كتبت : أميمة أحمد

إذا أردت أن تبني إنسانا سويا وبصفة خاصة الطفل، علمه عن طريق الفنون، ولكننا في الآونة الأخيرة لاحظنا قلة الاهتمام بالأعمال الفنية التي تخاطب الأطفال في مصر سواء كانت درامية أو غنائية، » حواء « تفتح هذا الملف المهم لنناقش فيه أهمية الفنون بالنسبة للأطفال..

الفنانة ميرنا وليد توضح مدى حزنها واستيائها وتأثرها بعدم الاهتمام بالأطفال من قبل الفنانين في الآونة الأخيرة، قالت لنا: إنها كانت من أمنيات حياتها في بداية مشوارها الفني أن تتخصص في تقديم برامج الأطفال وكل ما يخصهم ولكنها لم تجد التقدير المناسب لا المادي ولا المعنوي، وأضافت: أنا قدمت ثلاثة برامج تخص الأطفال في مصر وهم وكان برنامجا خياليا جدا وبه الكثير من الأغاني » بلاد الناس اللي بتضحك « الفانوس « والاستعراضات التي لا توصف وبذلت فيه مجهودا كبيرا جدا، و وفكرته كانت عن بنت تقرأ الحواديت العالمية مثل سندريلا » السحري ولكن رغم تعبي الكبير عندما تم » حكايات سمر « وسنو وايت، و برنامج إذاعتهم في مصر لم يكن التوقيت مناسبا فكانوا يعرضوا في الثانية عشر ظهرا والأطفال في هذا التوقيت يكونوا في مدارسهم فمن الذي سيراهم؟ ، وكانت مسرحية ناجحة جدا ومعلومة » القطط « وقدمت أيضا عرض مسرحي إضافية وتكاد تكون السبب الرئيسي في قلة الأعمال الخاصة بالأطفال أن العمل الذي يقدمه الممثل للأطفال يكون بثلث أجره وهذا شيء غير عادل

مقارنة بالجهد المبذول، للأسف قلة الاهتمام بالأطفال أصبحت مشكلة كبيرة رغم أن من وجهة نظري العالم كله اقتصاده يقوم على الأطفال، اقتصاد ديزني مثلا يحقق مليارات الدولارات من الأطفال.

أم الشاشة تتكلم توضح الفنانة القديرة سميرة عبدالعزيز أن الأمر مهم حيث قلة الاهتمام بأعمال تخص الأطفال يؤثر عليهم بطريقة سلبية ويكسبهم عادات غير صحيحة، واستطردت قائلة: منذ سنوات كنت أقدمبرنامجا للأطفال أحكي فيه قصصا لهم وتكون قصة مفيدة بها عبرة وأراعي أن تحتوي على صفة من الصفات الحسنة التي يجب أن نتحلى بها وأؤكد عليها وأعلمهم من خلالها فائدة هذه الصفة الحسنة، ولكن للأسف توقف البرنامج، وتقول في جيلي تربينا على برامج الأطفال سواء كانت في الإذاعة أو التليفزيون وتعلمنا منها العادات المناسبة واللائقة بمجتمعنا، فقلة الاهتمام ببرامج الأطفال جعلتهم يتجهون للبرامج الأجنبية المدبلجة واكتسبوا من خلالها عادات مخالفة تماما لمجتمعنا. أما الفنانة مروة عبدالمنعم فترى أن الطفل المصري مظلوم جدا؛ لأن قلة الاهتمام بإنتاج أعمال درامية وموسيقية وفنية تخص الطفل المصري تؤثر عليه بالسلب، لأن الدراما أو الفن هو أقوى عامل مؤثر في شخصية الإنسان فما بالك بالطفل ستجعله يتوجه لدراما الكبار وسينجذب حينها لأشياء أكبر من سنه وسيفقد طفولته سريعا وسيتجه أيضا للأعمال الأجنبية والتي بدورها ستجعله منفصلا نفسينا وواقعيا عن عالمه وسيتمرد على عالمه وسيحب العيش في العالم الذي يراه، فدراما الطفل لها دور كبير جدا في تربية الأطفال.

في حين ترى الفنانة داليا مصطفي أنه يجب الاهتمام بإنتاج أعمال تخص الأطفال لأن ذلك ينمي ثقافتهم ويحافظ على الثقافة المصرية لديهم فالأطفال حاليا أصبحوا لا يعرفون قيم مجتمعهم ولا عاداته وتقاليده، مثلا زمان كان وجود ماما نجوى وأبلة فضيلة يعلمنا الكثير من العادات الصحيحة والتي تربينا عليها وغرزت بداخلنا حتى الآن.

رأي النقاد

أما عن رأي النقاد فتقول الناقدة السينمائية خيرية البشلاوي: إن الطفل ليس له نصيب من الأعمال المقدمة إليه سواء درامية أو موسيقية، وتقصيرنا في حق الطفل معناه أننا نقصر في مستقبل بلادنا، ومشاهدتهم واعتمادهم على البرامج المقدمة إليهم من الخارج يجعلهم يتأثرون بها ولن يكون لديهم انتماء لبلادهم ولن يفيدهم بشيء، فنحن في حاجة إلى أعمال تهتم بالطفل المصري وتثقيفه وبناء وعيه خصوصا بالنسبة للأطفال في السنوات الأولي من حياتهم ففي هذه السنتكون مداركهم واسعة، تضيف: المسلسلات التليفزيونية يمكنها تقديم الكثير فأنا أتذكر منذ زمن أن من الأشياء اللطيفة التي هند « كانت تقدم مسلسل وكان يقدم » والدكتور نعمان الكثير من القيم الإيجابية في المجتمع على عكس مثلا أعمال فيروز كانت لطيفة ومسلية جدا ولكنها لم تكن تقدم توعية مثلا تخص الطفل والمجتمع.

يوضح الناقد الفني طارق الشناوي أن هناك تقصيرا فيما يخص الأطفال وهناك اعتقاد أنه سميرة عبدالعزيز يجب علينا توفير ميزانيات الطفل حتى إذا قدموا برنامجا يعتمدون فيه على مذيع غير ناجح تماما، برغم أنه إذا أردت أن تبني أمه فابدأ بالطفل، فمثلا وأنا طفل كانت المدرسة أيضا تهتم بالفنون فكنا نأخذ حصصا للموسيقى وللرسم وكان يوجد فرق تمثيل فأصبح الآن لا يوجد ذلك ومع العلم كنت في مدرسة حكومية، فنحن مقصرون تماما في حق الطفل على كل المستويات فلا توجد مادة محلية يشاهدها مما يجعله يتجه للأجنبي وإن كنت لا أعترض على مشاهدته لها، فيجب أن يكون على علم أيضا بالثقافات الأخرى فعليه أن يعرف .» أنك لست في العالم وحدك «

يوضح الناقد نادر الرفاعي مدرس النقد السينمائي والتليفزيوني بأكاديمية الفنون، أنه يجب الاهتمام بالأطفال والاهتمام بالعمل المقدم إليهم فهناك فرق في أن نقوم بعمل يعلي من ثقافة الطفل أو ينحدر بها، فالطفل كالورقة البيض تملؤها ما تشاء فتجربة عالم سمسم على سبيل المثال كان بها تسلية وتعليم في ذات الوقت.

ترى الأستاذة سوسن فايد أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية أن قلة الاهتمام بالأعمال التي تخص الأطفال موضوع في منتهى الخطورة لأننا بذلك تركنا المجال للثقافة الخارجية لتسيطر على البناء الفكري لأطفالنا وستكون ثقافة غريبة عن ثقافة مجتمعنا.

تتفق د.داليا الشيمي أستاذ علم الاجتماع، مع ما سبق وتؤكد أن قلة الاهتمام بالأعمال التي تخص الأطفال شيء مؤسف للغاية وخاصة أن الأعمال المسموعة أو المرئية هي الأكثر تأثيرا في حياة الطفل والتي تعمل على تنمية سلوكه وبناء شخصياتهم ويساعد على تكوين الأمور

السلوكية الصحيحة على العكس إذا قدمنا للطفل برامج آتية من الخارج سيكون بها ثقافة مختلفة عن مجتمعنا وسيكون تأثيرها سلبيا لأننا غير مدركين الرسائل التي تقدمها هذه البرامج.

توضح د. رحاب العوضي أستاذ مساعد علم النفس والتنشئة الاجتماعية، بالفعل نحن نعاني من قلة الأعمال الموجهة للأطفال في مصر مما يجعلهم يتجهون للأعمال الأجنبية والتي بدورها تنشئ عندهم نوعا من أنواع التشتت وعدم اتزان سلوكياته مع عادات المجتمع

المصدر: كتبت : أميمة أحمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 367 مشاهدة
نشرت فى 26 نوفمبر 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,831,756

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز