حوار: شيماء أبو النصر
وجود جيل الوسط من الشباب فوق 35 عاما يضفي حماساً وجرأة على المجلس بما يثري التجربة النيابية المصرية، أهم دور تقوم به النائبة هو أن تضع نصب عينيها نجاح التجربة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وإلا تحصر أداءها في ملفات المرأة أو الملفات النسوية، وأن تعمل على تطوير مهاراتها باستمرار.
تعيين 20 نائبة بمجلس الشيوخ هدية الرئيس عبدالفتاح السيسى للمرأة المصرية الذى يؤكد دوما على تقديره لدورها فى بناء المجتمع ومساندة بلدها، لذلك جاء قرار الرئيس بزيادة عدد النائبات المعينات من 10 إلى 20 سيدة تكريما وتشريفا جديدا لجميع سيدات مصر، هكذا تؤكد النائبة سها سعيد إحدى المعينات بمجلس الشيوخ والتى ترى أن تعيينها بالمجلس فرصة جيدة للتعبير عن قضايا وآمال المرأة والشباب والمجتمع، ويأتى تتويجا وتشجيعا لجهود حث المرأة والشباب على المشاركة السياسية بقوة، مع التنوع الكبير الذى يشهده المجلس والذى جاء معبرا عن جميع أطياف المجتمع.
إلى أى مدى يمثل قرار تعيين 20 سيدة فى مجلس الشيوخ دعم ومساندة من الرئيس عبدالفتاح السيسى للمصريات؟
يمثل زيادة عدد المعينات دعما رئاسيا للمصريات ويأتى استكمالا لرؤية مصر 2030 ، والتي تضمنت استراتيجية تمكين المرأة التى تم إعدادها من جانب المجلس القومي للمرأة في 2017، كما أن دعم الرئيس للمرأة نابع من إيمان ويقين بقدراتها، كما أن المرأة وفقا للإحصاءات أكثر التزاما وأقل فسادا وهي من مقومات الكادر المطلوب، ورغم طول عمر الحياة النيابية المصرية إلا أن المجتمع يقصر التمثيل النيابي على الذكور لأسباب متنوعة، وكان لابد من بداية "جريئة"، وهذا ما اعتدنا عليه من فخامة الرئيس، المرأة كانت الرقم الأهم في جميع المعادلات الوطنية منذ 2011 وحتى اليوم ودون أن تتاجر بمواقفها أو تستثمرها في مطالب تخدم قضايا النوع، بل كان كل ما تبذله بدافع وطني فقط، كما أن اختيار الرئيس يصب بالتأكيد في صالح تلك المرأة المعنية بالدعم، فإن كان مجلس الشيوخ على رأس مهامه التكريس للحريات وحقوق الإنسان وخطط التنمية الاجتماعية فإنها جميعا بنود تصلح من أحوال المرأة، خاصة مع تبنى النائبات لهذه القضايا لأنهن الأكثر قدرة على لمس الصعوبات التي تواجه المرأة المصرية.
ماذا يعنى لك اختيارك بمجلس الشيوخ، وكيف استقبلت خبر التعيين؟
استقبلت الخبر بتشريف كبير يفوق حجم جهودي طيلة 9 أعوام في العمل السياسي والتنظيمي والتي أفتخر كثيرا بها، تشريف يكلفني بحمل أمانة ثمينة، ومسئولية ليست بالهينة، أسأل الله أن أكون عند حسن تقدير سيادة الرئيس والمصريين جميعاً، من جهة أخرى رأيت في اختياري إتاحة المزيد من المساحة والفرص للشباب المهتمين بالعمل السياسى والشأن العام وكذلك للمرأة المعنية بالعمل السياسي، كما أنه تجديد لثقة السيد الرئيس في الكيان الذي أنتمي إليه وأشرف بأمانة سره وهو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والذي قدم للمصريين 6 من نواب المحافظين المتميزين ضمن تعيينات نواب المحافظين في نوفمبر 2019 الماضي، واليوم نقدم 12 نائبا في مجلس الشيوخ المصري من شباب التنسيقية ليبنوا على نجاحات زملائهم التنفيذيين ولكن في المجال النيابي.
وما رأيك فى التنوع الكبير الذى يحظى به تشكيل مجلس الشيوخ ودلالة ذلك؟
التنوع الذي يحظى به المجلس منطقي كونه مستمد من اختصاصات المجلس، فرؤساء الأحزاب والسياسيين والإعلاميين والحقوقيين بفئاتهم العمرية وخبراتهم المتراكمة معنيين بترسيخ أسس الديمقراطية والحريات بالشكل الذي يتسق مع حفظ الأمن القومي المصري وسلامة وحدة الوطن، كما أن الفنانين وأساتذة الجامعات والمثقفين معنيين بالتأكيد على القيم المجتمعية والأخلاق والثوابت المصرية والحفاظ على الهوية الوطنية للمصريين، وكذلك أهل التخصص في الملفات المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق أحلام المصريين في تحسين جودة معيشة المواطن، وكذلك وجود القامات القانونية في التشريع.
وما رأيك فى تمثيل الشباب والمرأة داخل مجلس الشيوخ كأحد أشكال تمكين الشباب والمرأة فى المشاركة السياسية؟
لعل وجود جيل الوسط من الشباب فوق 35 عاما يضفي حماساً وجرأة على المجلس بالتأكيد سوف يثري التجربة النيابية المصرية، فهذه الشريحة تحتفظ بحيوية الشباب مع تراكم الخبرات الحياتية، وهو ما يميز هذا الجيل الذي استفاد من الزخم السياسي الذى شهدته مصر، ووجود المرأة بالإضافة لكونه تكريما لها يأتى ضرورة لصلته بالملفات المتنوعة التى تمس حياة المواطن، فلا تنمية اجتماعية بدون تحسين جاد لأحوال المرأة، وبالتالى فوجودها ضرورة للتعبير عن القضايا المجتمعية المختلفة.
وما الدور الذى تقوم به تنسيقية شباب الأحزاب فى تشكيل المشهد السياسى المصرى ودور المرأة فيه؟
تنسيقية شباب الأحزاب هي منصة حوار سياسي متنوع على أرضية وطنية، لدينا المؤيد والمعارض، واليمين واليسار، والجميع له اعتباره بل له نصيبه في تمثيل الكيان، فنواب المحافظين بينهم معارض وهو اليوم رجل دولة في منصب تنفيذي، وكما أشرت جميعهم حققوا نجاحا في ملفاتهم وهو ما وضع التجربة تحت الضوء، ونحن في التنسيقية نعمل بشكل تكاملي منظم ولنا قواعد ولوائح نلزم أنفسنا بها تنظيميا، وفنيا لدينا عدد من اللجان النوعية التي تقدم أوراق سياسات في شتى المجالات، سيكون لها دور في إثراء أجندات نواب المجلس بغرفتيه، حيث إن للتنسيقية نحو 30 مرشحا لمجلس النواب ضمن القائمة الوطنية من أجل مصر، بخلاف 6 مرشحين آخرين على المقاعد الفردية، وهي تجربة جريئة نقيس خلالها قدرتنا على الانتشار والتفاعل المباشر مع الشارع المصري، والمرأة في التنسيقية ممثلة فى 14 مرشحة في القائمة الوطنية، كما أن رؤساء القطاعات لإدارة الحملات سيدات، ومدير المركز الإعلامي سيدة، ولجنة المنسقين المكونة من 10 أعضاء منهم 5 سيدات، وأمانة السر المركزية للتنسيقية مكونة من 4 أعضاء منهم سيدتان أشرف بكوني إحداهن.
وماذا عن أهم ملامح برنامجك التشريعى للدفاع عن قضايا المرأة تحت قبة مجلس الشيوخ؟
بالنسبة لبرنامجي في قضايا المرأة فأنا مهتمة بشرائح بعيدة عن الضوء، مثل أحوال المرأة غير الحاضنة في قضايا الأحوال الشخصية، بالذات المسنة أو من تجاوزت من العمر ما يتيح لها فرص بدايات جديدة اجتماعيا أو مهنياً، مثل قيمة مؤخر الصداق في عقود الزواج وربطه بالتضخم، أو الموقف من أحقيتها في سكن الزوجية وخلافه، كما أني مهتمة بتقديم الدعم النفسي والإداري للمطلقات مع وجود عدد كبير منهن لا يعرفن حقوقهن القانونية ولا التسهيلات الممنوحة لهن، كما أنهن يفتقدن الجاهزية لإدارة حياتهن الجديدة خصوصا في ظل وجود أطفال وفقدان الكثير من الثقة بالذات، ومعنية أيضا بتسهيل حياة المرأة الأم والزوجة المليئة بالتفاصيل المعقدة التي كثيرا ما تقف حائلاً في مواجهة طموحها أو تقدمها أو حتى استمرارها، كما أنى معنية أيضاً بكل ما يضمن تعليم الإناث.
وما الدور الذى يمكن أن تقوم به النائبات تحت قبة البرلمان؟
أهم دور تقوم به النائبة هو أن تضع نصب عينيها نجاح التجربة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وألا تحصر أداءها في ملفات المرأة أو الملفات النسوية، وأن تعمل على تطوير مهاراتها بالتوازي مع المجلس، ومن الضرورى أن تستثمر سنوات العمل تحت قبة البرلمان في تعزيز شعبيتها في الشارع والتعريف بنفسها حتى تحقق نفس النجاح إذا خاضت الانتخابات فردى، ونذكر النائبة منى جاب الله التي فازت في انتخابات فردية 2015 عن دائرة بالغة الصعوبة "الجمالية"، فلا يوجد مستحيل مع الإرادة الصادقة.
وما الدور الذى يمكن أن تلعبه المرأة كربة منزل ومواطنة عادية وكامرأة عاملة فى دعم وطنها من خلال مشاركتها السياسية فى جميع الاستحقاقات الدستورية؟
القيادة السياسية مكنت المرأة دستوريا وتنفيذيا، وبالمقابل فدور المرأة العادية أن تبادر بالاستجابة لتلك الخطوة وتعزز ذلك الدعم بالمشاركة السياسية، ثم أن تتقدم بالتواصل مع النائبات لطرح القضايا التي قد تغيب عن البعض، فهو أيضا شكل مهم من أشكال الدعم.
كيف تحققين التوازن بين دورك الأسرى وبين مهام عضويتك بمجلس الشيوخ؟
السيدات المهتمات بالشأن العام والعمل السياسى يبذلن جهدا مضاعفا لتحقيق التوازن بين حياتهن العائلية والعامة، التفاصيل مرهقة وإدارتها أصعب من إدارة قضايا شائكة، لأنها ببساطة تتحكم في مصير تنشئة أطفال طوال الوقت يسددون فواتير نجاح الأم، أنا أمارس العمل السياسي منذ 10 أعوام ولدي طفل في الخامسة من العمر، أبذل جهدي دوما ليحصل على الرعاية اللازمة وينشأ بصحة نفسية جيدة.
ساحة النقاش