كتب : عادل دياب
"إلى حواء" صفحة يحررها قراء حواء.. أرسلوا لنا تعليقاتكم، آراءكم، مقالاتكم وإبداعاتكم الأدبية المختصرة شعرا ونثرا.. ناقشوا ما قرأتموه عبر صفحاتنا أو قدموا لنا اقتراحاتكم، وشاركونا أفكاركم.
وذلك عبر الإيميل
عنوان: ثم نشتكي في النهاية من أن دخلنا لا يكفينا
أحب أن أقرأ قصص الشخصيات الناجحة وقصص الأغنياء كيف كونوا ثرواتهم، كما أحب أن أقرأ مقولاتهم، واللقاءات الصحفية والتليفزيونية التي تجرى معهم، في الوقت نفسه أقارن رغما عني بين تصرفات هؤلاء الأغنياء العصاميين الناجحين من عملهم وكدهم، وبين مجموعة من المحيطين بي من أهل وجيران وأصدقاء، بعضهم حين تكلمت معه في مسألة أن للناجحين من الأغنياء سلوكيات وقناعات بسيطة لكنها مؤثرة، أخذ الأمر مثل نكتة وقال لي "نحن شلة الفقريين عاجبك ولا مش عاجبك".
والمسألة ببساطة أنني لاحظت وقرأت أن الناجحين الأثرياء لديهم عادات تبدو بسيطة لكنها مؤثرة، فهم ليسوا بخلاء لكنهم يعرفون أين يضعون كل قرش في مكانه الصحيح، وهم مثلا لا يحبون شراء الماركات باهظة الثمن لمجرد الوجاهة فهم ليسوا في حاجة للوجاهة، وإنما يشترون ما يفي بالغرض حتى لو كان بسيطا ورخيصا، وإذا اشترى أحدهم براند فذلك بداعي الاستثمار بجانب الاستعمال، ولا يشترون الأجهزة الجديدة لمجرد أنها أحدث موديل. وهم لا يتركون أموالهم نائمة، بل يستثمرونها باستمرار. وحتى في أبسط الأشياء، فهم مثلا لا يضيئون مصباحا أو جهاز تكييف في غرفة لا يجلسون فيها، وهم لا يأكلون في المطاعم إلا من أجل العمل وعقد الصفقات، ويفضلون عادة الأكل في البيت.
أما أنا وبعض صديقاتي من شلة الفقريين فللأسف بعضنا حريص على البراند أكثر من القيمة، ونجري وراء أحدث موديل لمجرد الوجاهة الاجتماعية، ونتسوق لمتعة التسوق، ثم نشتكي في النهاية من أن دخلنا لا يكفينا.
نور بسيوني
القاهرة
***
للحفاظ على الهوية والروح المصرية
اللغة هي وعاء الفكر، كما يقول مفكرنا الكبير الدكتور زكي نجيب محمود، يرحمه الله، واللغة السليمة هي مدخل مهم للتفكير السليم، كما أنها من علامات التواصل والانتماء، لذلك فإن الاهتمام باللغة العربية من الأعمال العظيمة التي ينبغي أن يقوم عليها كل مسئول ومتخصص، حتى نضمن سلامة التفكير ونضمن الحفاظ على تراثنا وانتمائنا وحضارتنا.
وإذا كان المرء يكتب عادة بدافع النقد، لأن أمرا معوجا استفزه، فأحب أن يلفت النظر إليه هادفا إلى إصلاحه، فإن ما استفزني للكتابة هذه المرة هو أمر حسن متميز، يحتاج إلى الدعم والإعجاب والتصفيق، وهو المتمثل في مبادرة "اتكلم عربي" التي أطلقتها وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج برعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للحفاظ على الهوية والروح المصرية لأبنائنا المصريين في الخارج، خاصة أولئك الذين يعيشون في بلدان لا تنطق العربية.
وقد كتبت من قبل، كما كتب الكثيرون من أساتذتنا الأجلاء حول هذه القضية الخطيرة، وضرورة ربط أبنائنا في الخارج، خاصة من الجيلين الثاني والثالث للهجرة بلغة وطنهم الأم، حفاظا على الهوية والانتماء، والحمد لله أنني رأيت من يحقق ذلك المطلب العزيز على كل غيور على لغته ووطنه.
إسماعيل صادق
بالمعاش – بني سويف
ساحة النقاش