بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا دنيا كانت عائدة لتوها من حفل زفاف إحدى صديقاتها ولما سألتها جدتها عن الفرح لم تعرف كيف تجيب عليها وصمتت قليلا ما أثار دهشة جدتها فأعادت عليها السؤال بإلحاح, أجابتها بحيرة أنها لا تعرف هل حقا صديقتها سعيدة بتلك الزيجة أم لا؟
لكن الغريب أنها لاتزال صغيرة, فهي قد تخرجت لتوها في الجامعة وتتمتع بقدر عال من الجمال ومن عائلة ميسورة الحال, وأثناء دراستها في الجامعة كان هناك العديد من الشباب الذين أبدوا إعجابا بها..
وفي النهاية ارتبطت بشخص لا يتمتع بأي ميزة خاصة لا من ناحية الشكل أو العائلة أو العمل, كما أنه ليس من الأثرياء بل على العكس يمكن أن يكون أقل منها في كل شيء بمقاييس العقل..
أما لو بحثنا عن لغة القلوب فلم تجمعهما أي مشاعر حب حقيقية..
وللأسف فهي تدعي عكس ذلك دائما وتظل تروي حكايات مبالغ فيها عن عريسها وتحاول تصويره بشكل الشاب العصري الرومانسي الذي اختارها من وسط مئات الفتيات اللائي كن يتقاتلن عليها, وأنه أحضر لها نجوم السماء وكنوز الأرض وهو عكس الحقيقة تماما, الأغرب أنه لم يسألها أحد عن شيء أو يعارضها أي شخص في اختياراتها, فلماذا تفعل ذلك؟
ابتسمت الجدة وهي تجيبها بأن هناك الكثيرات من الفتيات اللائي ليس لديهن أي هدف في الحياة أو ينقصهن الطموح أو الرغبة لتطوير الذات أو تحقيق أي تفوق عملي وبالتالي فأقصى طموحاتهن هو الزواج, لكنهن يعلمن جيدا أنهن أقل من قريناتهن فيحاولن اختلاق القصصالتي تصور أنهن فزن بفارس الفرسان, لكن في الحقيقة ما فعلن كان "جوازة والسلام ".
ساحة النقاش