كتبت : ابتسام أشرف
تداولت وسائل الإعلام المختلفة إرشادات وطرق الوقاية من فيروس كورونا خلال الموجة الأولى والتى هدفت إلى رفع درجة الوعى لدى الأسر بكيفية الوقاية من الفيروس وطرق التعامل عند الاشتباه أو التأكد من الإصابة، فإلى أى مدى استفادنا على مستوى الوقاية الصحية من الموجة الأولى لانتشار الفيروس؟ وهل أصبحنا قادرين بمفردنا وبما تعلمناه صحيا من مواجهة الموجة الثانية نحن وأسرنا ؟
في البداية تقول د. نهلة عبد الوهاب، استشاري البكتيريا والمناعة ورئيس القسم بجامعة القاهرة: تعلمنا الكثير في الموجة الأولى للفيروس حيث أصبحت ربات البيوت تريد معرفة كيفية وقاية أفراد أسرتها من الإصابة بالفيروس وتقوية مناعاتهموهو ما نطلق عليه الثقافة الطبية، أما عن الأطعمة التى تساعد على تعزيز الجهاز المناعى للجسم فيجب تناول اللحوم باعتدال وشرب كميات كبيرة من الماء والسوائل الدافئة والشاي الأخضر والحد من تناول النشويات والحلويات، مع أهمية ممارسة الرياضة، والتعرض لأشعة الشمس لمدة نصف الساعة يومياً على الأقل لإمداد الجسم بما يحتاجه من فيتامين "د"، مع ضرورة تقليل السكر فى المشروبات والملح فى الأطعمة للحفاظ على مناعة الجسم، والامتناع عن تناول الدهون والمقليات.
وتتابع: أنصح بالعودة إلى عاداتنا الغذائية القديمة مثل تناول الخضراوات المختلفةخاصة البقدونس الذى يحتوي على مضادات أكسدة وأملاح معدنية ومجموعة من الفيتامينات العالية،والبروكلي والقرنبيط ويفضل تناول الأول في السلاطة للحفاظ على قيمته الغذائية إلى جانب العدس والحمص، كما يعداللب الأبيض مصدرا مهما لتعزيز المناعة لما يحمله من قيمة غذائية عالية حيث إنه يحتوي علىعنصر الزنك، أما أصحاب الأمراض المزمنةفيجب عليهم متابعة الطبيب بشكل دائم، لافتة إلى أن الدولة تعاملت مع الأزمة بشكل جيد فاق كل التوقعات وكان هناك حرص شديد على كبار السن وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم لعبور تلك الأزمة، مؤكدةعلى ضرورة التباعد الاجتماعي والابتعاد عن الأماكن المغلقةوالحرص على ارتداء الكمامات طوال الوقت واستخدام الكحول طوال فترة بقاؤنا خارج المنزل وتعقيم الأسطح مع أهمية إجراء التحاليل الدورية حتى للأشخاص الأصحاء.
أطعمة صحية
يقولد. مجدي نزيه، رئيس المؤسسة العلمية للثقافة الغذائية: هناك أسس لابد أن نبني عليها حياتنا في الفترة القادمة للعبور بسلام من تلك المرحلة منها الامتناع عن كل ما هو مصنع خارج المنزل وتناولالفواكه والخضراوات بجميع أنواعها خاصة التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم للحفاظ على مناعته، كما يجب أن يلتزم الفرد بأن تشمل وجباته ثلاث عناصر، النشويات حتى تعطيه الطاقة اللازمة، والبروتينات لبناء الجسم،والسلاطة خماسية الألوان، بجانب تناول الأغذية التي تحتويعلىمضادات الالتهابكالثوم والكركم، والأغذية التى تعمل كمضادات للتجلطكالفلفل الحار والزنجبيل، ومضادات الاكتئاب مثل الذرة والموز، ومضادات الميكروبات ومن أمثلتها المريمية والينسون النجمي والقرفة، ومضادات الأكسدة وهي الأطعمة ذات الألوان البرتقالي والأصفر والأحمر مثل الجزر والليمون والبرتقال والجوافة.
وعى المواطنين وراء توافر الدواء
يرجع الصيدلي باهر السعيد،أزمة نقص الأدوية خلال الموجة الأولى لفيروس كورونا إلى غياب الوعى لدى المواطن الذى تسبب فى الإقبال على أنواع عديدة من الأدوية دون أى مراجعة للطبيب ما أحدث نقصا فى بعض التركيبات العلاجية، ويقول: تخوف المواطنونمن نقص الدواء جعلهم يقبلون عليه أكثر وعدم معرفة معلومات ولو بسيطة عن المرض جعلهم يشترون كل ما تسمع أذنهم عنه من أسماء مركبات أدوية، لكن فى الفترة الحالية فإن الأمر مختلف تماما سواء على مستوى شركات الأدوية أو المواطنين ولو اعتبارا أنللموجة الأولى إيجابيات فهى توافر الأدوية وهذا عائد إلىالجهود التي بذلتها وزارة الصحة في تسهيل الإجراءات لشركات الأدوية لعرض كميات أكثر في السوقما ساعد على وجود تنوع أكثر وكميات أكبر من متطلباتالمواطنين،فضلا عن تخصيص مستشفيات للعزل الصحي لمصابي كورونا.
السلام النفسي والتسامح
تؤكد د. داليا محفوظ، استشاري الصحة النفسية ، على أننا قد أصبحنا نتيجة للمعلومات العديدة التى تلقيناها خلال تعرضنا للموجة الأولى من الفيروس أكثر هدوءا وبعدا عن القلق خاصة بعد أن أدركنا أن هذا الأمر يساعد بصورة كبيرة فى مواجهة الفيروس وتجنب الإصابة به، وكما تقول: لقد أصبحنا الآن كأسر نتقبل الأخبار التى تتوارد عن فيروس كورونا بشكل أكثر هدوءا كما أننا تعلمنا الإستفادة من التجربة السابقة فى الإهتمام بزيادة التواصل بين أسرنا بل وبين أفراد الأسرة الواحدة، ولا شك أن هذا له دور كبير فى الوقاية وتجنب الإصابة ، لذا نجد أن أسر عديدة الآن أصبحت تهتم بممارسة الرياضة مع أبنائها ومتابعة المواد الإعلامية الخفيفة التى تبعث على الراحة والهدوء هذا بجانب الإشتراك فى ممارسة الهوايات المختلفة، وكل هذا له دور كبير فى تقوية الجهاز المناعى، وقد تعلمناه من المراحل السابقة.
ساحة النقاش