كتبت : ابتسام أشرف
فى مستهل عام 2019 أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى مبادرة "حياة كريمة" التى عنيت بالارتقاء بمستوى الفئات الأكثر احتياجا فى إطار رفع المعاناة عن المواطن المصرى الذى وصفه بالبطل الحقيقى لخوضه معركتى البقاء والبناء ببسالة.
فماذا عن ما تم إنجازه من خلال هذه المبادرة على أرض الواقع، وكيف نجحت فى توفير حياة آدمية لائقة لبعض الأسر المصرية؟.
تتلخص أهداف المبادرة في الارتقاء بالمستوى الاقتصادى والاجتماعي والبيئي للأسر الأكثر احتياجا في القرى الفقيرة، وتمكينها من الحصول على كافة الخدمات الأساسية, وتوفير فرص عمل لأفرادها,وتعظيم قدراتها الإنتاجية بما يسهم في تحقيق حياة كريمة لهم، وتنظيم صفوف المجتمع المدني وتعزيز التعاون بينه وبين كافة مؤسسات الدولة، والتركيز على بناء الإنسان والاستثمار في البشر، وكذلك تشجيع مشاركة المجتمعات المحلية في بناء الإنسان وإعلاء قيمة الوطن.
"التنمية المحلية" تواجه الفقر
عن مراحل تنفيذ المبادرة يقول د. ولاء جاد الكريم،مدير الوحدة المركزية لمبادرة حياة كريمةبوزارة التنمية المحلية:كلفت وزارة التنمية المحلية بالإشراف على المبادرة والتنسيق بين أطرافهاللعمل بخطوات سريعة لمواجهة الفقر وتوفير حياة آدمية لـ ١٠٠٠ قرية يزيد فيها معدل الفقر عن ٥٠%، ومن المقرر انتهاء مشروعات المرحلة الأولى التي تستهدف ١٤٣ قرية باستثمارات ٣.٨ مليار جنيه يستفيد منها ١.٨ مليون مواطن، حيث تشمل هذه المرحلة 618 مشروعيمول من الخطة الاستثماريةبحوالي 2.8 مليار جنيهتشمل 51 مشروعا لتطوير وتجهيز الوحدات الصحية،و47 مشروع صرف صحي متكامل، و74 مشروعا لبناء وتوسعة المدارس، و88 مشروعا في قطاع مياه الشرب،فضلا عن 358 مشروعا في مجالات الإدارة المحلية والشباب والطب البيطري والإنارة العامة وتحسين البيئة، وربما يكون من أهم مشروعات الإدارة المحلية رصف طرق بأطوال 110 كيلو متر تقريبا بما يسهم فيتعزيز الاتصالية الجغرافية للقرى وربط مواطنيها بالمراكز الحضرية والأسواق ومحاورالتنمية والطرق الرئيسية، أما المرحلة الثانية للمبادرة ستنطلق خلال أسابيع قليلة وتستهدف 375 قرية باستثمارات مخططة خلال العام المالي 20/21 تزيد عن 8 مليار جنيه.
بيوت خالية من المرض
عن دور وزارة التضامن الاجتماعى فى تنفيذ المبادرة وما قدمته خلال الشهور الماضية يقول د. خالد عبدالفتاح، مدير الوحدة المركزية للمبادرة بالوزارة: تستهدف المبادرة في مرحلتها الأولى تنفيذ حوالي 53 ألفا تدخل لصالح الفئات الأولى بالرعاية،وتطوير حوالي 23 ألف منزل, وتقديم الرعاية الصحية لـ 30 ألف مستفيد، فضلا عن مساهمة جهات التمويل والإقراض والتدريب تحت مظلة وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية في ضخ ما يقرب من 400 مليون جنيه في صورة قروض ميسرةوإدارة وحدات تدريب متنقلة تساهم في خلق ما يزيد عن 30 ألف فرصة عمل، حيث تلعب الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني دورا حيويا في تطوير القرى ضمن المبادرة,فدورها لا يقتصر على المساعدات المالية فقط بل تحقيق نهضة هذه القرى وتقديم كافة خدمات الرعاية لأهاليها.
وتابع:خلال العام الأول انتهينا من تطوير ١٤٣ قرية فى ١١ محافظة، منها ١٠ قرى ضمن ٣ محافظات بالوجه البحري مقسمة إلى قرية في القليوبية، وأخرى فى الدقهلية, و٨ بالبحيرة، وباقى القرى فى الوجه القبلي من المنيا وحتى أسوان، بالإضافة إلى مطروح والوادي الجديد، ونستهدف التركيز على المحافظات الحدودية، ونضم منها فى كل مرة نحو ٥ قرى، كما تم تطوير وتأهيل المدارس والوحدات فى هذه القرى بنسبة ١٠٠٪، وسنبدأ في القريب في المرحلة الثانية والتى تشمل ٢١٤ قرية، ومن المستهدف الانتهاء من تطوير ٣٥٧ قرية على مرحلتين، وأتوقع زيادة عدد القرى المستهدفة فى العام الثالث، والانتهاء من كل القرى خلال ٤ سنوات فقط.
5قرى بمطروح
يقول المهندس حسين السنينى، نائب محافظ مطروح ومنسق عام المبادرة بالمحافظة: يجري تنفيذ مشروعات تمهيد ورصف الطرق ومداخل القرى بطول إجمالي 12 كم بتكلفة 14 مليون جنيه بقرى بهي الدين في مركز ومدينة سيوة، وسيدنا هود في مدينة الحمام، وزاوية العوامة وسيدي شبيببمركز الضبعة، كما تم تطبيق المبادرة داخل ٥ قرى بمطروح وتستهدف 6قرى بالمرحلة الثانية، وقد عملنا خلال المرحلة الأولى علىتطوير وحفر 30 بئراو6 خزانات تجميع مياه الأمطار، ورصف 6 كم، بالإضافة إلى رفع كفاءة 10كم بطريق المثاني أبو مزهود وتوسعته إلى ٧،٥م عرض بهدف ربط عدد من التجمعات ببعضها والتي تستهدف تحسين مستوى الخدمات داخل هذه القرى من صحة وتعليم ورفع كفاءة المنازل, وقد انتهينا بالفعل من أغلب الخطوات في تلك القرية وباقي للتسليم في القريب العاجل مابين 30ستمبر إلى30ديسمبر وذلك على مستوى محافظات مصر.
المجتمع المدني شريك النجاح
لم تكن مؤسسات المجتمع المدني بمنأى عما يتم تنفيذه ضمن مبادرة حياة كريمة بل حرصت على أن يكون لها دور فاعل فى النهوض بمستوى القرى الأكثر احتياجا وتقديم يد المساعدة لأهليها وعن ذلك يقول د. على فتحى عبدالرحيم، مدير أول التنمية المتكاملة بإحدى المؤسسات الخيرية: تشاركالمؤسسة فى المبادرة وفق بروتوكول تعاون موقع مع وزارة التضامن الاجتماعي فى تنفيذ أعمال تطوير قرى المبادرة، وذلك من خلال مساهمة المؤسسة بنسبة 20 % من إجمالي تكلفة تنفيذ التدخلات فى مقابل مساهمة الوزارة بنسبة 80 %، وتتبنى المؤسسة مبدأ التنمية المتكاملة من خلال إقامة شراكات مع شركاء تنمويين تحت مظلة وزارة التضامن الاجتماعي.
ويتابع: فى المرحلة الأولى والتياستهدفت تطوير عدد 143 قرية فقيرة كانت المؤسسة مسئولة عن تنفيذ تدخلات تطوير 36 قرية فى 4 محافظات هى المنيابواقع قريتين، وأسيوطبواقع 19قرية موزعة على جميع مراكز المحافظة، وفى سوهاج تم تطوير 10 قرى، بينما تم تطوير 3 قرى داخل محافظة قنا.
لكن ماذا عن من استفادو فعليا من هذه المبادرة تقول فتحية عوض من إحدى القرى بصعيد مصر: كان سقف بيتى مسقوف بالزعف والبوص، فضلا عن الحوائط المتهالكة المعرضة للانهيار، ولكن فوجئت بأن بيتى » حياة كريمة « من خلال تم ترميمه فى فترة قصيرة لا تتعدى شهر فشعرت بالأمان على أسرتى وأبنائى.
وتضيف سيدة محمد ربة منزل من إحدى قرى الصعيد: كنا نعيش طوال أيام الأسبوع بدون مياه نقية وكان أولادي يبذلون جهدا كبيرا للحصول عليها من أماكن بعيدة ولكن من خلال حياة كريمة استطعنا خلال شهرين أن نحصل علي المياه اللازمة لحياتنا اليومية بعد أن قاموا بمد وصلات وتركيبات المياه للمنزل وذلك دون أن نطلب أو نتكلف أى مستلزمات مالية.
ويقول محمد عبدالكريم فلاح من إحدى القرى: كنت أعاني مع أسرتى من احتمالية سقوط سقف المنزل علينا وبالأخص خلال موسم الشتاء مع سقوط »حياة كريمة « الأمطار إلى أن وصلت إلينا فوجدت من الشباب يطرقون باب منزلي ويقومون بإصلاح المنزل دون أن أطلب أو أسعى لذلك، والأمر لم يتوقف عند حد أسرتى فمنازل عدة بالقرية تم إصلاحها بهذه الطريقة بل وإيصال وصلات المياه والكهرباء إليها في فترة زمنية بسيطة.
***
تكافل وكرامة
برنامـج تكافل وكرامـة هـو برنامـج التحويـلات النقديــة المشروطـة الـذي أطلقـتـه وزارة التضامـن الاجتماعي تحـت مظـلة تطويــر شــبكات الأمـان الاجتماعي.
الفئة المستحقة له الأسرة والطفل والمرأة وذوي القدرات الخاصة, والمسنين، والشباب.
أما عدد الأسر المستفيدة من تكافل وكرامة يبلغ نحو 3.2 مليون أسرة بما يشمل حوالى 11.2 مليون فرد,والوزارة تستهدف زيادة عدد الأسر المستفيدة من برنامج تكافل وكرامة التي تتبناها لنحو 4 مليون أسرة, كما أُنفق على برنامج تكافل وكرامة منذ نشأته في عام 2015ما يتجاوز 43 مليار جنيه، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يزيد هذا الدعم ليصل إلى 52 مليار جنيه.
ساعد البرنامج على المدى القريب في التقليل من معدلات التسرب من التعليم, وأجبر الأسر الفقيرة في القرى والنجوع على المتابعة الصحية لأطفالهم؛ حيث يقدم برنامج تكافل مساعدات مادية مشروطة للأسر التي لديها أطفال في مراحل التعليم المختلفة، أو الأطفال الصغار الذين يحتاجون إلى الرعاية والمتابعة الصحية, ويُشترط لاستمرار الحصول عليه تقديم كشوف متابعة برامج الوقاية والصحة الأولية للأطفال من سن الميلاد حتى 6 سنوات والأمهات بالوحدات الصحية الحكومية، وأيضًا أن يكون الأطفال من سن 6 سنوات إلى 18 مسجلين بالمدارس بنسبة حضور لا تقل عن 80% من عدد أيام الدراسة.
ساحة النقاش