كتب : محمد عبدالعال
يعد التعليم أكبر المجالات التى تأثرت بفيروس كورونا الذى تسبب فى تغير النظم التعليمية المتبعة ليجد الطلاب أنفسهم أمام تجربة جديدة وهى التعلم عن بعد » أون لاين «والذى يستخدم كافة الوسائل التكنولوجية لتخفيض معدلات حضور الطلاب إلى المدارس والجامعات وتجنيبهم خطر الإصابة بالفيروس، ومع التهديد الجديد للموجة الثانية من الجائحة اضطرت الدولة لتأجيل الامتحانات، فما الإيجابيات التى تعلمناها من تلك التجربة، وماذا عن الأخطاء التى ينبغى علينا تجنبها كأسر خلال الموجة الثانية؟
فى البداية تقول سارة جمال: لدي ابنانفي مرحلة التعليم الأساسي وأستخدم المنصات التعليمية الإلكترونية وبنك المعرفة لمساعدتهما فى التعرف على كافة المعلوماتما يجعل التعليم أيسر خاصة في ظل الظروف الصحية التي يمر بها العالم.
وتقول منى جمال،أم لثلاث أبناء في مراحل تعليمية مختلفة:إن قبولالأبناء للتعامل التكنولوجى والوسائل التعليمية يختلف من طفل لآخر وحسب استيعاب كل منهم لخطورة الوضع الصحى في ظل جائحة كورونا، فابنى الأكبر في المرحلة الثانوية وهذا يسهل عليه استيعاب الفكرة خاصة أنه قدمر بتجربة الامتحان باستخدام التابلت العام الماضى،أما الابنان الآخرانففي المرحلة الإعداية وهما يحتاجان أكثر إلى التفاعل من خلال المدرسة.
ويؤكد إبراهيم محمود،أحد أولياء الأمور أن تدريب أبنائه خلال المرحلة الأولى من جائحة كورونا على التفاعل من خلال المنصات الإلكترونية والفيديوهات التعليمية جعلهم على استعداد تام للتعليم الإلكترونى خلال الموجة الثانية خاصة بعد قرار الحكومة الأخير بتأجيل امتحانات الفصل الدراسى الأول إلى ما بعد إجازة نصف العام وتحويل التعليم إلى إلكترونى في كافة المراحل.
وتقول أسماء محمود، طالبة بكلية الحقوق بجامعة القاهرة:يصلح الدمج بين التعليم التقليدي والإلكتروني في التخصصات النظرية كآداب وحقوق ويؤدى إلى نتائج جيدة ويوفر فى الوقت لكن الكليات العلمية كالطب والهندسة فالاعتماد الكلى فيها على مواد عملية يصعب دراستها "أونلاين".
ويرى حسين سعيد، طالب بالفرق الثالثة بكلية الهندسة أن نظام التعليم الهجين يوفر جهداووقتا مابين يومين أو ثلاثة كل أسبوع والنزول إلى الكلية أصبح في الجانب العملى فقط خاصة أن الموجة الأولى من كورونا كانت بمثابة المعلم الإجبارى التي لولاها ما كانت تلك التحولات السريعة في نظام التعليم وجعلتنا أكثر استعدادا الآن حتى بعد القرار الأخير للحكومة.
التحول الرقمى
يعلق د. حسن شحاتة،أستاذ المناهج وطرق التدريسبجامعة عين شمسعن التغيرات التى شهدها مجال التعليم خلال الفترة الماضية قائلا: تحول التعليم فى عصر الكورونا إلى هجين ما بين حضور الطلاب عدد من الأيام بالمدرسة وأخرى بالمنزل وهو ما حدث على مدار الأسابيع الماضية إلى أن أصدرت الحكومة قرارها الأخيرة بتأجيل امتحانات منتصف العامإلى ما بعد إجازة نصف العام وجعل التعليم بالكامل عن بعد، وهنا أصبح دور المتعلم جمع المعلومات من مصادر متعددة كبنك المعرفة أو اسأل المعلم المتصل ولذلك نجد الطالب يصنف ويفسر ويعلل ويعتمد على إعمال العقل والمقارنة وقد انتقل من الحفظ والتلقين إلى الإبداع والتفكير، لذا تحولت المعادلة التعليمية من أحادية بين طالب متلقى ومدرسإلى متعددة المصادر لبناء إنسان جديد قادر على استخدام مصادر التعليم العليا من خلال التكنولوجي، إضافة إلى تنمية شخصية الطالب المتكاملة في جوانبها وأبعادها المختلفة العقلية والبدنية والنفسية والروحية والاجتماعية والجمالية فنحن فى حاجة إلى تعليم يبتعد عن أساليب إيداع المعلومة ثم استدعائها فى ورقة إجابة الامتحانلذا أرى أن من إيجابيات كورونا التحول الرقمى فى التعليم.
التعلم الذاتى
يقول د. أشرف محرم، أستاذ التربية بجامعة عين شمس:رغم سلبيات تطبيق نظام التعليم عن بعد خلال الفصل الدراسى الثانى من العام الماضى إلا أن الفترة الحالية يمكن تفادى تلك السلبيات لأن الموجة الأولى كانت بمثابة تدريب لأولياء الأمور والطلاب والأساتذة أنفسهم فى المدارس والجامعات على كافة المستويات، ومن الإيجابيات التى استفدناها من الأزمة التعليم الذاتى, فنحن الآن نرى أبناءنا فى جميع المراحل خاصة الجامعية يعرفون قيمة البحث وتوثيق المعلومة من خلال مصادرها وهو ما لم يكن موجودا بصورة كبيرة قبل كورونا وحتى فى الموجة الأولى، ولو نظرنا إلى تاريخ التعليم المصرى فسنجد أن العهد الحالىسجلت ميزانية التعليم 2مليار و216 مليون دولار وهو مالم يحدث من قبل ما يظهر مدى اهتمام الدولة بتنمية الإنسان، لذا أدعو أولياء الأمور إلى مساندة منظومة التعليم الجديدة خاصة بعد أن انتهى عهد الدروس الخصوصية.
مواكبة الأنظمة العالمية
ترى د. محبات أبو عميرة، أستاذ المناهج والعلوم التربوية بكلية البنات أن تجربة التعليم "أونلاين" كانت لها إيجابيات عديدة من بينها مواكبة الدول المتقدمة فى التعليم عن بعد خاصة فى المرحلتى الجامعية والثانوية وهو ما تحقق بفضل توجه الدولة خلال السنوات الماضية إلى التحول الرقمى والذى تطلب توافق المحتوى التعليمي مع البيئة التعليمية الجديدة وتدريب أعضاء هيئة التدريس بالجامعات والمؤسسات التعليمية وإكسابهم مهارات وخصائص وسمات المعلم الرقمى.
وتقول د. ليلي عبدالمجيد، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة:رغم أهمية تفاعل الطالب مع المدرس أو المحاضر لما يعطيه للتعليم قيمة مختلفة إلا أنه مع انتشار فيرس كورونا كان يجب علينا إيجاد طرق بديلة لتجنب نقل العدوىفأصبح التحول الرقمى فى الجامعات واقعا من بداية الموجة الأولى إلا أننا قد تعرفنا على بعض السلبيات التى كان بإمكاننا تجنبها ونحن نستعد للموجة الثانية منها إطلاق منصات إلكترونية فى الجامعات وهذا ما تم فى جامعة القاهرة من خلال التعاقد مع شركة مايكروسوفت العالمية لإطلاق المنصة التعليمية، وتدريب الأساتذة على التعامل الإلكترونى وإلقاء المحاضرات،ومن الإيجابيات التى تحققت خلال التعلم الإلكترونى هو زيادة تفاعل الطلبة مع الأساتذة وحل مشكلة الإنترنت فى الجامعات من خلال تدعيم البنية التحتية بها.
ساحة النقاش