الملف إعداد : إيمان عبد الرحمن - محمد عبدالعال - أمانى ربيع - هدى إسماعيل

 

"الضرة مرة ولو كانت جرة" مثل شعبى يعكس رفض المرأة لدخول أخرى إلى حياتها الزوجية، ورغم عدم قبول أى امرأة للضرة إلا أن البعض تضطرهن الظروف إلى القبول بالواقع خوفا على مستقبل الأبناء وحفاظا على الأسرة وهروبا من لقب مطلقة، فهل الاستمرار فى الزواج مع وجود الزوجة الثانية الاختيار الأمثل لمصلحة الأسرة أم أن الانفصال هو الحل المناسب لحفظ كرامة المرأة؟

البداية مع رانيا علي، أم لأربعة أبناء وتقول: أولادي في مراحل تعليمية مختلفة، وأنا امرأة عاملة لكننى لن أستطيع الالتزام بكافة مطالبهم، لذا عندما أبلغني زوجي بأنه سيتزوج من امرأة أخرى أعطاني حرية الاختيار بين الاستمرار أو الطلاق وكان الاستمرار هو الحل الأفضل من أجل أبنائي بالإضافة إلى المطالب المادية، فالأبناء في مرحلة المراهقة يحتاجون إلى رعاية الأب حتى إذا كان نصف وقته.

وتروي سعاد عبداللطيف، ربة منزل تجربتها كزوجة أولى تزوج عليها زوجها قائلة: ما زلت أحافظ على ما تبقى من أسرتي، فالرجل لا يستطيع أن يتحمل مسئولية بيتين في آن واحد بما يتطلباه من نفقة واهتمام بشئون الأسرة، مشيرة إلى أن الرجل يعتقد أنه قادر على تحمل النفقة المضاعفة بعد زواجه الثاني لكنه سرعان ما يكتشف أن متطلبات أسرتيه تتضاعف ما يجعله يجحف حق الأسرة الأولى غالبا، مضيفة أن هذا يولد لديه شعورا بالعجز عن الوفاء بمسئولياته كما يعتقد أن الزوجة الأولى تنال أكثر من حقها، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل طلب مني زوجي أن أبحث عن فرصة عمل لأساعده بعدما اكتشف أن توقعاته في التوفيق في النفقة على زوجتيه قد خابت.

أما ليلى عثمان، موظفة فتقول: تزوجت حتى لا أحصل على لقب عانس وأرفض الطلاق أيضا بسبب لقب مطلقة، الواقع أمر مرير فعندما علمت بالزواج الثاني لزوجي صدفة واجهته لكنه رفض طلاقي والانفصال عن الثانية على الرغم من أنني لم أكن جادة في طلب الطلاق لكن حفاظا على ماء وجهى، وبالفعل استمر في زواجه من الثانية، ولأن أولادى في مرحلة عمرية صغيرة آثرت الاستمرار معه والقبول بالوضع القائم حتى لا تتأثر نفسيتهم بانفصالنا.

التضحية السلبية

تعلق د. ريهام عبدالرحمن، خبيرة العلاقات الأسرية والتنمية الذاتية على أسباب قبول المرأة الاستمرار مع رجل فضل عليها امرأة أخرى قائلة: هناك أسباب كثيرة تجعل الرجل يلجأ للزواج الثاني يأتي الإهمال في مقدمة هذه الأسباب وإهمال الزواج ليس طعام وشراب ومنزل بل حب واهتمام خاص والسبب الثاني الاهتمام الزائد فدائما هناك شعره غير ظاهرة بين الاهتمام الصحي وغير الصحي وهو ما يجعل الرجل يشعر بالحصار وأنه تحت المراقبة طوال الوقت وأنه دائما في موقع اتهام حتى لو لم يكن هو في الأساس متهم، والسبب الشائع هو الزواج لمجرد الزواج وتكون الضحية هنا هي الزوجة الثانية لأن الزوج يصور نفسه كالحمل الوديع.

وتتابع: تخاف المرأة بشكل عام في المجتمع الشرقي من لقب مطلقة بالإضافة إلى خوفها على أبنائها من عدم الاستقرار الأسرى والمادي والاجتماعي الذي يصاحب الطلاق وفي أوقات كثيرة تكون هذه التضحية سلبية، لكن استمرار الزواج مع عدم احترام للطرفين ووجود خلافات ومشاحنات أو أن الزوج بخيل أو نرجسي تؤثر سلبا على الصحة النفسية للأبناء وهو ما يعد خطأ كارثيا يقع فيه الطرفان، وهناك بعض الزوجات تستمر في الزواج مع وجود الزوجة الثانية لمجرد العند فقط وخوفاً من سيطرتها على الزوج وسواء أكان هناك أبناء أم لا فالانفصال مع وجود احترام متبادل أفضل بكثير من الاستمرار في زواج ليس فيه إلا المشكلات والمشاحنات.

تدمير الأبناء

تقول د. فطوم حسن، خبيرة سلوكيات وتربية الأطفال: الزواج الثاني شبح يهدد الكيان الأسري فقد شرع الله تعدد الزوجات وفق شروط خاصة كأن تكون الزوجة مقصرة في حقوق الزوج الشرعية أو في تربية أولادها وإهمالها لهم أو كانت تعاني من مرض ما، لكنه أباح ذلك بشروط أهمها العدل وبما أن أغلب الأزواج لا يلتزموا به فقد أمر الله سبحانه وتعالى بالاكتفاء بواحدة فقط، وهناك بعض الأزواج والزوجات يستخدمون الأولاد في الصراع والمشاحنات فيما بينهم وهنا نوجه رسالة للأب والأم لابد من القيام بواجباتهما تجاه أطفالهما وأن يتعاملا مع المواقف بحكمة وعدل وعقلانية حتى نحمي أطفالنا من شبح الاضطرابات النفسية القاسية التي سيتعرضون لها، مع التأكيد دائما على استمرار تواجد الأب في بيت الزوجية الأول أو الثاني ورؤية الأطفال له دائما ومتابعته لهم وعدم حرمانهم من اهتمامه ورعايته وحبه.

هدم الأسرة

تقول د. سوسن فايد أستاذ علم الاجتماع في بعض الحالات تكون الزوجة الثانية السبب في هدم الأسرة، فالكثير من الزيجات تنشأ بشكل خاطئ منذ البداية كأن لا يكون الزوج ميسور الحال وبالتالي تكون الزوجة الأولى وأبنائها في مهب الريح ودائما يكون التقصير من نصيبهم، لذا يجب أن يكون للرجل أسباب منطقية وشرعية للبحث عن زوجة ثانية، إلا أن معظم من يقدم على الزواج الثانى لا يضع في اعتباره هذه الأسباب لكنه يكون رضاء لرغبته، وقد دفع تعدد الثقافات الكثيرين إلى الزواج بجنسيات أخرى من خارج مجتمعهم وهو أمر أصبح شائع في السنوات الأخيرة، لذا قبل الإقدام على خطوة الزواج الثاني على الرجل أن ينظر أولا إلى أبنائه فما يزرعه اليوم يحصده غداً بالإضافة إلى الالتزام بالضوابط الشرعية المحدد للتعدد مع الحفاظ على حقوق الزوجة الأولى.

المصدر: الملف إعداد : إيمان عبد الرحمن - محمد عبدالعال - أمانى ربيع - هدى إسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 700 مشاهدة
نشرت فى 1 إبريل 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,026,357

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز