كتبت : سكينة السادات
حكيت لك الأسبوع الماضي طرفا من حكاية قارئتي سوسن (33 سنة) وهي لم تتزوج بعد رغم أنها الابنة الوحيدة لوالدها التاجر، ولها اثنان من الإخوة الذكور يكبرانها سنوات كثيرة، تقول إن الحياة كانت ميسرة وسهلة فقد كان لوالدها وعمها الذي يصغره بعدة سنوات تجارة رائجة تدر على الأسرتين ربحا وفيراً، وكان أخواها قد تخرجا وتزوجا وبقيت وحدها مع الأسرة، وكانت قد تخرجت في كلية الحقوق وعينت في وزارة العدل، ثم نالت الأحداث التي مرت بها مصر قبل سنوات من تجارة والدها وتدهورت أحوالهما المالية بعد أن تعثرت تجارتهما مثل عشرات التجار والشركات التي أغلقت بعد أحداث يناير وتراكمت الضرائب والديون ولم يكن هناك أي حل سوى بيع المتجر، وتأثر والد سوسن صحيا وفارق الحياة بعد نوبة قلبية مفاجئة، ومرضت والدتها ولم يكن هناك مخرج سوى أن تتولى سوسن رعاية أمها والإنفاق على البيت من راتبها الحكومي الضئيل، وصارت هي المسئولة عن كل شي إذ كان أخواها قد تزوجا وأصبح لكل منهما بيت وزوجة وأولاد وراتب لا يكفي حتى الضروريات!
وقالت الابنة سوسن: إن العرسان كانوا يتوالون عليها قبل وفاة والدها وإغلاق تجارته لكنها لم تجد فيهم من يغريها على قبوله فضلاً عن مسئوليتها عن والدتها، ثم توالت السنين ولم يتقدم لها أحد حتى كان الشهر الماضي عندما تقدم لها عريس تضاربت الآراء حول ظروفه.
*********
واستطردت قارتي سوسن.. سوف أحكي لك يا سيدتي ظروف هذا العريس من أقرباء زوجة أخي الكبير، وكان في يوم من الأيام كان نجما مشهوراً في عالم كرة القدم وهو في الخمسينات من العمر ويشغل وظيفة حكومية في وزارة الشباب والرياضة وكل ما حصل عليه من شهادات دراسة لا يزيد عن دبلوم تجارة لا أكثر ولا أقل، وكانت له تجربة زواج سابقة وله ابنة واحدة من تلك الزيجة تعيش مع أمها المطلقة، أما حالته المالية فهي ميسورة وعندة شقة كاملة المفروشات والأثاث، وقال لأخي الكبير أنه يريدني بحقيبة ملابسي فقط لأنه يعرف الظروف التي حدثت لنا، وقال له أيضاً إنه يوافق على أن تعيش أمي معنا في بيتنا أو في بيتها إن أرادت ذلك، وأنه يهدف إلى الاستقرار وبناء أسرة سعيدة ولذا فقد اختارني لكي أكون زوجته المقبلة!
ثم قالت الابنة سوسن إنه من حيث الشكل يعتبر وسيما ويبدر أصغر من سنه الحقيقي ولا أحد يعرف عن مؤهله الدراسي، وأنه حاصل على دبلوم تجارة فقط بينما كنت أنا مرشحة لكي أكون معيدة بكلية الحقوق لولا أن سبقتني ابنة أحد أساتذة الكلية بدرجتين فقط، السؤال الذي أوجهه إليك اليوم يا سيدتي هل أقبله قبل أن يفوتني قطار الزواج وقبل أن يصبح موضوع الإنجاب بالنسبة لي أمرا صعبا وأنا أعرف أن الإنجاب للمرأة بعد سن الخامسة والثلاثين يصبح صعباً؟ وعلى فكرة هو خفيف الدم ومتحدث لبق ووسيم وأمي تقول لي إن الأمر يرجع إلى قراري أنا ودرجة قبولي له لكنها موافقة مبدئيا عليه إذا رغبت في الزواج منه؟ ماذا تقولين في هذا الموضوع بصراحة تامة؟
******
أقول ما قالته السيدة الفاضلة والدتك بالضبط إذا أحسست أنك تريدينه زوجا بكل ظروفه فإنني أنصحك بأن تعطيه فرصة للتفاهم معك وبحث أسباب طلاقه من زوجته، فإذا شعرت أنه جاد وراغب في بناء حياة أسرية دائمة وموقفة أيضا لا تتعجلي اختبريه في شئون الحياة وأسألوا عنه وعن سمعته بين الناس فإن حاز قبولك فلا بأس من أن تتزوجيه، واعلمي أن المثل القائل "قاعدة الخزانة ولا جوازة الندامة" صحيح، لأن الزيجة التي على أسس غير قوية تنتهي بالفشل والإضرار والنكد لباقي العمر، أسأل الله أن يرشدك إلى سواء السبيل
ساحة النقاش