تحقيق : سمر عيد

رغم أن للعيد فرحة لدى الجميع إلا أن الفتاة المتزوجة حديثا تشعر بالتوتر والحيرة مع العيد الأول لها فى منزل الزوجية، فكيف وأين ستقضى أيامه التى اعتادت معايشة أجوائها مع أفراد عائلتها، وما المشكلات التي يمكن أن تجعلها في مواقف محرجة؟ وكيف يمكن تخطيها؟ وما سبل الشعور بالسعادة فى عيدها الأول فى منزلها الجديد؟

فى السطور التالية نقدم لكل عروس جديدة تجارب عدد من السيدات فى قضاء عيدهن الأول بعد الزواج، وهل اختلفت فرحتهن بالعيد فى منزل الزوجية عن بيت العائلة؟

فى البداية تقول رشا محروس، ربة منزل: لم أعتد رؤية دماء الأضحية تسيل في بيت أهلي فوالدي كان يذبح الخروف بمفرده لدى الجزار، ثم يأتي بلحمه إلى المنزل، إلا أن أهل زوجى اعتادوا ذبح أضحيتهم بأنفسهم لذا عندما شاهدت دماء الأضحية وقعت مغشيا عليّ وأفقت على حديث حماتي وهي تناولني ساطورا وسكاكين حادة لتقطيع لحم الخروف، وبالطبع لم أستطع أن أفعل ذلك فأصبحت مثار سخرية من الجميع.

وترى ندى إبراهيم، مدرسة بالفيوم أن أول عيد أضحى للعروس في الريف المصري مختلف كثيرا عن القاهرة والمدن الكبرى فتقول: جلب لي أهلي وأهل زوجي أول عيد في منزل الزوجية "زيارات" كما نسميها في الريف وأهدوا لي نصف خروف تقريبا وطيور كثيرة، ووجدت نفسي ملزمة أن أحضر طعام الغداء لأكثر من 20 شخصا دفعة واحدة، وهو ما لم أكن معتادة عليه فاستعنت بأختي وشقيقة زوجي وابنة خالتي لإعداد الطعام، ورغم أنها مشقة كبيرة إلا أن فرحتنا لم توصف بهذا اليوم.

أما رندا إسماعيل، مترجمة لغة فرنسية فتقول: لم أكن أدخل المطبخ في منزل أسرتي قبل الزواج، لكن بمجرد انتقالى لمنزل الزوجية وجدت نفسي ملزمة بتحضير الطعام، ووقعت خلافات بيني وزوجي كثيرة لهذا السبب فقد كنت أستشير والدتي في الطهي بينما كانت حماتي ترغب في أن أستشيرها، لكني وجدت الحل حيث تعلمت صنع أطباق كثيرة من خلال متابعتي لبرامج الطهي على التليفزيون حتى أصبحت أفضل من حماتي ووالدتي.

حدود للتدخل

يعلق د. عبدالله السيد عسكر، أستاذ علم النفس بجامعة الزقازيق، على مشكلات سنة أولى زواج ويقول: الفتاة المتزوجة حديثا تحتاج لفترة زمنية تختلف من شخص لآخر كي تندمج وتتوافق مع أسرة تختلف عن أسرتها وبيئتها التي نشأت فيها، لذا لا ينبغي أن تنزعج إذا ما اختلفت تقاليد أسرة زوجها عن التى اعتادتها خاصة في الأعياد والمناسبات، وعليها توخى الحذر حتى لا تصبح شخصا مثيرا للمشكلات فيكرهها أهل زوجها، فضلا عن أهمية شعورها بالاستقلالية ونقل ذلك الشعور لزوجها.

أما د. أميرة شاهين، استشاري العلاقات الأسرية، فترى أن على الفتاة وضع حدود لتدخل أسرة زوجها في حياتها والعكس فى عامها الأول من الزواج، وتنصحها في العيد الأول لها فى منزل الزوجية بالاندماج سريعا مع أهل زوجها، والحفاظ على أسرارها الزوجية وعدم إفشائها لأى شخص، وتجنب انتقاد تقاليد عائلة زوجها خاصة في مسألة الأضحية أو الطهي أو شئون المنزل لأنهم سيعتبرون ذلك نوعا من التعالي عليهم أو توجيه اللوم لهم، وإذا ما أساء لها أي شخص من أفراد عائلة زوجها عليها أن ترد عليه بنفسها وبطريقة مهذبة، وألا تلقي بكل غضبها على الزوج أو تلومه على تصرفات والدته أو أخته، ولا تلجأ للفصل بينها وزوجها في الأعياد والمناسبات فتتركه يذهب لأسرته وتذهب هي لزيارة أسرتها بمفردها، مؤكدة على ضرورة أن تتعامل مع "حماتها" كما تتعامل مع والدتها.

تقسيم الوقت

ترجع د. أميمة السيد، خبيرة التنمية البشرية ومستشارة العلاقات الزوجية المشكلات الزوجية إلى سوء إدارة الوقت قائلة: في العام الأول من الزواج لابد أن يتفق الزوجان على تقسيم الوقت خاصة في الزيارات العائلية، فإذا قضت الزوجة أول أيام عيد الفطر مع أسرتها فعليها أن تقضى الأضحى مع أهل زوجها، ويمكن تقسيم اليوم نفسه كأن تتناول الغداء مع أهلها والعشاء مع عائلة زوجها أو العكس، وعلى كل من الزوجين مراعاة واجباته تجاه الآخر قبل المطالبة بحقوقه وحسن معاملة عائلته ليبادله نفس التصرف، مع أهمية عدم السماح لأى طرف من العائلتين بالتدخل فى شئونهما الخاصة.

وتتابع: يعانى الكثير منا الإسراف في الطعام خلال أيام عيد الأضحى الأمر الذي يرهق الأسر ماديا وصحيا  لذا ينبغي عدم إهدار الطعام من أجل المباهاة أمام الآخرين،وأنصح العروس الجديدة بالاكتفاء باستضافة أهل زوجها في اليوم الأول ثم أهلها في اليوم الثاني، وأنصح الزوجين بالبقاء في منزلهما أو السفر والتنزه بعيدا عن الأسرتين لأنهما بعد ذلك قد يرزقان بطفل وتصبح لديهما مسئوليات أكبر تمنعهما من السفر أو الاستمتاع في الأعياد والإجازات فالعام الأول من الزواج للاكتشاف بمعنى أن الزوج لا يزال يكتشف أهل الزوجة وطبائعهم وعاداتهم وكذلك الزوجة، فعليها أن تدرس جيدا كيف يتعامل أهل زوجها مع بعضهم البعض في الأعياد والمناسبات وتتصرف مثلهم، فإن كانت السمة الغالبة للنساء في الأعياد هي البساطة والقيام بأعمال المنزل فعليها أن تتصرف مثلهن، وإن كانت السمة الغالبة هي التأنق في المظهر فعليها أيضا أن تصبح مثلهن حتى لا تصبح مثارا للسخرية.

تجنب الشجار

تقدم د. نورا رشدي، أستاذة علم الاجتماع ووكيلة معهد الخدمة الاجتماعية، وصفة سحرية لتجنب المشاحنات مع الزوج أو أهله في هذا اليوم قائلة: على حواء أن تراعي أهل زوجها قبل أهلها لعدة أسباب أولها أن أمها قد تلتمس لها العذر بينما حماتها قد لا تقبل تلك الأعذار، كما أن المجتمع يرى الرجل رب الأسرة والزوجة تابعة له، فضلا عن أنها أصبحت جزءا من أسرة جديدة لها عليها حقوق أيضا كأسرتها الأساسية لذا فإذا أصر زوجها على قضاء أول يوم العيد مع أهله فعليها ألا تنزعج، وإذا انتقدها أي شخص من عائلة زوجها فإما أن تتجاهله ولا ترد عليه في هذا اليوم ويمكنها الرد في وقت لاحق حتى لا تثير المشكلات أو أن ترد عليه بشكل مهذب وتمنعه من التعدي عليها سواء بالقول أو الفعل دون أن تقحم زوجها في الموضوع، بالإضافة إلى عدم مقارنة أحوالها المادية بزوجات إخوان زوجها أو أخواته، وعدم انتقاد الحماة في توزيع لحم الأضحية على أولادها.

المصدر: تحقيق : سمر عيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 438 مشاهدة
نشرت فى 6 أغسطس 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,463,323

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز