بقلم : د. هالة يسرى
مع بداية عام جديد نتطلع جميعا فيه إلى الخير وانتهاء سحابة كورونا السوداء التى ألقت بظلالها على العالم أجمع نحتاج إلى وقفة مع النفس حتى ندرك أين نحن؟ وهل حققنا ما كنا نصبو إليه خلال هذا العام؟ وهل تعلمنا دروسا يمكن أن نحملها معنا إلى العام الجديد؟ وهل زاد عدد الأصدقاء؟ وما إذا كانت علاقاتنا الاجتماعية زادت قوة أم فقدنا صداقات وعلاقات أخرى؟
من خلال دراستى وعملى وأنشطتى المختلفة على مستوى الأسرة والعمل وكذلك فى دوائرى الاجتماعية المختلفة أصبحت أمام ضرورة ماسة وهى محاسبة النفس من وقت لآخر لتقييمها والعمل على معالجة من أعانيه من قصور أو سلبيات ورأب الصدع الذى يحدث فى علاقتنا بسبب سوء تصرف أو غياب وعى، لذا أدعو نفسى دائما ومن حولى لإجراء استبيان كل فترة وهو ما إذا كنت عبدا صالحا حاول التقرب إلى الله بالعقل والنفس والعمل والمعاملات الطيبة أم أحتاج إلى المزيد من بذل الجهد؟
هذا الاستبيان يجب أن يأخذ منك بعض الوقت والكثير من التفكر وعمق التحليل متعدد الأبعاد وذلك فى جو عام هادئ به قدر عال من المصداقية والتصالح مع النفس لمحاولة الفهم بشكل وزاوية مختلفة بعيدا عن ثورات الغضب والإحباط والتحيز والعصبية.
إن الإنسان قد تتغير آراؤه وأفكاره ومواقفه واتجاهاته مع اختلاف المكان والزمان والمواقف وهذه قواعد نظرية ثابته باعتباره الشيء الديناميكى المؤكد فى هذا الكون بأفكاره ومشاعره وسلوكياته ومعاملاته لذا وجب التدقيق فيما يجب أن نحمله معنا للعام القادم فى سلة المكتسبات وما يمكن أن نبنى عليه من إنجازات شخصية ومهنية فردية كانت أو مجتمعية وما يجب أن نتخلى عنه لتخفيف الأحمال وتقليل الأعباء.
إن التخطيط والتقييم هما أداتا العقلاء فى رسم ومراجعة الحياة بالشكل والكيفية الملائمة والتى يرتضيها كل إنسان لنفسه، ليعيش حياة هانئة كريمة يعطى ويأخذ ويؤثر ويتأثر ويحب ويلقى محبه من الآخرين.
وأخيرا تمنياتى للجميع أن ينجحوا فى مراجعة أنفسهم لنحفظ آدميتنا ونصير أصحاء البدن والنفس قادرين على أن نكون فاعلين إيجابيين ننشر السعادة والبهجة بين كل من حولنا.
ساحة النقاش