بقلم : أمل مبروك
يؤكد المتخصصون فى مجال التنمية البشرية أن المفهوم القديم له كان مقتصرا على مدى ما يحصل عليه الفرد من سلع وخدمات خاصة بالمأكل والمشرب والملبس فيرتفع مستوى معيشته وتزداد رفاهيته، إلا أنه مع الوقت اتسع هذاالمفهوم ليشمل العديد من النواحي النفسية مثل: الغايات والأهداف الخاصة بالفرد، والتي يحقق معها ذاته وطموحاته.. إلخ، إضافة إلى الأهداف الاقتصادية للمجتمع.
وإذا كان تقدم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا - وهي الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية- منطقيا، فإنه من غير المنطقى أن نجد اليابان من بين الدول المتقدمة وهي الدولة الخاسرة في نفس الحرب! إنها خير نموذج للاهتمام بالاستثمار في تنمية الموارد البشرية رغم ما تعانيه من ندرة شديدة في الموارد الطبيعية.
إن الموارد الطبيعية والأموال المتوافرة لدولة ما - رغم أهميتهما وضرورتهما الكبرى - لا يغنيان أبدا عن العنصر البشري الكفء والماهر والفعال والمدرب والمعد إعدادا جيدا مبنيا على أسس علمية دقيقة، وهذه حقيقة راسخة على مر العصور والأزمان لأن البشر بخصائصهم التي خلقهم الله - سبحانه وتعالى - عليها هم القادرون على استخدام هذه الموارد بنسب متفاوتة من حيث الكفاءة والفعالية، وإذا كان هناك نقص فى الموارد والأموال فالعنصر البشري بما لديه من قدرة على التجديد والإبداع والاختراع والابتكار والتطوير يمكنه أن يتغلب على ندرة الموارد الطبيعية، وألا يجعلها عائقا نحو النمو والتقدم عن طريق الاستغلال الأفضل - إن لم يكن الأمثل - لطاقات المجتمع العلمية والإنتاجية، فضلا عن الاستغلال الرشيد للموارد والاستثمارات المتاحة، ومما لا شك فيه أن الدولة التي يتزايد مع الوقت استثمارها في تنمية مهارات مواطنيهاستنجح فى رفع مستوى معيشتهم، وفى امتلاك قلوبهم وعقولهم وولائهم.
ساحة النقاش