كتبت: منار السيد

كان للعنصر النسائي فى الجهاز الشرطى منذ إلتحاقه به دورا بارزا حيث بدأت مشاركته بشكل رسمى عام 1984 بالتحاق أول دفعة من خريجات الجامعات بكلية الضباط المتخصصين بالأكاديمية للعمل فى بعض الجهات الأمنية..

فى السطور التالية نستعرض دور الشرطة النسائية لنشاركهن احتفالهن بعيد الشرطة المصرية التاسع والستين

37 عاما مرت على قبول أول دفعة من الفتيات بكلية الشرطة، حيث بدأت وزارة الداخلية بفتح أبوابها لالتحاق الفتيات بها في عام 1984 في عهد السيد اللواء دكتور عبد الكريم درويش رئيس أكاديمية الشرطة وعهد اللواء حسن أبو باشا وزير الداخلية لأول مرة في تاريخها، إلا أن الإقبال في البداية كان محدودًا من الفتيات على الالتحاق بأكاديمية الشرطة تأثرًا بالثقافة المجتمعية التي كانت تصنف العمل بالشرطة ضمن المهام التي لا تناسب الفتاة ثم تم وقف الالتحاق بأكاديمية الشرطة للفتيات، واستمرت فقط  في قبول الطبيبات والأخصائيات الاجتماعيات، ثم عاودت أكاديمية الشرطة عام1990 استقبال الفتيات من خريجات الجامعات المصرية من جديد، والطالبات اللاتي يتم قبولهن بكلية الضباط المتخصصين، وبعد 4 سنوات من الدراسة تخرجت أول دفعة من الضابطات للمرة الأولى في تاريخ الشرطة المصرية.

العنف ضد المرأة

مع إثبات العنصر النسائي كفاءته تم الاعتماد عليه في المرافق الشرطية التي تتعامل بشكل مباشر مع الجمهور، حتى تم إنشاء إدارة مكافحة جرائم العنف ضد المرأة  بقرار 2285 الصادر سنة 2013 لشهر مايو يتابعه العنصر الشرطي النسائي حتى لا تشعر الضحية بالحرج عند حديثها عن الواقعة وكان ذلك من أهم أسباب اختيار ضابطات لتمثيل هذه الإدارة، وفي 13 يناير 2017 تم ضم ذوي الاحتياجات الخاصة على الإدارة بقطاع حقوق الإنسان بوزارة الداخلية.

مواجهة الإرهاب

اعتمدت وزارة الداخلية خلال السنوات الماضية على عناصر الشرطة النسائية لمواجهة الإرهاب من خلال تأمين المرافق المهمة بالدولة وكان من أهم تلك المنشآت محطات المترو والقطارات، فبالرغم من اعتماد الوزارة على الأجهزة الحديثة لتأمين المحطات والقطارات من خلال أجهزة الكشف عن المعادن وأجهزة الإكس راى كان للشرطة النسائية دورا مهما جدا فى خطة الوزارة، حيث تم الاعتماد عليها فى تأمين المحطات والقطارات من خلال فحص السيدات المترددات على المحطات وتفتيشهن لمنع تسرب أى من عناصر الجماعات الإرهابية وسطهن لداخل المحطات.

الكوموندوز النسائي

تم تخريج أول دفعة من القوات الخاصة النسائية "الكوموندوز النسائي"والتى ضمت خريجات معهد معاونات الأمن اللائى تميزن بلياقتهن البدنية العالية وقدرتهن الفائقة، كما تم الاستعانة بالضابطات لتدريب الطالبات الجدد بالقسم في أكاديمية الشرطة، وجرائم العنف ضد المرأة لتتعامل الشرطة النسائية بشكل مباشر مع الجمهور، ولتساهم في عمليات التأمين بأماكن التجمعات ولجان الامتحانات وكافة الأماكن والقطاعات لحفظ الأمن والاستقرار.

الحماية المدنية

"مواجهة الكوارث والمشاركة فى عمليات الإطفاء"، هذا هو اسم أول فريق نسائي للحماية المدنية الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية حيث تم تشكيل فريق نسائى من 14 فتاة من خريجات معهد معاونى الأمن تقودهن ضابطة، لتستحدث الوزارة لأول مرة فى تاريخها فرق وطواقم الإطفاء النسائية.

رتبة لواء

على مدار سنوات من التحاق المرأة بالعمل الشرطي أثبتت نجاح وكفاءة وأنها على قدر كبير من المسئولية والتضحية من أجل الوطن، وتدرجت من رتبة ملازم أول واستطاعت أن تصل بجدارة إلى رتبة " اللواء".

نماذج وقيادات

- لواء عزة الجمل: هي أول سيدة تحصل على رتبة لواء، وهي خريجة الدفعة الثالثة من أكاديمية الشرطة عام 1986 والتي التحقت بها بعد تخرجها فى كلية الطب، حصلت على درجة الماجستير عام 1989 وعملت بعد التخرج بمستشفي العجوزة بقسم الأطفال، وهي أول ضابطة تحصل على نوط امتياز حيث حصلت عليه مرتين، الأول حين احتلت المركز الثاني على دفعتها عام 1986، والثانية عام 2008 حينما أنشأت قسم الأطفال وذوى الاحتياجات الخاصة والتخاطب بمستشفى مدينة نصر.

- لواء منال عاطف: مدير إدارة متابعة جرائم العنف ضد المرأة وذوى الاحتياجات الخاصة بقطاع حقوق الإنسان بوزارة الداخلية، عملت بمجال مكافحة جرائم الآداب العامة لمدة 25 عاما، ثم عملت بالمكافحة الدولية لإدارة النشاط الخارجي في الآداب، وفى عام 2013 تم إلحاقها بالعمل في إدارة متابعة جرائم العنف وعدد من ضابطات الطب النفسي لتقديم الدعم النفسي للضحايا.

- لواء حنان هجرس: واحدة من السيدات التي نالت تكريم قرينة الرئيس السيسي تقديرا لها على مجهوداتها في مجال العمل الإنساني الأمني، تدرجت فى المناصب حتى وصلت لرتبة عميد، وفى عام 2016 كرمها الرئيس عبدالفتاح السيسي لتميزها فى عملها وتم تعيينها مديرا لقطاع حقوق الإنسان بمديرية أمن القاهرة، وتعد أحد أكفأ الضابطات بوزارة الداخلية حيث أسهمت في حفظ الأمن ومنع التحرش بشوارع العاصمة أثناء فترة عملها بوحدة مكافحة العنف ضد المرأة.

- لواء  نشوى محمود: بدأت عملها بقطاع السجون وكان لها مزيد من النجاحات في تأمين احتفالات السيدات في الأعياد، والمناسبات وبداية العام الدراسي أمام المدارس، وهي الضابط التي ذاع صيتها بين نساء مصر ولقبت من رواد السوشيال ميديا بـ" قاهرة المتحرشين"،وتم  تكريمها من قبل سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال احتفالية عيد الشرطة الـ67 تقديرًا لمجهودات الشرطة النسائية في المجال الأمني.

- عميد منار مختار: بدأت حياتها الشرطية عام 1989 بالعمل في إدارة الرعاية اللاحقة، ثم انتقلت منها إلى مديرية أمن القاهرة، حيث تم إلحاقها بالعمل في حرس الجامعة وظلت فيها ثمانية عشر عاماً، حتى انتقلت للعمل بالإدارة العامة للتأمين والمعاشات لمدة خمس سنوات، ثم إدارة متابعة جرائم العنف ضد المرأة وحصلت على فرق متقدمة في التأهيل البدني واللياقة، واستخدام كافة أنواع الأسلحة، وتم تأهيلها لكل أنواع المطاردات، وملاحقة المتهمين والتعامل معهم مهما بلغت درجة إجرامهم.

- رائد مها ماهر: كرمها سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في العيد الـ 68 للشرطة المصرية، لما تتميز به من حسن الخلق وتقدير واحترام من الجميع أهلها للحصول على لقب "ضابطة الإنسانية".

شهيدات الوطن

لم تتوانَ المرأة المصرية في التضحية بنفسها للوطن حيث قدمت الشرطة المصرية شهيدات وكان آخرهن شهيدات تأمين الكنيسة المرقسية بالإسكندرية أثناء الاحتفالات بأعياد الميلاد، وهن:

- الشهيدة العريف أسماء إبراهيم: بنت قرية أبو منجوج التابعة لمركز شبراخيت بالبحيرة، والتي كانت تقف على بعد خطوات قليلة من العميدة نجوى الحجار أمام الباب الرئيسى لكنيسة المرقسية لتفتيش السيدات لدى دخولهن للكنيسة.

- العريف أمينة محمود رشدي: عاشت فى حى العطارين بالإسكندرية وهو الحى الذى أمنت فيه الكنيسة المرقسية واستشهدت به قبل عرسها بشهر لتصبح عروس الجنة، وأظهرت الكاميرات ظهورها بجوار الانتحارى قبل تفجير نفسه.

- العميدة نجوى الحجار: آمنت بدور المرأة المصرية فى خدمة الوطن فى وقت كانت الشرطة حكرًا على الرجال ولا تتناسب مع طبيعة الأنثى، لكنها التحقت بكلية الشرطة عام 1983 وتخرجت عام 1987 بعدما تشربت حب الوطن وتعلمت القوة والانضباط، عرفت بتفوقها ونبوغها وتدرجت فى المناصب حتى حصلت على رتبة عميد وانغرست فى عائلة وهبت حياتها للوطن حاوطتها من كل الأماكن بداية من شقيقها اللواء السابق صفوت الحجار، ثم زوجها اللواء عزت عبدالقادر مساعد مدير أمن البحيرة السابق، ووالدة النقيب الشهيد مهاب الذى راح وأعطاها لقب "أم الشهيد" قبل أن تنال شرف الشهادة.

المصدر: كتبت: منار السيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 430 مشاهدة
نشرت فى 28 يناير 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,833,386

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز