كتبت : هدى إسماعيل
أثارت السلالة الجديدة لفيروس كورونا الذعر والخوف في جميع أنحاء العالم خاصة بعدما حذر الأطباء من أن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالعدوى ونشر المرض وذلك بسبب قدرتها على اختراق الجسم والخلايا، فكيف يمكن حماية أبنائنا من الإصابة بالفيروس؟ وما الأسس الطبية التى نتعامل بها إذا أصيب أحدهم بالكورونا؟
تساؤلات عديدة نطرحها فى هذا التحقيق فى محاولة لتقديم نصائح تقى فلذات أكبادنا من هذا الخطر المميت.
البداية من منظمة الصحة العالمية التى نوهت إلى احتمالية إصابة الأطفال والمراهقين بعدوى كورونا، مشددة على أن إمكانية نشرهم للعدوى لا تختلف عن الفئات العمرية الأخرى، مشيرة إلى أن الأدلة المتاحة حتى اليوم إلى أن الأطفال واليافعين أقل عرضة للإصابة بمضاعفات المرض الوخيمة، ولكن لا يزال حدوث ذلك ممكناً وسط هذه الفئة العمرية.
ونصحت منظمة الصحة العالمية، أن يتبع الأطفال والمراهقون نفس الإرشادات عن الحجر الصحي الذاتي والعزل الذاتي إذا تعرضوا لخطر الإصابة بالعدوى أو إذا ظهرت عليهم أعراضها كما نصحت بشكل خاص أن يتجنب الأطفال مخالطة كبار السن والآخرين الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات المرض الوخيمة.
كما قام فريق من الباحثين في المملكة المتحدة بتسليط الضوء على أعراض شائعة تدل على إصابة الأطفال بفيروس كورونا المستجد، ووجد الباحثون أن الأطفال الذين أصيبوا بـ "كوفيد-19" يظهر عليهم في الغالب الأعراض المتعارف عليها، مثل التعب والصداع والحمى، بينما يصاب البعض أيضا بالسعال أو يفقدون حاسة التذوق أو الشم.
وقالت دراسة في بريطانيا إن نحو 70% من الأطفال المصابين بكورونا المستجد كوفيد 19 ليس لديهم أعراض، بينما في الكبار تصل النسبة إلى 40%، والأطفال يتكرر معهم الإصابة بالفيروسات التنفسية لذا فإن لديهم مناعة قوية وهذا يقلل إصابتهم بفيروس كورونا ولكن لا ينفيها كليا خاصة في الأطفال الذين لديهم حساسية على الصدر.
السلالة الجديدة
يقول د. مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة: مع ظهور الموجة الثانية لكورونا تزايدت أعداد المصابين من الأطفال بسبب السلالات الجديدة لفيروس كورونا التي تختلف عن سلالة ووهان الأصلية لفيروس كورونا الذى أصبح أسرع فى الانتشار وأقدر على التعامل مع مستقبلات الأطفال، علاوة على أن الأطفال كانوا أكثر بعدا عن الفيروس فى الموجة الأولى بسبب تعليق الدراسة، وعلى الرغم من ذلك فما زال الفيروس رحيماً بالأطفال مقارنة بالكبار، ففى الصين كان الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا يمثلون حوالي 8.5٪ من حالات الإصابة، مع عدد قليل نسبيًا من الوفيات مقارنة بالفئات العمرية الأخرى.
وتابع: تنتشر الموجة الثانية لفيروس كورونا بشكل أسرع من الموجة الأولى بين الأطفال لكن ليس بأعراض شديدة مقارنة بكبار السن ومع ذلك فأن وفيات الأطفال من الكورونا أقل بكثير من وفيات الكبار، ومع أن الأطفال والبالغين يصابون بأعراض متشابهة إلا أنها عادة ما تكون خفيفة والتى قد تشمل الحُمّى واحتقان أو سيلان الأنف والسعال والتهاب الحلق وضيق النَفَس والإرهاق والصداع وآلام العضلات والغثيان والقيء والإسهال وفقدان حاسة التذوق أو الشم بدرجات كبيرة وألم البطن والتهاب الملتحمة.
التهاب الأجهزة المتعدد
ربما تصيب عدوى كورونا لدى الأطفال ضعاف المناعة أو المصابين بأمراض مزمنة بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة والتي تصيب القلب والأوعية الدموية والكلى والجهاز الهضمي والدماغ والجلد والعينين، وتتمثل العلامات والأعراض الشائعة لمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال القيء والإسهال وألم المعدة والطفح الجلدي واحمرار العين واحمرار أو تورم الشفتين واللسان واليدين أو القدمين.
ويستطرد د. مجدى: كل الأطفال معرضون للإصابة بفيروس كورونا لكن نسبة الذين يعانون أعراض شديدة أقل بكثير من الفئات العمرية الأخرى وما يؤكد ذلك قلة عدد المحتجزين بالمستشفيات من الأطفال مقارنة بالبالغين وكبار السن.
مناعة مكتسبة
أما د. شريف عبدالعال، استشاري طب الأطفال بكلية الطب جامعة القاهرة فيقول: إن الأعراض التي يعانيها الأطفال جراء الإصابة بفيروس كورونا لا تختلف كثيرا عن التي يعانيها الكبار، كما أن نقص المناعة أو مرض السرطان أو وجود ثقب في القلب تؤدي إلى تفاقم أزمة الإصابة بالفيروس، وأنصح الأسر بعدم القلق الشديد حيال مرض الأطفال أو التعامل مع أى عرض على أنه كورونا فجميع الأطفال يعانون نزلات البرد خلال فصل الشتاء، لذا عند وجود أي أعراض أو صعوبة في التنفس أو ارتفاع فى درجة حرارة الجسم بشكل مستمر أنصح بإجراء التحاليل اللازمة.
عزل جزئي
يبعث د. أحمد السعداوي، استشاري الأطفال وحديثي الولادة رسالة طمأنة للأمهات قائلا: على الرغم من أنه لا أحد ينكر أن السلالة الجديدة لفيروس كورونا تهاجم الأطفال أكثر من الموجة الأولى ولكن ليس بقسوة كما يعتقد الكثير من الناس فما زالت أعداد الإصابات في الكبار ذات نسب عالية لذا نستطيع أن نقول أن السلالة الجديدة تضرب كل الأعمار ولأن الأطفال مخالطين بصورة مباشرة للكبار فمن السهل جدا نقل العدوي، لكن نسبة شفاء الأطفال من العدوي دون اللجوء إلى المستشفى كبيرة مع الأخذ في الاعتبار بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية فعلى سبيل المثال لا يتم عزل الطفل بشكل كلي عند الإصابة بل نكتفي بالعزل الجزئي مع الأم والتأكيد على التعامل بحذر والمتابعة الجيدة للأعراض والاهتمام بالتغذية وتناول العلاج الذى يوصفه الطبيب بانتظامك.
ويتابع: أغلب الأعراض التي تصيب الأطفال تكون في الجهاز الهضمي أو طفح جلدي، أما عن الأعمار التي تهاجمها كورونا أكثر من غيرها فمرحلة التعليم بها الكثير من الحركة والاحتكاك ما يسهل نقل العدوي خاصة أن الأطفال في هذه المرحلة من الصعب التحكم في نشاطهم وحركاتهم، أما حديثي الولادة وما قبل المدرسة فنسبة انتشار الفيروس بينهم قليلة نظرا لبقائهم بالمنازل معظم الوقت.
ساحة النقاش