إشراف: منار السيد - أميرة إسماعيل - هايدى زكى
تصوير : جلال المسرى
من داخل المعارض المعنية بالمنتجات اليدوية تتجه الأنظار إلى منتجات الخزف والفخار التي تجذب انتباه الحضور بهويتها المصرية الأصيلة، و حتى نكشف عن أسرارها اقتربنا من يسرية عبد الرحمن صاحبة خبرة ال 20 عاما ومدربة أجيال من النساء والرجال والمصريين والأجانب على هذه المنتجات، وقد شاركت فى العديد من المعارض الدولية ومثلت مصر خلالها كما نتعرف على أسرار كل هذا منها..
تقول: بدايتى تختلف عن الآخرين فأنا لم أبدأ بصناعة الخزف والفخار لكننى اشتغلت فى مجال التسويق الذى أعتبره أهم عنصر فى بداية كل مشروع ناجح، والآن من خلال مركز التدريب الخاص بى منذ عام 2006 لتعليم الأعمال اليدوية أعلم الفتيات والشباب كيفية تسويق منتجاتهم والآن اختلف الأمر عن الأعوام الماضية.
وكيف اختلف الأمر وما الآليات الحديثة لتسويق المنتجات؟
كنا فى الماضى نسعى لتسويق منتجاتنا بأنفسنا حيث إنه لا يوجد منافذ متعددة للبيع ونتجول فى كل الأماكن ونحاول إقناع التجار، أما الآن فلجأنا إلى اتباع آلية جديدة وهي "التسويق الإلكتروني" وهو عن طريق عرض المنتجات على صفحات الإنترنت لجذب المستهلكين والمطالبة بشرائها خاصة وأن التسويق الإلكتروني هو الأكثر تفاعلا بسبب عرض المنتج على صفحات متعددة ليجول حول العالم مما يسهل عملية الرواج والشراء، إلى جانب الدور القوى والداعم الذى تلعبه وزارة التضامن فى دعم أصحاب الحرف اليدوية من خلال المعارض التى تعلن عنها إلى جانب القروض الميسرة بفائدة مخفضة لأصحاب المشروعات الصغيرة وأصبحت فرصة للكثير لبداية مشروعات كثيرة وتحقيق أرباح بجهود ذاتية.
وكيف بدأت علاقتك بفن الخزف؟
فى البداية تعلمت الرسم على الورق البردى فكنت أقوم بشراء 100 ورقة بردى وأرسم عليها وأبيعها وعندما حققت أرباحا قمت بزيادة عدد الورق إلى 200 ثم 300 واستعنت بأصدقائي فى الدراسة وجيرانى فى تلوين رسوماتى على الورق البردى، ثم عملت فى مجال والدى فى أعمال الخشب والفحم وبدأت تسويقه للفنادق وعملت فى السياحة وكنت أبيع مشغولاتي وأسوق لها بجانب شغل والدى.
ومنذ متى فكرت في صناعة الخزف وعدم شرائه؟
عندما وجدت الفخار والخزف ومدى انجذاب السائحين له تعلمت صناعته، فاتجهت لتسويقه وكنت اشترى الخزف وأتجول فى القاهرة وشارع المعز وأشترى منتجاتى واجمعها وأبيعها فى الفنادق وغيرها، ومن هنا تولدت الفكرة بداخلي وذهبت إلى القاهرة وسمنود والصعيد والفيوم لأتعلم صناعة الخزف، وفكرت لماذا لا أصنع أنا هذا الخزف بدل شرائه وأقوم ببيعه، وبالفعل تعلمت صناعة الخزف وأتقنتها بجانب موهبة الرسم لدى فصنعت قطعا مميزة ونجحت فى بيعها فى مناطق متفرقة منها الفنادق إلى جانب ما زالت أشجع التجار الآخرين الذين كنت أشترى منهم قبل أن أبدأ التصنيع لأننى ما زالت مصدر رزق لهم وأقوم بالتسويق بمنتجاتى الخاصه ومنتجاتهم.
ومن أين جاءت فكرة إقامة مركز تعليمى للحرف اليدوية؟
عندما أدركت مدى أهمية تعليم الآخرين مهنة يستفيدون بها ويفيدون الآخرين وهناك العديد من الموهوبين لديهم موهبة ويحتاجون للدعم والتعليم فأقمت المركز.
وما المعارض الدولية التي شاركت فيها بأعمالك؟
شاركت فى العديد من المعارض الدولية وخاصة إيطاليا أكثر من مرة، والمعارض المحلية كديارنا وتراثنا، إلى جانب المعارض الخاصة فى شرم الشيخ والغردقة والدولية أيضا التى أحضرها كفرنسا والبحرين وأقوم بالتسويق بشكل جيد فى الخارج فلدى بضائع فى فرنسا وغيرها وأحضر نفسى للتسويق بشكل أكبر فى الدول العربية والأوروبية الآن.
وهل الخامات المطلوبة لصناعة الفخار والخزف متوفرة؟
للأسف تحتاج الخامات الموجودة إلى تحسن كبير فيوجد بها الكثير من العيوب ونبذل قصارى جهدنا فى تحقيق النتيجة المطلوبة بأفضل نتائج لأن لا يوجد مصانع مهتمة بهذه الخامات رغم أن لدينا تربة غنية وخامات حلوة ولكن غير مستغلة تحتاج إلى مصانع ومعامل لتحليلها والوصول بها للنتيجة المطلوبة فخامات الخزف والسيراميك ما زلنا حتى الآن نستوردها لابد من صناعتها بدل استيرادها علينا الاهتمام بهذه الصناعة لأنها مربحة وتحقق الكثير من الأرباح.
وما نصيحتك لأصحاب المهن الحرفية التراثية التي تساعدهم على الحفاظ عليها والتطوير من أنفسهم؟
أهم نصيحة أريد أن أوجهها لهم هي أن يبدأوا على الطريق الصحيح من خلال حب عملهم وما ينتجون حتى ينجحوا فيه، وأن يعلموا أن هناك بعض العقبات والمشكلات التى ستواجههم ولكنهم يمكنهم التغلب عليها والإستمرار، هذا بجانب ضرورة إهتمامهم بالأخرين وتدريبهم طوال رحلة عملهم، مع الأخذ فى الإعتبار أن حرفتنا هذه تعبر عن هويتنا الوطنية وبالتالي فإن الحفاظ عليها حفاظ علي هذه الهوية.
ساحة النقاش