كتبت: هايدي زكي

الغيرة نار تقضي على الأخضر واليابس لكن للأسف نجدها كثيرا بين الأصدقاء أو العائلة وأيضا فى العمل.. فما سبل النجاة من مخاطرها وكيف نستطيع التغلب عليها؟ هذا ما سنعرفه مع د. اعتماد خليل، أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث.

 تقول د. اعتماد: تعد الغيرة شعور طبيعي جدا وهي نوعان إما سلبية أو إيجابية، فهى سبيل لتحفيز البعض ويمكن لجميع الناس أن يشعروا بها لكن عندما تتجاوز الحد الطبيعى تتحول إلى أمر خطير يصعب استيعابه من قبل الآخرين ويدمر أى علاقة.

وتضيف.. إذا تحدثنا عن سلبياتها نجد سببها الشعور بالنقص وضعف الشخصية ويولد بقصد أو بدون وموجود لدى البنات والأولاد نتيجة تراكمات عديدة منذ الصغر وتظهر فى الطفولة المبكرة وهى نتيجة تربية وتنشئة خاطئة بها الكثير من الأهمال والقسوة والتقليل من الفرد ونقص الرعاية والحب والحنان، ومن هنا يتم رسم البداية والملامح للشخصية الغيورة وتتطور مع الكبر وقد تنتهى بالحقد على الآخرين وتتحول إلى الإحباط والفشل الدائم وعدم الشعور بالنجاح والرضا ومحاولة تقليد الآخرين والبحث عن الصورة المثالية المزيفة وعدم الاعتقاد بأن كل شخص له ظروفه وإمكانياته وقدراته، وقد يتحول الأمر إلى صورة مرضية، وهذه الشخصية تصرفاتها واضحة ولها علامات محددة يمكن معرفتها بسهولة وتتمثل في أن صاحابها يحاول دائما إيذاء مشاعرك وكرامتك والتقليل من مجهودك  ونجاحك وانتقاد تصرفاتك أمام الآخرين بسخرية، لا يحب الخروج والتنزة معك لأن وجودك يسبب له اضطرابات نفسية ويشعره بالفشل، ويعلق نجاحك دائما على الحظ وليس بسبب التعب والمجهود ويسعى لإحباطك ويحاول دائما وقوعك  فى مشاكل وصعوبات ويستمتع بذلك، فالشخصية الغيورة تتسم بالحقد والأنانية والشك وقد يصل الأمر إلى الكثير من المشاكل والمخاطر.

التعامل بحذر

أما عن طريقة التعامل مع الشخص الغيور فتقول: أحيانا كثيرا علينا التعامل مع هولاء الأشخاص لذلك علينا الحذر والتحدث معهم ومعرفة بشكل غير مباشر أسباب الغيرة ومحاولة التوصل لطريقة للتعامل معهم، كما يجب محاولة عدم إظهار نجاحاتك ومهاراتك وحياتك الشخصية أمام الآخرين حتى لا تتولد الغيرة وتكون أنت السبب فيها لأنها مع الوقت قد تتحول إلى علاقة حقد وأيضا لابد عند اكتشاف هذا الشخص الغيورالتفكير بشكل جيد فى هذه العلاقة معه وهل تستحق أن تتحمل الأذى من أجلها أم تنسحب بأقل الأضرار.