كتبت: أميرة إسماعيل
حمى الشراء والإقبال المتزايد على اقتناء السلع وتخزينها خاصة الضرورية خوفا من نفاذها كان أبرز سلبيات جائحة كورونا والذى تسببت فى احتكار بعض التجار إلى السلع التى يتزايد الطلب عليها، ورغم الجهود التى بذلتها الحكومة لمواجهة ذلك وتوفير كافة السلع الضرورية إلا أن النهم الشرائى سيطر على الكثير.
"حواء" تطرح فى هذا التحقيق كيفية التعامل الإيجابى مع ثقافة الشراء خلال الموجة الثانية من أزمة كورونا لتحافظى على ميزانية أسرتك واقتصاد دولتك..
فى البداية تقول أميمة حسين، مدرسة: لقد تحول خوفنا من انتشار فيروس كوروناخلال الموجة الأولى مع فرض الحظر والمكوث فى المنزل لفترات طويلة إلى هلع من أن يحدث أى نقص فى السلع أو الأدوية,لكن اتضح لنا أن السلع مازالت متوفرة والأدوية كذلك وهو ما جعلنا لا نضطر إلى التخزين الزائد عن الحاجة مع رجوع انتشار الفيروس مرة أخرى.
وتقول سمر عبد الله،موظفة: تعاملنا مع الموجة الثانية لهذا الفيروس أصبح أكثر وعيا وحرصا على مصلحتنا جميعا خاصة فيما يخص حمى الشراء خشية نقص السلع، والحقيقة أن الدولة تحرص على توفير المنتجات بكافة أنواعها فى كل منافذ البيع وليس هناك نقص فى الأدوية وهو ما نحتاجه أيضا بشدة, لذلك لا داعى للتخزين وإحداث أزمة للآخرين.
أما سارة منير، موظفة علاقات عامة فتؤكد أن منافذ البيع التابعة للجهات الحكومية وفى مقدمتها القوات المسلحةنجحت فى توفير احتياجات الأسرة من خضراوات وسلع متنوعة، وتتساءل لماذا نخزن منتجات قد تفسد ولا نستفاد بها أو يؤدى سحبها من السوق بشكل مبالغ فيهإلى ارتفاع أسعارهاأو احتكارها من جانب بعض التجار؟
وتوضح سامية حمدى "ربة منزل"إنها تعلمت من التجربة الأولى لفيروس كورونا أن لدينا حكومة قوية تسعى دائما وخاصة فى وقت الأزمات إلى توفير السلع الأساسية للمواطن حتى لا يشعر بالحاجة أو القلق من نقص مستلزماته الأساسية.
ويوافقها الرأى محمود سيد، أعمال حرة ويقول:تراعى الحكومة المصرية احتياجات المواطن وتعلم خوفه من الأزمات مثل ما يحدث الآن مع فيروس كورونا وانتشاره, لكننا تعلمنا من التجربة الأولى أنه لا داعى للتخزين فكل ما يحتاجه المواطن والأسرة توفره منافذ البيع سواء فى المحلات التجارية أو التابعة للجيش والشرطة.
ويقول عمرو خليل، مهندس: فى ظل الانتشار المرعب لفيروس كورونا مرة ثانية هناك العديد من الأسر قد استغنت عن فكرة "التيك أواى" والوجبات الجاهزة واستبدالها بالطعام المنزلى وذلك لضمان وقاية أكثر وأيضا تحت بند توفير استهلاك المنتجات غير الضرورية.
تغيير نمط الاستهلاك
تنصح د. سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعى لجمعيات حماية المستهلك بضرورة تغيير أنماطنا الاستهلاكية وأن يكون لدينا مزيد من الوعى – خاصة فى الوقت الذى نعيشه من انتشار مخيف لفيروس كورونا – فى الحفاظ على استقرار السلع وأسعارها وإلا نشترى سلعا ليست ذات أهمية أو قيمة مايحدث أزمة أو قد تتلف المنتجات الزائدة عن الحاجة وبالتالى تكون الخسارة مضاعفة أو قد يتسبب البعض فى ارتفاع الأسعار بعد سحبها من السوق.
التعامل بحكمة
تقول د. هند فؤاد السيد، مدرس علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية:إن الموجة الأولى لفيروس كورونا تسببت فى حالة من القلق والخوف لدى جميع الأسر المصرية ولم يكن لدينا رؤية واضحة لما يحدث أو سوف يحدث لكن مع الموجة الثانية لانتشار هذا الفيروس استطعنا التعامل معها بشكل أكثر حكمة لأننا تعلمنا كيفية اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة لمواجهة الأزمة, كما أنهأصبح لدينا تعايش إيجابي مع الموجة الثانية للفيروس فلاداعى للسلوكيات السلبية مثل التخزين الهائل للسلع أو البضائع لأن الحكومة تحرص على توفيرها بشكل مستمر, فضلا عن توافر المستلزمات الطبية والدوائية التى يحتاجها المواطن حتى لا يشعر بالقلق أو الحاجة لشراء كميات هائلة منها فيتسبب فى أزمة لغيره نتيجة ارتفاع أسعار السلع التى تلقى إقبالا متزايدا.
جهود حكومية
يرى سيد خضر، الخبير الاقتصادىأن من أهم القرارات الإيجابية التى تتخذها الحكومة توفير السلع والاحتياجات اللازمة للمواطنين كافة وبأسعار معقولة وهو شىء نشكر عليه الحكومة لأنها تقف دائما بجانب المواطن خاصة فى وقت الأزمات من خلال توفير كافة السلع الغذائية والإستراتيجية والأدوية فى جميع المنافذ الخاصة بالدولة وبأسعار تناسب الجميع.
ساحة النقاش