حوار: هايدى زكى

أبهرت المرأة المصرية العالم على مر العصور بقدرتها وقوتها، والتاريخ شاهد على الدور الذى لعبته فى العبور بالدولة إلى المستقبل والوصول بالوطن إلى بر الأمان من خلال مشاركتها فى كافة الاستحقاقات الدستورية، ومن بين تلك النماذج المشرفة الإعلامية فيبى فوزى أول سيدة تتولى منصب وكيل مجلس الشيوخ والتى التقتها "حواء" للتحدث عن دور المرأة المصرية فى الفترة المقبلة سواء عاملة أو موظفة أو ربة منزل أو مرشحة فى دعم الوطن، وما يمكن أن تقدمه وقريناتها داخل الشيوخ لإضافة مكتسبات لحافظة حقوق المرأة..

فى البداية تقول وكيل الشيوخ: بذلت الدولة المصرية جهدا كبيرا لتحسين وضع المرأة من خلال اتخاذ عدد من الإجراءات التي تساعد على تمكينها فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتشجيعها على المشاركة السياسية بجميع صورها والتصدى لكافة مظاهر التمييز ضدها، بالإضافة إلى تحقيق إصلاح تشريعي يخدم هذا التوجه إيمانا من الدولة وقائدها الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن التنمية الشاملة لا يمكن أن تتحقق دون مشاركة إيجابية من المرأة باعتبارها نصف المجتمع.

وعن دور ربات البيوت فى المشاركة السياسية تقول: شاركت المرأة فى كافة الاستحقاقات الدستورية على مر العصور وكان لها دور فعال وقوى وظهر ذلك فى 30 يونيه وما بعدها نهاية بالانتخابات الأخيرة لمجلس الشيوخ فربة المنزل لها دور كبير فى بيتها، فهى وزيرة للمالية وللاقتصاد والتخطيط توفر مواردها وفق إمكانياتها، تخطط لأسرتها وتوازن بين طلباتها وهى المحرك الرئيسى للأسرة والدافع لأبنائها وزوجها لخوض العملية الانتخابية والإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات، فضلا عن أنها توفر لهم مناخا صحيا يسهم فى غرس حب الوطن وتلبيه نداء الواجب فى نفوسهم، فالاستقرار الأسرى الذى تحققه ربة المنزل واقتصادها وتوفيرها وخططها الأسرية الموفرة هى سبيل إلى مجتمع متوازن وصحى ومستقر، فاستقرار المنزل هو استقرار مصغر للوطن.

وماذا عن الواجب الوطنى والأسرى للمرأة العاملة أو الموظفة وما المطلوب منها فى الفترة المقبلة؟

تتمتع المرأة العاملة بمقومات وصفات فريدة ليست موجودة عند غيرها من السيدات فهى قوية تتحمل وناجحة فى تخطيط يومها بما يتفق مع واجباتها سواء المهنية أو الأسرية فمن تستطيع أن تنزل إلى العمل وتوفق بين أسرتها وعملها فهى ناجحة، وعن تجربتى الشخصية فالحمد لله نجحت فى التوفيق بين عملى وأولادى وبيتى حتى حصل أولادى على أعلى الدرجات العلمية ونجحوا فى الوصول إلى مناصب مرموقة، ورغم الصعوبات التى واجهتنى إلا أننى كافحت حتى أثبت نفسى فى مجال الإعلام وتدرجت فى العديد من المناصب القيادية داخل العمل الإعلامى، فضلا عن العمل العام فقد عملت فى المجلس القومى للمرأة منذ إنشائه حتى عينت مقررة مناوبة، إلى جانب المشاركة المجتمعية وكل هذا لم يمنعنى من الالتزام بواجباتى تجاه أسرتى والاهتمام بأولادى وتشجيعهم على دعم الوطن، فالمرأة المنتجة هى سيدة أمينة على عملها وبلدها ووطنها ودافع مهم لعجلة الإنتاج وتهدف إلى تحسين العملية التسويقية والاقتصادية للوطن بجانب الرجل ولا تقل أهمية عنه، فقد استطاعت المرأة اليوم إثبات أنها قادرة على العمل العام والمشاركة فى المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية ومساعدة الآخرين فدورها مهم للغاية، فعندما يشعر المواطن بأن هناك تقدما وأن عجلة الإنتاج تسير فى معدلاتها الطبيعية بل هناك زيادة فى العمل والإنتاج وهناك فرص عمل وانخفاض فى الأسعار يساعد على زيادة الرغبة فى خوض العملية الانتخابية والسعى للمشاركة فى استكمال الاستحقاقات الدستورية.

وما الدور المنوط بالمرشحات خلال الفترة المقبلة؟

لكل امرأة قادرة على خوض العملية الانتخابية وتستطيع المنافسة تقدمى وترشحى وخوضى التجربة حتى لو كانت نهايتها الفشل، ثقى بقدراتك كمرشحة فالتجربة مطلوبة ولابد أن تتمتعى بالثقة بالنفس، ترشحى وقدمى نفسك واعرضى أفكارك واتجاهاتك وحلولك للمشكلات ووضحى دورك فى دعم غيرك من النساء، اسعى لتحقيق شعبية جماهيرية استخدمى وسائل التواصل الحديثة للوصول لأكبر عدد ممكن من فئات المجتمع، احرصى على العمل العام والمجتمعى لزيادة حب الناس وزيادة ثقتهم لا تخافى اقدمى على المنافسة، فأنا نافست على كرسى وكالة مجلس الشيوخ وكنت أول سيدة تترشح لهذا المنصب وفزت بوكيلة مجلس الشيوخ لأول مرة وأعتبر ذلك شرفا لكل سيدة مصرية وأمل لكل سيدة مؤمنة بقدراتها، فبالسعى والتنافس الشريف بالتأكيد ستحصلى على المكتسبات والمزايا, أما الناخبة لا أقلق من دورها لأن دورها معروف وتقوم به على أكمل وجه وذلك واضح من خلال اللجان الانتخابية التى تمتلئ بالسيدات فهن المعلمات والقدوة لأسرهن ودورهن رائد, فهي تعلمهم أبسط واجباتهم تجاه الوطن فى المشاركة السياسية عندما تنزل الميادين وتلبى نداء الوطن وتدعم وطنها فهى صورة رائعة للمرأة المصرية.

وماذا سيقدم مجلس الشيوخ للمرأة المصرية للتوعية السياسية لدعم الوطن؟

مجلس الشيوخ له دور كبير وفعال جدا تجاه المرأة وداعم قوى للمرأة المصرية, ونعلم أن المرأة ممثلة فى مجلس الشيوخ إلى جانب الوكيلة امرأة فإننا سنهتم بالمرأة ومشاكلها وخاصة قوانين الأحوال الشخصية والظواهر السلبية كالعنف والتحرش والختان وغيرها, فالمرأة من  أوائل اهتمامات مجلس الشيوخ واليوم تعيش أزهى عصورها وحصلت على مكتسبات رائعة ولكن عليها أن تستثمر هذه المزايا، وأهمس فى أذنيها وأقول لها: تمتعى بالثقة بقدراتك وقدرات غيرك من النساء وادعميهن، فمع الأسف المرأة عدو المرأة الأول ورغم أنه ليس السائد ولكن هناك قلة يعملون على ذلك فلا تتركى هذه المكتسبات التى حصلتى عليها، اسعى من أجل المزيد فمازال هناك مجالات أمامك ومازال هناك المزيد أمام المرأة المصرية اقتحمى وانزلى وشاركى فالأرض ممهدة لك