كتبت : ابتسام أشرف
فى رحلة البحث عن القوام الممشوق والجسم المثالى تتبع السيدات العديد من الحميات الغذائية إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية، لكن فى بعض الحالات قد لا تحقق تلك الأساليب حلمهن فى الرشاقة فيلجأن إلى عمليات إنقاص الوزن كتدبيس المعدة والبالون وغيرهما من الأساليب التى توصل إليها الطب فى هذا المجال، لكن هل تؤثر تلك العمليات على صحة المرأة؟ وكيف تتعرف على النوع الذى يتناسب معها من بين تلك العمليات؟
في التحقيق التالي نتعرف على أهم ما توصل له الأطباء في عمليات جراحة السمنة ومتى يمكن للمريض اللجوء لها؟ وكيف يختار العملية المناسبة؟ وما أهم الخطوات التي يجب اتبعها بعد العمليات الجراحية لتجنب المشاكل الصحية؟
في البداية يقول د. محمد محمد مطر، استشاري جراحة السمنة المفرطة والمناظير بكلية طب جامعة عين شمس: هناك العديد من العمليات المتعلقة بالسمنة المفرطة، لكن ليس استشاري السمنة وحده المنوط بإجرائها وتحديد النوع المناسب للمريض، بل يتم ذلك بالتعاون بين فريق عمل كامل مكون من أطباء باطنة وقلب ونفس وتغذية وتتمثل مهمتهم فى إعداد المريض لإنجاح العملية، ففي النهاية كل العمليات عوامل مساعدة قابلة للنجاح والفشل بناء على مدى التزام المريض بالتعليمات قبل وبعد العملية.
ويتابع: من أبرز عمليات التخسيس تكميم المعدة وتعد الحل الأمثل للوصول للوزن المثالي، خصوصا لمن لم يتمكن من إنقاص وزنه باتباع نظام غذائي أو ممارسة الرياضة؛ حيث يتم خلالها قص حوالي 75% من حجم المعدة لتصبح في شكل الموزة أو الجيب، وتعمل تلك العملية على تقليل الإحساس بالجوع، أما عن الشروط الواجب توافرها لإجراء تلك العملية فيجب أن يكون المريض يعاني زيادة 30 كيلو أو أكثر عن الوزن المثالي ويتناول الطعام بكميات كبيرة أى أن مؤشر كتلة الجسم لديه يتعدى 40% فأكثر.
ويستطرد: تساعد عملية تحويل المسار الأشخاص الذين يعانون مرض السكري أو إدمان السكريات، وفيها يتم فصل جزء من المعدة (جيب) وتحويل مسار الأمعاء بحيث يتم تجاوز الجزء الأول من الأمعاء، وعن طريق تصغير حجم المعدة وتجاوز القسم الأول من الأمعاء يقل امتصاص المواد الغذائية والسكريات، وتسهم تلك العملية فى الشفاء من مرض السكري من النوع الثاني بنسبة 95% لكن يلزم بعد إجرائها الالتزام بالمكملات الغذائية والفيتامينات الموصوفة من الطبيب والمتابعة معه واتباع تعليماته، كما تجمع عملية التقسيم الثنائي بين عمليتى التكميم والتحويل وينصح بها الأشخاص الذين يقبلون على النشويات والسكريات معًا، حيث يتم عمل تكميم للمعدة وتحويل للمسار عن طريق توصيل مخرج المعدة بالأمعاء بعد استبعاد جزء منها.
عمليات بدون جراحة
يوضح د.رامي سعيد، استشاري مناظير الجهاز الهضمي وعلاج السمنة بدون جراحة أن هناك الكثير من العمليات التي تساعد المرضى في بدء حياتهم بشكل صحي أكثر قائلا: تعد عملية بالون المعدة إجراء غير جراحي يخلق شعورًا بالامتلاء ويقلل من الجوع ما يسمح للمريض بالتحكم في كمية الطعام التي يتناولها ويزيد من عملية الحرق، وهي عبارة عن بالون من السيلكون الناعم يتم إدخالها للمعدة بعد ملأها بمحلول معقم عبر الفم والمريء بالمنظار الداخلي، ويتم تفريغ البالون وإزالته بعد المدة المحددة له حسب حالة المريض، وفيها يفقد الأشخاص متوسط ما بين 20 و 30٪ من إجمالي الوزن الزائد، علما بأن هناك العديد من أنواع بالون المعدة والتى تختلف حسب المدة التي يحتاجها كل المريض فهناك 6 أشهر و9 وسنة كاملة، ويمكن استخدام ذلك الإجراء كخيار بديل للعمليات الجراحية لإنقاص الوزن، فهناك بعض المرضى لديهم سمنة مفرطة أو مؤشر كتلة الجسم يتعدى الـ 40% ويحتاجون إلى إنقاص الوزن قبل إجراء العملية الجراحية لتقليل مخاطرها.
ويذكر د. رامى أن هناك بعض الموانع لتركيب بالون المعدة كالحمل وقرح المعدة والتهاب المعدة والأمعاء أو وجود ورم بأحدهما والانسداد المعوي وارتجاع المريء من الدرجة الثالثة، ويقول: تعد الكبسولة المبرمجة "البالون الذكية" من أحدث الوسائل غير الجراحية الحديثة في إنقاص الوزن والتى يفقد خلالها المريض من 10 :15 كيلو جرام، وتكون على شكل كبسولة يتم ابتلاعها لكن يجب اتباع نظام غذائي محدد من قبل الطبيب المعالج والمشرف على الحالة، على أن تكون تلك الكبسولة للأشخاص البالغين الذين يزيد أعمارهم عن 18 عاما، ويكون مؤشر كتلة الجسم لديهم أكثر من 27، وتعمل الكبسولة من خلال ربطها مع كيس القسطرة الصغير الذي يحتوي على الماء المقطر، بحيث يقوم المريض ببلع كبسولة الدواء المرتبطة بواسطة أنبوب صغير ويضخ الماء المقطر بعد أن تدخل الكبسولة وتستقر في المعدة لزيادة حجم البالون وهكذا يبقى البالون بحجم يقارب حبة الجريب فروت وبالتالي تقلل الكمية التى يتناول من الطعام، ويتم تفريغ البالون من الماء تلقائياً وبشكل تدريجي بعدما يقارب من أربعة أشهر ويتخلص الجسم منه إذ يتحول إلى غلاف رقيق دون أي تدخل.
ضروريات ومحذورات جراحات السمنة
تقول د. ناهد الحسيني، استشاري ورئيس أقسام السمنة والنحافة بالهيئة العامة للمستشفيات التعليمية: يتوقف إجراء عمليات السمنة على مدى احتياج المريض لها وسماح حالته الصحية بذلك فضلا عن ضرورة تهيئته نفسيا وجسديا، فضلا عن الضوابط التى يجب الالتزام بها من قبل الطبيب والمريض على حد سواء، لذا أنصح المريض بمراجعة أكثر من طبيب قبل اتخاذ قرار إجراء العملية.
ساحة النقاش