بقلم : د. هالة يسرى
سبحان من أودع فى قلوب الناس مشاعر الحب والعطف والحنان والمؤازرة، سبحان من أنزل فى قلب رجل حب امرأة والعكس، سبحان من حبا العالمين بالعقل زينة الإنسان وميزه به عن سائر المخلوقات، ليكون موجها لاختيار الشريك الأجدر بالحب والأكثر استحقاقا لحلاوته وطلاوته.
فيبدأ الحب بنظرة، فابتسامة، فموعد ولقاء وزواج سعيا لإعمار الأرض، ونشر كل المعانى الجميلة من محبة وعطاء وتفان وتضحية وإنكار للذات فى مقابل بناء أسرة سعيدة.
وطالعتنا الدراما المصرية خلال عقود مضت على نوع رائع من الحب العذرى والرومانسى، يذيب المشاعر شوقا للحبيب، ويرتقى بالنفس، ويهيم الحبيب عشقا ويحلق فى عنان السماء، ولكن فى هذه الأيام يتعرض الحب وخاصة بين صفوف الشباب إلى ظواهر سطحية وحسية العلاقات، فكل يوم هناك حبيب جديد، وكل يوم مظاهر وأحداث غير مرغوبة لا تنتمى إلى مجتمعنا المصرى، فهى الأقرب للمجتمعات الغربية، ومع تطور هذه الأنواع من العلاقات إلى مزيد من النهج الحسى فقدت علاقة الحب الكثير من الشكل والمضمون السوى، فلا أصبح الحب حبا، ولا أصبح الاستمتاع به استمتاعا، فالحب يجب أن يقوم على قواعد خرسانية من الاحترام والمشاركة والعلاقات التبادلية من الأخذ والعطاء.
أما الأكبر سنا، فهناك انطباع خاطئ أن الحب بعد سنوات الزواج الطويلة يأخذ أشكالا جديدة ليس بينها الرومانسية، ولا التعبير اللفظى والفعلى عن المشاعر الطيبة، فتنازل الطرفان وخاصة الرجل عن رعاية شجرة حبهما أمام عثرات الزمن مع محاولات إلقاء استمرار حالة الإهمال على شماعة جسامة المسئوليات، وتحول الحب وما تبقى منه إلى ما يطلق عليه العشرة، فنضبت رومانسية الحب، وضعفت جذوة المشاعر، وبالتأكيد كل هذا لا يثمن ولا يشفى من جوع.
وفى عيد الحب، ومع استمرار حاجة الرجل والمرأة لإشباع حالة الحب والعطف والحنان وكافة المشاعر الدافئة فى كل الأعمار وحتى يصل الإنسان إلى سن الكهولة، يجب أن يستمر هذا الحب بقوة وعمق فى حياتنا، وعلينا بالعناية والرعاية وبذل الجهد حتى نكسب الشريك ونستثمر فى علاقتنا الطيبة، ونحيا أصحاء النفس والبدن، وتغمر السعادة حياتنا وحياة من حولنا.
ساحة النقاش