، حيث اقتصرا علىعقد القران بحضور الأسرتين فقط وبعدها ذهبا لعمل جلسة تصوير في مكان مفتوح، ثم اتفقا على تعويض الفرح بالسفر والاستمتاع بمناظر مصر الخلابة, وسافرابعد فتح السياحة الداخلية بالفنادق لتقضية شهر العسل، وتقول سارة رغم أنني كنت أريد فرحالكن الاجتماع مع من تحبتحت سقف واحد تساوي الكثير.
لمحمد هويدي، مهندس قصة أخرىفقد حدد موعد زفافه على محبوبته التى جمعت بينهما قصة حب دامتلست سنوات وتم حجز الفندق وإتمام كافة الإجراءات لكن قرار إغلاق قاعات الأفراح وفرض الحظر كان حائلا بينه وإتمام فرحه فى المكان المتفق عليه، إلا أنه لم يستسلم لتلك الظروف فاجتماعه مع محبوبته غايته التى ينشدها، ويقول: قررنا أن نكمل الفرح أنا وعروستي ندى رضا, مترجمة خاصة بعد شدة الأعصاب على مدار أسبوعين من القلق بين إلغاء الفرح أو لا،وكانت بداية الجائحة في مصر والحمدلله أننا قد فعلناها, فمن كان يظن أن العالم حتى وقتنا هذا يلتزم بالتباعد الاجتماعي،أما ماديا فالكورونا علمتنا أن نفرح دون بهرجة, فقد أخذت عروستي بعد جلسة تصوير دامت على مدار اليوم خاصة وأنني أعمل مصور فوتوغرافيوصنعنا فيلما قصيرا ليوم الزفاف وقضينا وقتا مع العائلة وكان من أسعد أيام حياتنا.
رونق خاص
خطبة آية العاصي كانت بروح أخرى فتقول: كان حفل خطبتى يشبه أفلام الأبيض والأسود في بساطتها،أهلي وأهله وفستان أنيق وبسيط دون تكليف،نعم كنتأفتقدأصدقائي وأيضا الاحتياطات الوقائية, كانت تضايقني في تحديد عدد قليل جدا لكن من الناحية المادية فقد وفرت نصف التكاليف.
وتقول نورهان عاصم، مدرسة,فرحي كان بتاريخ 15من أبريل وحددت ذلك قبلها بأربعة أشهر لكن بعد انتشار الوباء خفت على الأقارب والأصحاب ورأيت على مواقع التواصل الاجتماعي عروساتجلس مع عريسها في مكان وجميع الأصدقاء في سياراتهم يلوحون، من هنا أتت إلي الفكرة لكنها كانت مقتصرة على زفة بالسيارات، السيارة التي تصطحبنى وعروسى في المقدمة والأهل والأصدقاء كل منهم في سيارته، وبالفعل كان على أتم وجه والتزمنا جميعا بالتباعد الاجتماعي,ورغم افتقادى لأصدقائي لكن ظل لليوم رونقه الخاص والتقطت الصور التي أحبها مع صديقي وحبيبي وزوجي ومر اليوم بسلام.
أما منار محسنفقررت أن تكون خطبتها بالمنزل بينما اكتفى خطيبها باصطحاب اثنين من أخواته فقط، وتقول: رغم اقتصار الحفل على عدد قليل جدا من أهلينا إلا أن فرحتنا اكتملت ويكفى أننا لم نعرض من نحب لخطر الإصابة، كما أننى وخطيبى التقطنا الصور التي أصبحت ذكريات جميلة تأرخ حفل خطبتنا، وللحق وفرنا ثمن القاعة وغيرها من التكاليف الطائلة والتى لا نفع منه.
عادات وتقاليد
تعلق د. ساميةخضر،أستاذ علمالاجتماع بكليةالتربيةجامعة عين شمسعلى قرارات الشباب فى إتمام فرحتهم رغم الظروف التى فرضتها كورونا قائلة: إن ما يحدث الآن من ظهور الأفراح البسيطةوالزيجات غير المكلفه نتيجةالكورونا خاصة لدينا هنا في مصر، لكن تلك عادات وتقاليد متعارف عليها في دول كثيرة من العالم أن الفرح يقتصر على العريس والعروسةوبعض الأصدقاء والعائلةالصغيرةفقط، ولا شكأن تحدي الظروف يعني الإيمان بأن الحياة لابد أن تستمر دائماكما أن كلحبيبين لابد أن يجتمعا خاصة وإن كانوا حددوا ميعاد الفرح من قبل،فضلا عن أن عدم معرفة وقت انتهاء الأزمةدفع الكثيرإلى اتخاذ القرار بإقامة حفل الخطبة أو الفرح مهما كانت العواقب،ولكن الأهم أن يتخذ الجميعإجراءات وقائية واضحة دونالإخلال بأي شرط منها سواء الالتزام بالأعداد والالتزام بالكمامات وبالأماكنالمفتوحة.
وتتمنى د. سامية أن تصبح تلك التصرفات الاستثنائية عادات داخل مجتمعنا وسلوكيات تتبع بعد الكورونا فأصبحنا نرى زيجات مبالغ فيها وخاصة في الفرح والتكاليف مهما كان المستوى المادي للأسرة.
أما بسمة سليم،أخصائية العلاقات الأسريةفترى أنه من الأفضل تأجيل ميعاد المناسبةلوقت لاحق حتى اكتشاف عقار أو انتهاءالجائحة، وتقول: رأينا في الأوقات الأخيرة العديد من المناسبات التي تقام بشكل عشوائي من خلال الصورالتى يتم تداولها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وكل ذلك يؤدي إلى زيادةأعداد الإصابة بالفيروس,فلا ضمان لناأن يكون بين المدعوين مصاب وبعدها تحدث الكوارث.
وتتابع: نأمل أن عن قريب تقل الأعداد أكثر وأكثر, ومع التزام المواطنين والحفاظ على المسافات تعود الحياة من جديد،ويحتفل كل من يريد, ولكن لابد أن نفهمأيضا أن الإجراءات الوقائيةستستمر معنا فترة ليست قليلة حتى بعد انتهاء الجائحة, وهناك بعض الإجراءات التي يجب الالتزام بها حتى في الأوقات العاديةكالنظافةالشخصيةوغسل اليدين للحفاظ على النفس لأن العالم زادت به الفيروسات والبكتيريا.
ساحة النقاش