كتبت : هدى إسماعيل
عالم جديد يكتشفه الطالب مع يومه الأول فى الجامعة، فبعد الدروس والحصص الدراسية والقيود التى فرضتها المرحلة الثانوية تكون الجامعة بما توفره لطلابها من انطلاق وحرية وتحملهم مسئولية ليست باليسيرة، فكيف يرى الطلاب المرحلة الجامعية، وما استعداداتهم لها؟
في البداية تقول سها عادل: التحرر من الزي المدرسي هو أجمل شيء في الحياة الجامعية فالتنوع والاهتمام بالملابس أمر ضروري فى الجامعية، لذا أول شيء فعلته بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة شراء ملابس كثيرة من أجل السنة الجديدة.
وتقول أسماء على، طالبة جامعية: انتهاء مرحلة الثانوية كانت بالنسبة لى إيذانا بالتخلص من بعض القيود الخاصة بالمذاكرة والجلوس عدد ساعات معينة أمام التليفزيون والرحلات التي كانت ممنوعة من أجل المذاكرة كلها أمور انتهت بمجرد أن أصبحت طالبة جامعية.
أما وائل حسين، طالب بالفرقة الرابعة بكلية التجارة فيقول: الحياة الجامعية ليست كما توقعنا ولم أشعر بالفارق إلا بعد أن رسبت في السنة الأولى بالكلية، في هذا الوقت تأكدت أن النظرة للحياة الجامعية ليست كما كنت أظن فهي مرحلة جد وتعب ومذاكرة وبداية للخروج للعالم الخارجي والتعامل مع الواقع.
وتقول شيرين محمد، طالبة بالفرقة الثالثة بجامعة القاهرة: تختلف الأهداف منذ ظهور نتيجة الثانوية العامة وحتى الالتحاق بالجامعة، فعلى سبيل المثال حلمي الشخصي هو العمل الأكاديمي والتدريس في الجامعة ومن أجل تحقيقه كان التعب والمذاكرة والالتزام هو طريقي الذي سرت عليه دون أن يدفعني أحد، لذا كل منا تختلف نظرته للحياة الجامعية حسب ما يريد أن يكون بعد التعليم الجامعي.
حرية الاختيار
تعلق د. سامية الساعاتي، أستاذ علم الاجتماع على مشاعر الشباب عند انتقالهم إلى المرحلة الجامعية قائلة: ينتقل الشاب من الحياة الثانوية إلى الجامعية التى تتميز بالخروج من الرتابة إلى الحرية سواء فى الخروج والتنزه أو الاستماع إلى المحاضرات فلا حضور ولا انصراف يقيده بالمكوث لساعات محددة بقاعات المحاضرات، فضلا عن تعامله مع بيئة جديدة غير التي اعتاد عليها وهو أمر يختلف من طالب لآخر.
وتضيف: يصاحب الانتقال من المرحلة الثانوية إلى الجامعية عدة مشكلات حيث يصطدم بالثقافات المتعددة والطبقات والتعامل مع الجنس الآخر، لنجد من يتعامل مع الآخرين بحظر ومنهم من ينسى معتقداته وثوابته من أجل الانفتاح والتغيير والتعرف عن قرب على الحياة الجامعية، لذا أؤكد على أهمية التوعية من قبل الوالدين بجانب المتابعة حتى يعبر أبناؤنا المرحلة الجامعية دون خسائر.
وتتابع: يتعامل الطالب مع الجامعة بطريقة مختلفة تماما، حيث يتحوّل دوره من الدراسة فقط إلى ممارسة العديد من الأنشطة الأخرى بجانب التحصيل الدراسى، وتزداد مسئوليته حيث يقوم بأغلب المحاولات بمفرده.
نصائح
توجه الساعاتي نصائح للطلبة الجدد قائلة: الجامعة هي بناء لحياتك العملية ومستقبلك الفعلي، وهذا يعني كذلك أنّه ينبغي عليك أن تبدأ في صناعة تجاربك الخاصة خلال هذه الفترة حتى يمكنك اختيار مجال العمل الذي تفضله، كل هذه الفوارق عليك أن تدركها منذ البداية لأنّها ببساطة ستؤثر على شخصيتك بشكل كامل، وإمّا أن يحدث ذلك بصورة إيجابية فتحقق الاستفادة منه، أو تدعها تقودك إلى الشعور بالإحباط الأمر بين يديك يا صديقي.
لحياة جامعية مثمرة
تقدم د. ناهد نصر الدين، أستاذة التنمية البشرية بعض النصائح للطالب الجامعي لتحقيق النجاح فى هذه المرحلة المهمة قائلة:
-استقبال العام الدراسى الجديد بالجدّ والاجتهاد والثقة بالنفس لأنها من أهم عوامل النجاح لدى الطالب.
- محاولة تنظيم الوقت جيداً، بوضع جدول يومى لأيام الدراسة، وكذلك الاستفادة من أوقات الفراغ بالقراءة والاطلاع على كل ما هو مفيد فى الحياة.
-الانتباه والتركيز أثناء وقت المحاضرة، وكتابة العبارات والأسئلة المهمة دوماً التى يؤكد عليها الدكتور المحاضر للمادة.
-تجنب الغياب المتكرر عن المحاضرات قدر المستطاع لأن الغياب يؤثر على مستوى التحصيل العلمى، ويعطى انطباعاً سيئاً لدى الدكتور عن الطالب.
-احرص على تكوين صداقات وعلاقات جيّدة تساندك وقت الجد، وتقضى معها أحلى الأوقات، وقد تكون ذكرى جميلة لا تمحى.
- محاولة الانضمام والمشاركة فى الأنشطة الطلابية التابعة لاتحاد الطلاب لاستثمار طاقتك وتدريبك على العمل الجماعى.
- الاستفادة من السنوات الدراسية الماضية بما واجهتك من صعوبات وعوائق، وكيفية التغلب عليها، فالإنسان الناجح هو من يستفيد من تجاربه السابقة.
ساحة النقاش