كتبت : سكينة السادات
هل يقف الكبرياء والعناد عقبة أمام استمرارية الحياة الزوجية ولم شمل الأسرة وعدم خراب البيت الذى بنى على أساس من الحب والتضحية والود - والمحبة والرحمة؟ هل يعتبرونها مسألة كرامة أم هو الشيطان الذى يتحكم من أجل تحقيق الدمار والخراب؟
قارئتى منال 31 سنة كانت فى حالة بكاء وانهيار وهى تحادثنى لمدة ساعة كاملة عن حياتها التى انهارت أو أنها على وشك الانهيار، وكانت تردد بين وتعود وتقول ،» صعبان علي نفسى « كل جملة وأخرى وتبكى بحرقة وبعد أن » كرامتى وكبريائى أهينوا « هدأت قليلا بدأت تحكى لى حكايتها!
***
أنا من أسرة ميسورة الحال والدى فى منصب محترم فى الدولة فهو لا يزال وكيلا لإحدى الوزارات، ولى شقيقان يصغرانى فى السن وأنا الابنة الوحيدة لأسرتى، ووالدتى مثقفة وقارئة جيدة للكتب والمجلات ومنها مجلة حواء التى ما زالت تحرص على شرائها كل أسبوع ونقرأها دائماً أنا وهى ونستفيد من كل صفحاتها، وحياتنا كانت هادئة دائماً مستقرة وسعيدة وكنت الابنة الوحيدة )البكرية( المدللة للأسرة ولكل الأقارب حيث كنت ولا أزال أتمتع – كما يقولون - بالجمال والذكاء وحسن التصرف وتفوقت فى دراستى قبل الجامعية واخترت كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية رغم أن مجموعى كان يسمح لى بدخول أية كلية أريدها، وأيضاً تفوقت فى دراستى للأدب الإنجليزى وقررت أن أجاهد لكى أكون معيدة بنفس الكلية وأن أحصل على الماجستير ثم الدكتوراه فى الأدب الإنجليزى!
وخلال العام الأخير للدراسة التقيت فى بيتنا بقريب من )بعيد( من عائلتنا أى أنه يمت بصلة لابن عم أبى الذى كنا جميعاً نحبه ونقدره لأنه كان بمثابة الأخ لوالدنا وكنا نثق فيه ثقة كاملة.
هشام قريبنا هذا كان قد تخرج فى كلية التجارة الإنجليزية ويعمل فى أحد البنوك وقال ابن عم أبى: إنه يعتبره ابنه الذى لم ينجبه، وأنه إنسان مستقيم ومتدين وملتزم، ثم تكررت زيارات هشام لبيتنا فى مختلف المناسبات!
***
وتستطرد قارئتى منال.. فعلا كان هشام شاباً وسيماً متديناً ولم تبدر منه أى بادرة تشير إلى شعوره بعاطفة خاصة نحوى رغم أنه يكبرنى بأربع سنوات، ولم يسبق له الخطبة أو الزواج، ثم كان أن أتممت دراستى وتخرجت لكننى لم أكن ضمن من رشحتهم الكلية لكى أكون معيدة رغم الامتياز ومرتبة الشرف اللذين حصلت عليهما، ويبدو أنهم فضلوا ابنة أحد الأساتذة عنى، وصدمت وتأثرت كثيراً بالموقف لكننى قررت أن أواصل الدراسة للحصول على الدكتوراه!
***
واستطردت منال.. وجاء الحاج على ابن عم والدي إلى بيتنا طالباً من والدى أن يوافق على زواجى من هشام وتقدم أهله بعد ذلك رسمياً لخطبتى ولم أجد فيه أى عيب يمنعنى من أن أقترن به رغم أن قدراته المالية محدودة للغاية، وسألنى والدى عن رأيى فلم أمانع وتركت تقرير الأمر له هو وأمى بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى، وتزوجنا يا سيدتى بعد فترة خطبة قصيرة ارتبطت خلالها أنا وهو برباط الحب، فقد كانت أول تجربة حب في حياتي أنا وهو وسارت حياتنا فى البداية موفقة رغم أننى اكتشفت أنه من نوع الرجال إذ كان » سى السيد « الذين يطلقون عليهم لقب يتمسك برأيه ولا يريد أية مناقشة فيما يراه من أمور، وهذا أمر لم أوافق عليه، وكنت دائماً أقول له إن كل الأمور لابد أن تكون شورى بين الزوج والزوجة وأننى لست جاهلة أو متخلفة لكى يستبعد رأيى فى كل أمور حياتنا، ثم كان أن حملت ورزقنى الله سبحانه وتعالى بتوأم ولدين جميلين ونسيت تماماً أى شيء سوى رعايتهما، وأجلت الدكتوراه من أجلهما وبذلت أقصى جهد ممكن وكان جهداً شاقاً للغاية على حساب نفسى وأعصابى وبدأت بعض المتاعب تتباين بينى وبين زوجى ثم كانت الواقعة والمفاجأة.. الأسبوع القادم أحكى لك.
ساحة النقاش