إشراف : منار السيد - محمد عبدالعال - شيماء أبوالنصر

"حياتنا اتغيرت".. واقع ملموس أكده أهالينا وأبناؤنا بعد نقلهم من مناطق لم يأمنوا فيها على أنفسهم إلى أخرى آمنة وجدوا فيها الحياة الكريمة واهتمام الدولة الملموس والذى لم يقتصر فقط على إعداد بناء معماريوفر لهم سبل الحياة الآدمية بل هدف إلى بناء إنسان متكامل من ثقافة ووعي وتعليم ورياضة والذي انعكس بشكل إيجابي على تطوير السلوك وتغيير حياة قاطني العشوائيات لتصبح بمثابة بداية جديدة يخطو بها نحو مستقبل مضيء لجيل جديد قادر على النجاح ودعم وطنه بمزيد من العطاء..

فى البداية يقول إبراهيم حسنين، أحد سكان حي الأسمرات: لم نشعر أننا نعيش إلا بعد حصولنا على فرصة الانتقال للسكن بحي الأسمرات والذي كان بداية حياة جديدة لنا، استطعت أن ألحقأبنائي بالمدرسة المجاورة للمنزل دون قلق أو خوف لأنني كنت أخاف عليهم من الذهاب إلى مدرستهم من قبل بسبب بعد المسافة وعدم الأمان، كما انتظموا في ممارسة الرياضة بمركز الشباب، لم أحلم في يوم بهذه الحياة الهادئة النظيفة لأبنائي فقد كان كل أملي الوحيدتوفير سكن ملائم لهم لكن ماحدث أكبر من أحلامي.

تقول السيدةفتحية إحدى ساكني روضة السيدة التي انتقلت إليها بعد إزالة تل العقارب:كنت أدعو الله في كل صلاة أن يكون لي سكن صغير أغلق بابه علي وأولادي بدلا من العيش في الشارع، واستجاب الله لدعائي وأصبح لي بيت نظيف آمن له سقف وباب وكامل المرافق وبه كافةجوانب الحياة، فمنذ انتقالنا ونحن نعيش في آمان,فالدوريات الأمنية في الشوارع ليلا ونهارا، ولن نخاف على بناتنا ولا أبنائنا بعد الآن،فلدي بنتان كنت أخاف عليهما عند ذهابهما للجامعة كل يوم ولكن الآن أشعر بالأمان والاطمئنان عليهما.

طوق النجاة

وتقول السيدة الستينية فاطمة عبد الدايم التي انتقلت إلى روضة السيدة: عشنا سنوات بين الأمراض التي تنهش أجسامنا وأبناءنابجانب الرطوبة والصرف الصحي وانتشار الثعابين والحشرات التي ساعدت في تفشي الأمراض التي لم نستطع ماديا العلاج منها، ولم أحلم يوما بأنني سأحصل على سكن كريم خالي من الأمراض والحشرات، فقد انتقلت إلى هنا ووجدت أثاثا جديدا وشقة كاملة المرافق، والشوارع نظيفة والهواء نقي،والأمن في كل مكان,والوحدة الصحية النظيفة التي ذهبت للعلاج فيها بمقابل رمزي، فالدولة أرسلت لنا ولأبنائنا "طوق النجاة" من الموتالمحقق بالمرض في العشوائيات.

كتبت المناطق الآمنة بداية حياة بين عروسين استمرت خطبتهما لأكثر من ثلاث سنوات وبمجرد انتقالهما لحي الأسمرات أتموا الزواج بعد توفير السكن الكريم الكامل من الأثاث والمرافق وكافة الاحتياجات لهم ، وتقول أمنية الغندور "العروس": كنت أتخيل أن الزواج هو حلم بعيد المنال خاصة وسط ماعايشنه من بلطجة وسكن غير آدمي وظروف مادية صعبة لم تمكننا منتوفير سكن أو متطلبات الزواج حتى علمنا بانتقالنا إلى حي الأسمرات 3 وفوجئنا أنه ليس فقط سكن لكنه كامل الأثاث والأجهزة الكهربائية والمفروشات ولم نتكلف أي مصروفات، وعلى الفور أتممنا الزواج لنبدأ حياة جديدة كنت أحلم بأن أعيشها وأنجب أبنائي في هذه البيئة الآدمية الآمنة.

حلم الاحتراف

يقول أدهم سامح,10 سنواتأحد سكان حي الأسمرات 3: كنت أستيقظ كل يوم في "عين الصيرة"على منظر أكوام القمامةالمتراكمة في الشوارع وأمام البيوت، لكن منذ انتقالنا إلى الأسمرات وكل شيء نظيف السكن والشوارع والمدارس التي تتميز بالنظام والنظافة والتعليم ولاتقارن بمدارس عين الصيرة، وأشعر بالأمان وأنني لن أتعرض للبلطجة مثلما كان يحدث هناك، ومايسعدني أكثر توافر الملاعب التى أمارس فيها رياضتى المفضلة "كرة القدم" بعد انتهاء المذاكرة، وأشعر أنني قريب من تحقيق حلمي في الاحتراف مثل "مو صلاح".

أما حسن محمد فيقول: كنت أستيقظ يوميا في عين الصيرة على الخناقات والتي تنتهي بموت أحد الشباب،وكنت أعتقد أن نهايتي ستكون مثلهم لامحالة، فكنت أعيش أنا وعائلتي وأصدقائي بدون أمل ولانعي شيئا عن المستقبل، فكيف نفكر في مستقبل وسط تلال القمامة والبلطجة، لكن منذانتقالنا لحيالأسمرات 3تغيرت حياتنا بشكل كامل حيث النظافة والراحة والأمان، وأصبح لدي رغبة أن أتعلم وأنجح لأرد الجميل لبلدي التي انتشلتني من عشوائيات الضياع.

التعليم

هيثم محمود ابن الـ13 عاما أكد أن حياته تغيرت للأفضل بعد انتقاله لإحدى المشروعات الجديدة ويقول: شعرنا بحقنا في الحياة والحلم والنجاح بعد انتقالنا إلى أحياء نظيفة وراقية والتحاقى بمدرسة لن أفكر في الهروب منها مثلما كنت أفعل في القديمة لأنني أريد أن أتعلم, فماذا ينقصني بعد أن توفر لي السكن والأمان والراحة والنظافة والتعليم، وحلمى أن أصبح مهندسا.

مسيرة التنمية

عن الأبعاد الاجتماعية والنفسية الإيجابية التي يشعر بها أهالينا وأبناؤنا بعد توديعهم العشوائيات وانتقالهم للمناطق الآمنة تقول هبه حمدي، أستاذ علم الاجتماع: لا شك أن ماحدث نقلة عصرية لساكني العشوائيات بعد معاناتهم سنوات طويلة التهميش والتجاهل بالرغم من تواجدهم في قلب المحافظات،ليتبع ذلك تراكم العديد من المشكلات الاجتماعية والنفسية والصحية والتعليمية بعد ارتفاع معدلات الجرائم بشتى أنواعها من سرقة وقتل وتجارة أعضاء وجرائم أخلاقية لتتحول العشوائيات إلى بؤر إجرامية فرخت جيلا من الأطفال والشباب يقاوم نهوض الدولة ويصبح عائقا لمسيرة التنمية.

وتضيف: منذ تولى سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي استشعر خطورة القنبلة الموقوتة الكامنة في العشوائيات لذلك بدأ على الفور بالاهتمام بهذا الملف واستبدال تلك المناطق بمدن جديدة، ولم يقتصر الأمر فقط على نقل سكان هذه العشوائيات لتلك المدن بل شملت خطة الدولة لتطوير السلوك والثقافة والوعي والنظر بعين الاهتمام لشباب وأطفال العشوائيات, حيث تم توفير المدارس ومراكز الشباب والمراكز الثقافية والملاعب الرياضية بجانب كافة المرافق والخدمات الآدمية، حيث اهتمت الدولة ببناء الإنسان وليس المساكن المعمارية فقط،ففكرة توفير البيئة الملائمة للأطفال للتنشئة السليمة هو هدف الدولة ببناء جيل قادر على العطاء لوطنه بعدما شعروا بقيمهتم الإنسانية وبأهميتهم في المجتمع،فالاهتمامبمساعدتهم على الخروج من عشوائيات السكن والجهل وعدم الوعي إلى المناطق الآمنة الآدمية التي تحفظ كرامهتم سيقابله عطاء بالانتماء والانخراط في المجتمع والرغبة في العلم والتعلم للارتقاء بأنفسهم وبوطنهم.

بناء الإنسان

تقول بسمة محمود، أستاذ علم النفس:إن الدولةبالفعل اهتمت ببناء الإنسان قبل بناء المساكنوذلك باهتمامها بتطوير السلوك والوعي من خلال توفير كافة الوسائل التعليمية والتثقيفية والرياضية والترفيهية في المدن الجديدة التي انتقل لها أهالي العشوائياتالذين اختلف مسارهم في الحياة من دمار إلى إعمار خاصة الأطفال الذين يحتاجونإلى بيئة سليمة للنمو النفسي ليتخلوا عن كل عادات العنف التي اكتسبوها من بيئتهم في العشوائياتوغيرها من السلوكيات التي تركت تراكماسلبيا في تكوين شخصيتهم، لكن بعد حياتهم الجديدةاختلف الأمر وانعكس ذلك بالتأثير الإيجابي على حياتهم الذي اكتسبوه من بيئتهم الجديدة بعد إعطائهم الأمل والهدف للحياة، حيث رسمت الدولة لهم المسار ووفرت كل سبل الحياة، وبالنسبة للشباب فقد منحتهم الحياة الجديدة والأمل بعد الضياع حيث منحتهم الفرصة في استكمال حياتهم في مساكن آدمية وبيئة صحية تساعدهم على إتمام تعليمهم ورفع وعيهم وثقافتهم لرسم مستقبلهم.