حوار : سمر عيد
من بين المجالات التى تجلى فيها دور المرأة وكان لها بصمتها الواضحة فى دعم الوطن ومساندته الطب وبخاصة القطاع الأكاديمى الذى يسهم فى تخريج أطباء أكفاء يمثلون ملائكة رحمة لكل مريض، وتعد د. نهلة الجمال، الوكيل السابق لكلية الطب البشري بجامعة الزقازيق أحد رموز هذا المجال الذين أسهموا فى إعداد أجيال أفادت الوطن، وهو ما نتعرف عليه تفصيليا فى رحلتنا التالية.
فى البداية نود التعرف على مسيرتك مع كلية الطب وكيف بدأت؟
بدأت حكايتي مع الطب منذ كنت طفلة صغيرة،حيث كان حلمي أن أصبح طبيبة على الرغم أنه لايوجد في عائلتي أطباء سوى خالي الذي كان طبيبا وشغل منصب وكيل وزارة الصحة في الغربية،وكنت أسعى للوصول إلى هذا الهدف من خلال الدراسة بجدية ومطالعة المجلات الطبية وآخر ماوصلت له الأبحاث والعلاجات،وعندما أنهيت الثانوية العامة حمدت الله أن مجموعي قد أهلني للالتحاق بكلية الطب جامعة الزقازيق،ثم تخصصت في أمراض الكبد والجهاز الهضمي،وحصلت على الأستاذية،وبدأت أتدرج بالعمل الإداري داخل الكلية فحصلت بعدها على منصب رئيس قسم الأمراض المتوطنة في انتخابات عام 2012،ثم عينت وكيلا للكلية عام 2015،وعملت على خدمة المجتمع والبيئة.
وكيف تمكنت من خدمة مجتمعك ووطنك من خلال منصبك بالكلية؟
الحقيقة أن الانتماء وحب الوطن لايدرس ولا يمكن أن يعلمه أي شخص للآخر،وحب مصر نجده جليا وواضحا في تصرفات أبنائها،وقد عبرت عن هذا العشق لتراب الوطن من خلال مشاركتي في كل مبادرات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لعلاج المصريين من خلال مبادرة 100 مليون صحة،وحملات الكشف المبكر عن فيروس(c)، كما شاركت في كافة المبادرات والحملات التي قامت بها جامعة الزقازيق وقمت بعمل قوافل طبية لخدمة المناطق النائية، ووجهتبعض من هذه القوافل الطبية لمنطقة رأس غارب والطور وحلايب وشلاتين،كماأطلقت حملات كثيرة لعلاج فيروس (c) بجميع المستشفيات الحكومية بالزقازيق، فضلا عن الحملات التي أطلقتهاوزارة الصحة لقياس نسبة السكر والضغط على مستوى الجمهورية، والكشف المبكر عن أمراض الدم لدى طلاب وطالبات المدارس.
الطور وحلايب وشلاتين مناطق بعيدة ونائية بالفعل أليس من الصعب على طبيبة السفر لهذه المناطق والإقامة بها لفترات طويلة لعلاج الناس هناك، وكيف استطعت تحمل الإقامة في صحراء الطور وحلايب وشلاتين دون أسرتك؟
المسألة ليست بطولية،وأعتقد أن أكثر مايجعل الإنسان قويا إيمانه الشديد بما يفعله وأنه صاحب رسالة،ورسالة الطب ربما يتخذها البعض مظهرا اجتماعيا أو لتحقيق ثروة مادية،لكن هذا لم يكن هدفي عندما التحقت بكلية الطب منذ البداية،فلم أسعى لتأسيس عيادة ولا مستشفى خاصة، بل كنت أجوب محافظات مصر لتحقيق هدف واحد وهو علاج وتخفيف آلام المصريين،وعلى الرغم من الطبيعة الصحراوية القاسية إلا أننا كمجموعة عمل كنا نشعر بالسعادة عندما نجد نظرة الرضا في عيون المرضى الذين نعالجهم،أما عن حلايب وشلاتين فهما عشقي الحقيقي، والمجهود والتعب الذى تحملته وزملائى لايساويان شيئا أمام تخفيف آلام وأمراض أبناء مصرنا الحبيبة .
من خلال جولاتكبمناطق عدة بالجمهورية ما الذي يفقر إليه الطبيب المصري؟
يحتاج الطبيب إلى دعم مادي كبير جدا حتى يتفرغ لرسالته الأساسية ألا وهي علاج الفقراء وساكني المناطق النائية،كما نحتاج أيضا إلى تطوير مستوى التدريب لدى كافة فئات الشباب من الأطباء، مع أهمية ربط المستشفيات سواء خاصة أو حكومية بكليات الطب في الجامعات المصرية حتى تتواءم الدراسة مع التطبيق العملي في كافة المستشفيات،وأقترح تنظيم قوافل طبية تجوب المستشفيات المختلفة في كافة ربوع مصر، وأدعو أساتذةالطبيب كل في مجال إلى التبرع بجزء من وقته لزيارة المستشفيات البعيدة وتقديم الخدمة الطبية لغير القادرين فالعلم رسالة والطب مهنة إنسانية تقوم على مبدأ المساواة بين البشر.
وما العقبات التي وقفت أمام تحقيق أحلامك؟
على مدى مشواري الطويل الذى يناهز الـ 35 عاما في خدمة المواطن أرى أن أهم العقبات التي وقفت في طريقي هي نفس المشكلات التى تعانيها أي امرأة تتطلع للنجاح والقيادة في أي مجال،ومن أهمهانظرة المجتمع الذكورية حيث لايزال بعض الناس يفضلون الذهاب للطبيب،بينما تشكك أيضا بعض فئات المجتمع في قدرات المرأة العلمية.
ما النصيحة التي تودين تقديمها لكل امرأة مصرية لدعم وطنها والنهوض به؟
كل امرأة مصرية يمكن أن تدعم مصر بطريقتها إما من خلال موقعها سواء كانت طبيبة أم عالمة أم سياسية أم سيدة أعمال أم إعلامية أم معلمة أو أستاذة جامعية،أو حتى لو كانت ربة منزل وسيدة عادية جدا من خلال غرس قيم الانتماء وحب الوطن في نفوس أبنائها،ومن خلال تربية الجيل الجديد على قيمة العطاء للبلاد قبل البحث عما يأخذه الجيل.
ساحة النقاش