كتب : محمد عبدالعال
عقدت مجلة حواء صالونها الشهرى تحت عنوان "علموا أولادكم حب الوطن" بحضور ومشاركة نخبة من شباب الجامعات المصرية وطلاب المرحلة الثانوية وعدد كبير من الشخصيات العامة التى شاركت في الصالون من بينهم الكاتبة الصحفية سمر الدسوقي، رئيس تحرير المجلة، واللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية الأسبق لأمن المعلومات، ود. سعد الزنط، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، ود. زينات الشال، الخبيرة التربوية، ود. عزة فتحي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس والسفيرة نجوى إبراهيم وخبيرة التنمية البشرية د. شيماء إسماعيل، ود. سلوي حسن، الأستاذ بأكاديمية الفنون.
حيث أطلقت من خلاله حملتها التى حملت نفس العنوان والتى أطلقت بالتعاون مع إدارة السيدة زينب التعليمية برئاسة الأستاذ ياسر أنس .
بدأ الصالون بكلمة للكاتبة الصحفية سمر الدسوقى رئيس تحرير حواء، أكدت خلالها أن المجلة تحرص على تفعيل دورها فى المشاركة المجتمعية من خلال نقل مبادرتها إلى المدارس والجامعات لغرس روح الانتماء لدى الشباب والتى بدأت مرحلتها الأولى بالتعاون مع مدارس السيدة زينب - السنية الإعدادية والثانوية - التى كانت منها الانطلاقة الأولى لثورة 1919م.
وأوضحت رئيس التحرير أن المجلة تناولت عبر صفحاتها دور المرأة فى تنمية روح الولاء والانتماء في نفوس الأبناء فى مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتنموية، مشيرة إلى أن فكرة الصالون تهدف للخروج من خلال المناقشة الفعالة من الخبراء إلى عدد من الحلول التي تعتمد عليها المرأة المصرية في متابعة أبنائها على مواقع التواصل الاجتماعي وتوجيهم للادخار من الناحية الاقتصادية وحثهم على شراء المنتج المصري وزيارة الأماكن المصرية الحضارية.
التوعية
فى كلمة للدكتور سعد الزنط مدير المركز الاستراتيجي للدراسات، أكد أن كل المؤسسات المصرية تعمل على التوعية من خلال الجامعات ووزارة التربية والتعليم والإعلام والأكاديمية الخاصة لتأهيل الشباب ومراكز الأبحاث ومنها المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية الذى يمكن الاعتماد على دراساته ليكون قاعدة ميدانية للعمل من خلالها إلا أننا نحتاج لمشروع قومي تتبناه الدولة وليست منظمات وأفراد.
وقال: إن ما حققته مصر خلال السنوات الماضية من نقلة حضارية له معايير أهمها التأثير بالإيجاب على كافة مفردات الأمن القومى الاقتصادى والسياسي والعسكرى وقوتها الناعمة والتى تبقى آثارها لأكثر من مائة عام وهو ما يحدث الآن ويتبعه بناء الإنسان المصرى، كما وجه بذلك سيادة الرئيس والذى يبدأ من خلال مشروع تنويرى، فالجيل الحالى يختلف عن الأجيال السابقة فهناك نماذج كثيرة تحتاج للتبنى كالبحث عن القائد القدوة ومحاولة استدعاء الضمير مرة أخرى، كما يجب الاهتمام بمنظومة القيم الأخلاقية والوطنية والمهنية حتى يكون الجيل القادم على مستوى الحدث.
دور الأسرة
قالت د. زينات الشال، الخبيرة التربوية: إن مسألة بناء الشباب المصرى لا تبدأ منذ الطفولة فحسب لكنها تمتد لقبل زواج الآباء فعليهم أن يعلموا معنى وقيمة بناء الأسرة وأن هناك جيلا سيخرج للمجتمع، فالزواج ليس فسحة لذا يجب إعطاء وقت كافى من الأم والأب للبنت أو الولد للتربية وغرس انتماء الطفل للأسرة ومعنى المنزل المستقر المطمئن وقيمة الدفاع عنه ضد أى تهديد ومن ثم قيمة المدرسة وانتمائه للفصل، ومن هنا نتدرج إلى أن نصل إلى انتمائه للمجتمع ككل ونزرع فيهم الخوف على الوطن، كما أن على الإعلام دورا كبيرا فى تعزيز الشعور بالانتماء لدى الشباب من خلال عرض الأفلام والأعمال الفنية الوطنية بالإضافة إلى تسليط الضوء على النماذج الإيجابية التى ينبغى على الشباب الاقتداء بها فى حياتهم حتى يكونوا نافعين لوطنهم.
حروب إلكترونية
من جانبه أكد اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية الأسبق لأمن المعلومات على أهمية مبادرة حواء فى إعداد وتنشئة أجيال قادرة على مواجهة تحديات المستقبل، داعيا إلى التوسع فى مفهوم المبادرة لتشمل الكثير من الصفات والسلوكيات كحب الوطن والعمل والإنتاج والعودة للقراءة وتعليم الأبناء ثقافة الاعتذار عند الخطأ والتسامح، فضلا عن استعادة الأسرة دورها التربوى والتوعوى، محذرا أن الحرب إلكترونية شرسة تستهدف الأطفال والشباب وتريد أن يخرج لمصر جيل لا يعمل قيمة الوطن والانتماء.
ويقول: على الشاب أثناء التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعى ألا يثق فى أى طلب صداقة من أحد لا يعلمه أو أن يفتح رسالة مجهولة على أى وسيلة اتصال، وعليه التأكد من أنه هو السلعة المستهدفة من خلال جمع المعلومات عنه أو توجيه الرأى العام أو إطلاق شائعات ضد الوطن، لذا أؤكد على ضرورة استعادة دور الأسرة التربوى والتوعوى وتعلم استخدام التكنولوجيا حتى نأمن مخاطرها.
ترى السفيرة نجوى إبراهيم أن هناك شبابا على قدر واعى من الوطنية والعمل الجاد قائلة: نرى جميع نواب المحافظين أغلبهم من الشباب الواعى المحب لوطنه وهو دليل على اهتمام الدولة بأبنائها وغرس روح الولاء والانتماء به، وأدعو الأمهات أن يعلمن الأبناء معنى الوطن من خلال الحديث الدائم للأطفال عن البطولات الحربية والمواقع الشهيرة التى دافع عنها أبطالنا وشهدائنا بباسلة وشرف، مع أهمية تنظيم زيارات ميدانية إلى المتاحف والآثار المصرية القديمة ليروا عظمة الإنسان المصرى، مع أهمية تشجيع المنتجات المصرية خاصة التى تحمل رسومات وصور الأبطال الحقيقيين من رجال القوات المسلحة والشرطة.
العلم والمعرفة
من جانبها قالت د. شيماء إسماعيل، خبيرة العلاقات الأسرية: إن الانتماء وحب الوطن هما وجهان لعملة واحدة وعلى الشباب دور مهم جدا يأتى من خلال تطوير الذات بالعلم والمعرفة بحيث يثبت الشاب أنه ليس عبئا على الدولة فينمى شخصيته بالثقافة والمعرفة وليس بالمال، وعلينا أن نعتز باسم الوطن والدفاع عنه ضد أى عدو يريد تشويه صورته وألا نترك الفرصة لمن يقومون بإنشاء صفحات وهمية لمهاجمة الوطن مع ضرورة الالتزام بالقوانين والأنظمة الخاصة بالدولة والقواعد السلوكية وعدم تصدير الشائعات، وأن نلجأ للجهات الحكومية لمعرفة مصدر المعلومة، بالإضافة إلى أهمية نشر قيمة التسامح من أجل أن يعم الأمن والأمان والاستقرار فى المجتمع وكذا احترام الآخر، وأشدد على ضرورة تعزيز الحث الوطنى لدى الأبناء من خلال تمجيد رجال الجيش والشرطة وتنمية روح الولاء والانتماء وشراء المنتج المصرى وتشجعيه وعدم الإقبال على المنتج المستورد.
وحذرت د. عزة فتحى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس الشباب من مخاطر السوشيال ميديا وقدرتها على اختراق الأجهزة الإلكترونية للتأثير بشكل سلبى على الشباب وهز ثقتهم بقيادتهم من أجل تجنيدهم وتحويلهم إلى عوامل هدم تفسد الوطن وتهدد استقراره، وطالبت بضرورة التأكد قبل مشاركة أى منشور على مواقع التواصل والذى قد يحمل خلفية تخدم عدوا، مؤكدة أن هناك مخططا إسرائيليا من ثمانينيات القرن الماضى لتفتيت الوطن العربى وفى القلب منه مصر.
ساحة النقاش