كتبت : سكينة السادات

يا بنت بلدي هل يجب أن تحاسب الزوجة زوجها على سوء إدارته لتحويشة العمر؟ خاصة إذا كانت الزوجة قد ساهمت فيها بقرابة النصف! بمعنى أنها باعت مجوهراتها وعقاراتها وأضافت أثمانها لكل مدخراتها وأعطت كل شىء لزوجها عندما طلب منها ذلك بحجة استثمارها فى مشروع كبير ومضمون؟ وهل يجب أن تصدق بقول زوجها من أنه أمر خارج عن إرادته بفعل ظروف طارئة أصابت كل الأعمال فى العالم كله وليس فى مصر وحدها؟ وماذا تفعل وقد كانت تتمنى أن يستفيد أولادها من هذه المبالغ وأن تستريح ماليا بعد طوال كفاح.. إليك الحكاية منذ البداية!

***

قالت لى السيدة حنان (63 سنة) أبدأ لك بأسرتى: فقد نشأت فى أسرة كبيرة العدد فقد كان لى من الإخوة الذكور والإناث ستة، ثلاث بنات وثلاثة ذكور، وتمكن أبى وأمى بفضل الله وحسن تدبيرهما للأمور من إتاحة الفرصة لى ولكل إخوتى ذكورا وإناثاً لكى نحصل على التعليم الجامعى ونأخذ شهادات عالية، فكان من بين إخوتى الضابط والمهندس والمعيدة بالجامعة والطبيب، هذا برغم أن والدى كان موظفاً بأحد دواوين الحكومة وأمى ربة بيت متفرغة لبيتها وزوجها وأولادها وبفضلها ظل بيتنا مستورا نظيفاً جميلا لا ينقصه شيء ويتسم بالسعادة والهدوء وقبل كل شىء الالتزام والتدين والمحافظة على التقاليد والقوانين الأسرية، فمثلا لم أر أى من إخوتى الكبار يرفع صوته فى المنزل أو يدخن سيجارة فى حضور أبى، ولم أسمع صوتاً من أى مخلوق فى البيت ساعة قيلولة أبى الذى يعود من عمله فى تمام الساعة الثالثة بعد الظهر حيث تكون أمى قد فرغت من إعداد طعام الغداء وتهيئة مائدة السفرة لكى نتناول جميعاً طعام الغذاء بحضور أبى وأمى ثم نقوم جميعاً لأداء صلاة العصر ثم يتوجه أبى إلى فراشه لكى يرتاح لمدة ساعتين ثم ينهض لأداء صلاة المغرب والخروج لمدة ساعة أو ساعتين ثم العودة لأداء صلاة العشاء والجلوس بعض الوقت لمشاهدة التلفزيون ثم النوم (البدرى) لكى ننهض لأداء صلاة الفجر وتناول الشاى والإفطار والذهاب إلى المدارس أو الجامعات أو الأعمال بعد التخرج!

حياة قومية ملتزمة محترمة تعودناها، وآتى إلى مسيرتى أنا فقد درست بكلية التجارة وتفوقت وتخرجت وكان من حسن حظى أن كان أحد بنوك الدولة قد أعلن عن حاجته لوظائف وتقدمت ونجحت وساعدنى تفوقى فى شهادة التخرج على سرعة التعيين فى أحد الفروع القريبة من منزل الأسرة، وربما بفضل تعليمات أبى وأمى نال إخوتى جميعا والحمد لله رب العالمين نفس الحظ الحسن فعينوا فى مناصب محترمة ونجحوا فى أعمالهم ونجحوا فى حياتهم العائلية!

***

واستطردت السيدة حنان.. باختصار يا سيدتى لم تكن تربيتى ومنهاج حياتنا كما بينته لك يسمح لى بأن أسمح لنفسى بأن ارتبط بأية روابط عاطفية بل كانت كل علاقاتى وأنا فى الجامعة عبارة عن زمالات محترمة فى حدود ما تسمح به أخلاقياتنا التى تربينا عليها، وتقدم لى الكثير من العرسان كان فيهم زميل يكبرنى بثلاث سنوات يعمل فى بنك آخر غير البنك الذى أعمل به وكانت تربطنا بأسرته صداقة قديمة ولم يكن به ما يعيبه، ووافقت على الزواج منه بشرط ألا يمنعنى من العمل، ووافق وتزوجنا وعشنا حياة أعتبرها موفقة فلم يكن هناك ما يخص حياتنا سوى المشاكل اليومية وصعوبة مسئوليات الأولاد الثلاثة الذين رزقنا المولى الكريم بهم، وكنت أستعين بوالدتى ووالدى فى رعاية أبنائى أحيانا، وأقر أن حياتى مع زوجى كانت هادئة وموفقة فلم يكن عصبياً أو عدوانياً بل كان له صفات كثيرة قريبة من والدى مثل الالتزام والتدين ورعاية الأبناء.

***

واستطردت السيدة حنان.. ومرت السنوات وتخرج الأبناء وتزوجوا زيجات مناسبة وأحيل زوجى على المعاش بعد بلوغه السن القانونية وبدأ البحث عن عمل يشغله فهو لم يتعود الجلوس فى المنزل وخرجت أنا الأخرى إلى معاش مبكر حتى لا أجرح مشاعره وحصلنا أنا وهو على مكافأة نهاية العمل كبيرة وفوجئت به يطلب منى طلباً غريباً.

الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية!

 

المصدر: كتبت : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 285 مشاهدة
نشرت فى 5 مارس 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,461,395

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز