حوار : منار السيد

مع بداية فصل الشتاء بدأت الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد بظهور سلالة جديدة في بعض عواصم العالم، لذلك بدأت الدولة في تكثيف الإجراءات الاحترازية واتخاذ القرارات التي  تحد من خطورة انتشار الفيروس داخل الدولة، ومع اختلاف السلالة الجديدة وسرعة انتشارها هناك العديد من التساؤلات والمخاوف التي تم إثارتها للوقاية من الإصابة بالفيروس والحد من انتشاره والتى تجيبنا عنها د. كريمة الشيمى، أستاذ التمريض بجامعة المنصورة ومستشار مكافحة العدوى ونائب رئيس المنظمة الأفريقية للسرطان لشئون شمال أفريقيا.

 

بداية ما ملامح الموجة الثانية من فيروس كورونا ومدى اختلافها عن الأولى؟

تعد الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد القاتل أكثر خطورة من الأولى، وذلك لأنها تتزامن مع فصل الشتاء الذي يعد بيئة خصبة لنشاط الفيروسات الموسمية، ومن المعروف أن فيروسات الجهاز التنفسي تنشط بشكل كبير خلال هذا الفصل، وبالتالي فإن المخاطر تزداد أكثر فيه والفيروس يصبح أكثر انتشارا، كما يمثل فصل الشتاء تحديا كبيرا جدا لأننا نواجه الأنفلونزا الموسمية التي يتشابه أعراضها مع كورونا ما يجعل لقاح الأنفلونزا يكتسب أهمية كبيرة هذا العام عن أي عام آخر، وتكمن خطورة الموجة الثانية في اختلاف الأعراض وعدم اقتصارها على الجهاز التنفسي فقط.

 

وما أعراض الموجة الثانية لفيروس كورونا؟

أعراض الإصابة بفيروس كورونا، عادة ما تكون خفيفة في بدايتها وتزداد تدريجيا وأغلب أعراض فيروس كورونا المستجد في الموجة الثانية أصبحت ترتبط بشكل أكبر بالجهاز الهضمي، وتتمثل في المغص وألم المعدة والإسهال الشديد والقيء، مع فقدان حاسة الشم والتذوق، وذلك إلى جانب استمرار وجود الحالات المصحوبة بمشكلات فى التنفس كالسعال الجاف وارتفاع درجة الحرارة والإرهاق والتهاب الحلق، وأعراض الجيل الجديد من الفيروس غير الشائعة تتمثل في فقدان الشهية والغثيان والقيء والإسهال وقد تستمر هذه الأعراض ليوم واحد فقط، وفي بعض الأحيان تحدث الأعراض الهضمية قبل الإصابة بالحمى ما يثير حالة من القلق لدى الأشخاص المصابين بتلك الأعراض، كما أن هذا الفيروس يصيب أيضاً الدم ويسبب خروج الحديد من كرات الدم الحمراء ويرسبه في العضلات ويسبب إحساسا بآلام فى العظام والمفاصل والعضلات والإرهاق العام حيث تصاب الصفائح الدموية ما يتسبب فى تجلطات بالرئة والجهاز الهضمي وأماكن أخرى كالمخ والقلب ويسبب السكتات الدماغية والأزمات القلبية، كما أن هناك أعراضا أخرى للمصابين بكورونا بين الحالات المصابة تتمثل في التهابات العين وحساسية الجلد المفرطة.

 

وكيف يمكن التفرق بين أعراض الإصابة بفيروس كورونا والأنفلونزا الموسمية؟

هناك تشابه بين أعراض كل من المرضين وقد يكون الشخص مصابًا بكليهما في وقت واحد، ولهذا فعند ظهور أكثر من عرضين من الأعراض السابق ذكرها خاصة إذا كان الشخص مخالطًا لمريض كورونا يجب الاتصال بالرقم 105 على الفور أو التوجه لأقرب طبيب متخصص لإجراء التحاليل والفحوصات اللازمة.

 

وما الفئات الأكثر عرضة للإصابة فى الموجة الثانية؟

الموجة الثانية تستهدف فئة الشباب أكثر بدلا من كبار السن نظرا لعدم اتباعهم للإجراءات الاحترازية، ففي الدول الأوروبية نسبة كبيرة من الشباب وقعت فريسة للفيروس، وكذا أصحاب الأمراض المزمنة، والحوامل وأصحاب الأمراض المناعية، وكذلك إصابة جميع أفراد الأسرة الواحدة بالفيروس وحاجتهم لتلقي العلاج في المستشفى، وتستمر أعراض المرض لشهور بعد التعافي أو ما يعرف بـ "كوفيد المزمن" أو "الممتد".

 

وماذا عن اللقاحات الجديدة وما مدى فعاليتها؟

قد تكون اللقاحات التي تقي من فيروس كورونا أفضل أمل لإنهاء هذه الجائحة، فإن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) منحت الموافقات على الاستخدام الطارئ للقاحات المصنعة لما قد يسببه الفيروس من مضاعفات طبية شديدة قد تؤدي إلى الوفاة، لذلك قد يساعد اللقاح فى الحد من مخاطر الفيروس.

 

وهل هناك آثار جانبية محتملة للقاح؟

يمكن أن يسبب اللقاح آثارًا جانبية طفيفة بعد الجرعة الأولى أو الثانية وتشمل آلام شديدة أو الاحمرار أو التورم مكان حقن اللقاح والحُمّى والإرهاق والصداع والألم العضلي والقشعريرة وألم المفاصل، ومن المحتمل أن يخضع الشخص للمتابعة أو الملاحظة لمدة 15 دقيقة بعد أخذه للتأكد من أي ردة فعل مباشرة، وإذا أُصيب الشخص بآثار جانبية فلا يعني هذا أنه مصاب لذا يجب أخذ بعض الوقت للراحة والتعافي، والبقاء في المنزل عند الإصابة بالحُمى، لكن ليس من الضروري إجراء تحليل أو الحجر الصحي.

 

هناك فئات معينة يجب عدم حقنهم باللقاح؟

لا يتوفر حاليا لقاح للأطفال ما دون عمر 16 سنة، وقد بدأت عدة شركات بإتاحته للأطفال ممن لا تقل أعمارهم عن 12سنة للمشاركة في التجارب السريرية، أما بالنسبة للأطفال الأصغر سنا فستبدأ الدراسات الخاصة بهم قريبًا، وقد لا ينصح المختصون بأخذ لقاح كوفيد 19 من قِبَل الأشخاص المصابين بحالات صحية معينة، أما بخصوص الحوامل والمرضعات فلا توجد بيانات حول سلامة اللقاح لهن، لكن إذا كانت السيدة حاملا أو مرضعة وكانت أيضا من ضمن الفئات التي يُنصح بأن تتلقى اللقاح ففى هذه الحالة ينصح باستشارة الطبيب فيما يتعلق بالمخاطر المتوقعة.

 

وماذا عن لقاح الأنفلونزا ومدى فعاليته فى الحماية من الإصابة بكورونا؟

لا يوفر لقاح الأنفلونزا أي حماية ضد فيروس "كوفيد-19"، فيما تجري حاليا تجارب اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، ومع انتشار الموجة الثانية توسعت المؤسسات الصحية فى إعطاء لقاح الأنفلونزا ليشمل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و64 عاما لحمايتهم من الإصابة بنزلات البرد وتقليل الأعداد التى تتوجه للمستشفى خوفا من أن تكون أعراض الأنفلونزا علامات للإصابة بكورونا.

 

هل من أصيب بكورونا مرة معرض للإصابة به أكثر من مرة؟

من الممكن أن يصاب الشخص مرة أخرى بالعدوى لكنها حالة نادرة، حيث إن بعض التجارب التي أجريت مؤخرًا أثبتت أن الأجسام المضادة التي تحمي من العدوى يمكن أن تستمر لمدة خمسة إلى سبعة أشهر على الأقل بعد الإصابة بالفيروس، ونظرًا لأن الوباء عمره أقل من عام فمن المحتمل أن يستغرق الأمر وقتًا قبل أن يتمكن العلماء من تكوين صورة واضحة عن المناعة.

 

وما العادات الصحية التي يجب اتباعها لتقوية المناعة وتجنب الإصابة بالفيروس؟

يجب اتباع الإجراءات الاحترازية للوقاية مثل غسل الأيدي باستمرار، ارتداء الكمامة والتخلص منها بشكل آمن عن طريق إلقائها في سلة المهملات وتطهير الأيدي بعد ذلك، عدم مشاركة الأدوات الشخصية مع الآخرين، التطهير المستمر للأسطح، الحفاظ على التباعد الاجتماعي، وتجنب التواجد في الأماكن المغلقة، والأماكن المزدحمة.

وماذا عن العادات الغذائية؟

يرجع اختلاف حدة الأعراض لدى مصاب الكورونا من شخص لآخر لقوة المناعة لدى الشخص، ولهذا فإن تقوية جهاز المناعة يتطلب أخذ قسط كافِى من النوم وممارسة الرياضة حوالي نصف الساعة يوميا، والتعرض للشمس عشرون دقيقة على الأقل يوميا، وتقليل تناول السكر أو الامتناع عنه نهائيا، مع ضرورة الاعتماد على نظام غذائي جيد يضمن مد الجسم بفيتامينات "د، ا، ل، ج، سي"، بالإضافة إلى أن الزنك من المحفزات والمنشطات القوية ويمكن الحصول عليه من خلال تناول الخضراوات وعيش الغراب والقرنبيط والبروكلي والفلفل الأخضر، فالخضراوات الورقية جميعها تحتوي على مادة الفلافينويد وهي من مضادات الأكسدة القوية، بالإضافة إلى ضرورة تناول الفواكه الطازجة وعلى رأسها الحمضيات، واستعمال زيت الزيتون وخل التفاح فى الطهى، مع تناول المكسرات مثل اللوز والفول السوداني صباحا، والأعشاب كالشاي الأخضر والينسون والكمون، مع تناول عسل النحل والفواكه والأطعمة التي تعزز المناعة وتجنب مسببات القلق والتوتر والتدخين.

المصدر: حوار : منار السيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 636 مشاهدة
نشرت فى 14 يناير 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,836,688

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز