حوار : منار السيد
منذ مشاركة المرأة في ثورة الثلاثين من يونيو والخروج للمطالبة بحقوقها والدفاع عن وطنها توالت الكثير من الاستحقاقات الدستورية التي كانت لها نصيب من المشاركة فيها كمرشحة أو ناخبة لتثبت أنها الشريك الحقيقي والرئيسي في العمل السياسي وبناء الوطن والحفاظ على استقراه، وأنها في كل الأماكن والمناصب لا تدخر جهدا عن المساهمة في بناء الوطن وتحقيق أهدافه التنموية، ومن بين هذه النماذج المشرفة د. مها عبد الرحيم يونس، القائم بأعمال الأمين المساعد بجامعة حلوان والتي كان لنا حديث معها حول المشاركة الفعالة للمرأة في بناء الوطن ، ودور الجامعة فى تأهيل الشباب للمشاركة السياسية.
بداية كيف استطاعت المرأة المصرية تعزيز مكتسباتها في بناءالوطن؟
في البداية نريد أن نؤكد أن المرأة المصرية تعيش "عصرها الذهبي", ويرجع ذلك لإيمان القيادة السياسية المتمثلة في سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قدرة المرأة وتأهيل إمكانياتها للمشاركة في بناء الوطن، ليتم بلورة ذلك من خلال إتاحة الفرصة لتمكينها في كافة المجالات عن طريقإستراتيجية تمكين المرأة 2030التى أعدها المجلس القومى للمرأة برئاسة الدكتورة مايا مرسى, رئيسة المجلس، وكلف الرئيس عبد الفتاح السيسىالحكومة وكافة أجهزة الدولة والمجلس باعتبارها وثيقة العمل للأعوام القادمة لتفعيل الخطط والبرامج والمشروعات المتضمنة فى هذه الإستراتيجية والتي شملت أربعة محاور عمل متكاملة وهى التمكين السياسى وتعزيز الأدوار القيادية للمرأة، والتمكين الاقتصادى، والتمكين الاجتماعى، والحماية، وتحدد الإستراتيجية مجموعة من التدخلات المفصلية من أجل نجاحها.
وما العائد الإيجابى من مشاركتها في الحياة السياسية؟
هناك تحفيز كبير للمشاركة السياسية للمرأة بكافة أشكالها ومنع التمييز ضدها في تقلد المناصب القياديةوإعدادها للنجاح في هذه المناصب ويعد ذلك أهم أهداف إستراتيجية التمكين,ومن هنا يأتي دور تعزيز فرص المرأة في المشاركة السياسية وذلك اعتبارا لما حققته من نجاح في كل المجالات والمناصب التي خاضتها خاصةفي التمكين السياسي وتولي المناصب القيادية وماشمل ذلك من زيادة مشاركتها في الانتخابات والوصول إلى تمثيل نيابي عادل، بالإضافة إلى الأداء المتميز في التشريع والرقابة.
وماذا عن نسبة تمثيل المرأة بمجلسي الشيوخ والنواب؟
أؤكد أن جميع الاستحقاقات الدستورية السابقة كانت نموذجا مشرفا لمشاركة إيجابية حقيقة للمرأة في الحياة السياسية كمرشحة أو ناخبة, وقد أثبتت المرأة نجاحا كبيرا في البرلمان السابق بعدد عضواته أو ما قدمنه من تشريعات تحت القبة ليأتي دور مجلس الشيوخ والذي حصلت فيه المرأة على نسبة 10% منمقاعده بل ليتم تعزيز الإيمان بقدرة المرأة بعد نجاح النائبة فيبي جرجس بمنصب وكيل مجلس الشيوختأكيدا على أن المرأة شريكحقيقداخل العمل السياسي والنيابي.
صوتك أمانة
وما دور المرأة غير العاملة فيإنجاح عملية الانتخابات والحفاظ على مكتسباتها من خلال المشاركة بها؟
المرأة المصرية هي القوة الدافعة حيث تحث أبناءها وزوجها على الذهاب للانتخاباتوالإدلاء بأصواتهم، كما أن الرئيس السيسي قد دعا في أكثر من مرة إلى ضرورة مشاركتها في كافة الانتخابات في البلاد تأكيدا على أهمية صوتهاالمؤثر في اختيار نواب البرلمان بشكل كبير، فمن المهم جدا ألا تتوانى وألا تتكاسل أية امرأة في دعم الدولة من خلال المشاركة في الانتخابات.
كيف نستطيع شحذ الهمم وتنمية الولاء والانتماء لدى أبنائنا في الجامعة تجاه وطنهم؟
يجب علينا غرس روح الانتماء في نفوس الشباب ومساعدتهم على حل مشكلاتهم, ويبدأ الأمر في المجتمع الأصغر هو الأسرة, فيجب على كلمن الوالدين أن يعلما أبنائهما حب الوطن ويكونا دائمي الحديث عن تضحيات الشهداء وأسرهم من أجل الحفاظ على استقرار الوطن وإجراء الحوار والمناقشة مع الأبناء وحثهم على ضرورة العمل من أجل رفعة الوطن وتقدمه وإبداء المصلحة العامة للوطن عن المصلحة الشخصية, وأن حب الوطن من الإيمان، وتربيتهم على حب الآخرين والتعاون مع الغير والتضحية من أجل مصلحة مشتركة وواحدة للصالح العام واحترام النظام والقوانين والعمل بها، ليأتي دور المؤسسات التعليمية المتمثلة في المدرسة والجامعة، لأن أبناءنا الطلاب يتم تكوين وتشكيل أفكارهم في هذه المرحلة, وبالنسبة للجامعة فلدينا قيادات جامعية لديها الوعي للتعامل مع هذا الأمر, فهمي دائمي التواجد بين الطلاب وحريصين على الاستماع لهموإقامة ندوات التوعية, بالإضافة إلى شحذ همم أبنائنا بالتربية العسكرية.
المناصب القيادية
من خلال عملك بجامعة حلوان.. ماهي نسبة تمثيل المرأة بالجامعات؟
هناك اكتساح لنسبة تمثيل المرأة بالوظائف القيادية داخل الجامعات وفي جامعة حلوان التي أشرف بتواجدي ضمن أساتذتها, فالدكتور ماجد نجم الدين, رئيس الجامعة يؤمنبتعاظم دور المرأة فى بناء الوطن وتحقيق أهدافه التنموية وبدور الشباب والقيادات الشبابية ومنحهم الفرصة لإثبات قدراتهم على النجاح وتحقيق التنمية، وبالنسبة لعمليفهو على درجة وكيل وزارة ونعمل كقيادات ثلاثية في هذا المنصب كثلاث أمناء, مساعد لرئيس الجامعة لقطاعات الدراسات العليا وشئون البيئة والمجتمع وشئون التعليم والطلاب، هناك تطوير للفكر ومنح الفرص للمرأة والقيادات الشابة خاصة وأنني أعمل داخل الحرم الجامعي لأكثر من 20 عاما بعد حصولي على درجة الماجستير في تكنولوجيا التعليم وكوني باحثة دكتوراه وشغلي للعديد من الوظائف كمدير لإدارة الدعم واتخاذ القرار بالجامعة.
كيف يمكن للمرأة تعزيز فرصتها بتقلد المناصب القيادية ؟
بإثبات نجاحها وقدرتها على تحمل المسئوليات مثلها مثل الرجل بل فهي تتفوق على الرجل في بعض المجالات، فالقيادة السياسية حرصت على تجنب التمييز ضد المرأة ووضع الأولوية للكفاءة في المناصب وليس للنوع, بالإضافة إلى وضع برامج متكاملة للقيادات النسائية الشابة لإعدادها لتولي المنصب وتدريبها على القيام بمهامه؛ وتطوير نظم العمل لضمان تمثيل ومشاركة النساء بشكلٍ عام، والعاملات في الأجهزة التنفيذية للدولة، والتجربة أثبتت أن زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل والمناصب القيادية وتحقيق المساواة يعزز فرص النمو الاقتصادي.
كيف تستطيع المرأة العاملة والقيادية التوازن بين العمل والأسرة؟
أساس نجاح المرأة هو قدرتها على التوازن بين العمل والأسرة، والمرأة لديها هذه القدرة على تحقيق هذه المعادلة الصعبة
ساحة النقاش