الملف إعداد : إيمان عبد الرحمن - محمد عبدالعال - أمانى ربيع - هدى إسماعيل
"غالبا ما ينظر إلى الزوجة الثانية على أنها "خطافة رجالة"، ومن أجل مصالحها دمرت استقرار أسرة، وآخرون يرون أن الرجل ليس طفلا ولا يضحك عليه أبدا، وارتباطه بأخرى يكون بكامل إرادته وهو من سعى وراءها، ولأن العلاقات الإنسانية عموما لا يمكن قياس تجربة على أخرى فكل علاقة هي نموذج مستقل بحد ذاته، لذلك فتحنا النقاش حول هل الزوجة الثانية ظالمة أم مظلومة؟
في التحقيق التالي تستعرض "حواء" بعض التجارب كما تتحدث على خبراء علم الاجتماع والنفس والعلاقات الأسرية لبحث مشكلة الزوجة الثانية..
في البداية ترفض هـناء عادل، موظفة حبس الزوجة الثانية في دور الشرير وتقول: أنا زوجة ثانية، كان زوجي زميلي في العمل ويعيش حياة سعيدة، لكن بسبب خطأ طبي أصيبت زوجته بشلل كامل، ولديه طفلين، ظل عاما كاملا دون زواج لكنه لم يستطع تحمل مسئولية الأطفال والمنزل فعرض علي الزواج وأنا كنت مطلقة بسبب عدم الإنجاب، اعتبرت أن زواجي منه فرصة لأنه سيكون لدي أطفال واعتبرتهم أولادي حقا خاصة وأنهم في سن صغيرة، نعيش جميعا في نفس المنزل لأنه واسع والزوجة الأولى تعتني بها ممرضة لأنها بحاجة لرعاية خاصة، وجميعنا سعداء والأطفال وجدوا أما جديدة تعتني بهم وتهتم بأمورهم ودروسهم.
أما سمية محمود، محاسبة فتقول: تزوجني بسبب خلافاته المستمرة مع زوجته واشترط عليّ عدم الإنجاب، لأنه لن يستطيع الإنفاق على أكثر من 3 أطفال، ولأنني أحبه وأشفقت على ظروفه وافقت، واكتشفت بعد ذلك أن زوجته امرأة طيبة لكنه مل منها بسبب تغير شكلها مع الحمل وكثرة المسئوليات، وأنا الآن محرومة من الأطفال كما أنني زوجة في السر لا يخرج معي ولا نظهر في أماكن عامة، لكنني احبه وفي نفس الوقت أشعر بحنين للأمومة لذا أفكر في الإنجاب بغض النظر عن العواقب.
ويقول محمد صادق، مهندس: تزوجت للمرة الثانية لأنني لم أتزوج عن الحب، لم أصارح الأولى خوفا على مشاعرها وعلاقتي بأولادي، واتفقت مع الثانية على ذلك، اخترتها لا تنجب خوفا من المشكلات واكتشفت أنها خدعتني وأنها حامل بالفعل وعندما واجهتها قالت إنها إن لم تحتفظ بالطفل ستخبر زوجتي، رضخت للأمر الواقع وأنا حاليا نادم كنت أبحث عن الراحة لكننى أوقعت نفسي في المتاعب.
أما جميلة السيد، ربة منزل فتقول: تزوجني لأن زوجته لا تنجب رغم أنه يحبها، لكن إلحاح العائلة جعله يتزوج خاصة وأنه عائلة غنية تريد وريثا، تزوجت به بسبب ظروف أهلي السيئة وعدني بتغيير حياتنا للأحسن وأوفى، اهتم بي وقت الحمل كثيرا حتى تصورت أنه يحبني، لكنني فوجئت بعد الإنجاب أن كل ما يهمه ابننا، وأنا درجة ثانية، وبعد ما فطمت الولد، أصبح يأخذه بشكل مستمر عند زوجته الأولى أنا أشعر أن حقي مهضوم، ولا أستطيع أن أقوم برد فعل لأن أهلي قليلو الحيلة وأنا تعودت على الحياة السهلة والمستوى المعيشي العالي.
بينما تزوج عادل لبيب، مصمم جرافيك بأخرى بحثا عن الراحة واستعادته شبابه، ويقول: اخترت زوجتي الجديدة لا تعمل كي تهتم بي لأن الأولى كل اهتمامها للبيت والأولاد حتى أصبحت عصبيا في المنزل، بعد زواجي صرت أهدأ، فالثانية تنظم لي أوقاتي وجعلتني أفضل مع أسرتي وأولادي، الجميع يسأل عن سر التغيير، أعتقد أننا جميعا نشعر بالاكتفاء، زوجتي الأولى تخلصت من عبء اهتمامها بي وأنا تخلصت من الإهمال بالزوجة الثانية.
دوافع كثيرة
تعلق د. أمنية عزمي، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية على موقف الزوجة الثانية قائلة: تضطر بعض الفتيات الزواج من رجل متزوج خوفا من العنوسة وأحيانا رغبتهن في الإنجاب، أو حتى مجرد التواجد في ظل رجل والشعور بأمان تفتقده، بالطبع فكرة ظالمة أو مظلومة فيها تعميم لأن الزواج الثاني ليس خطوة تأخذها الزوجة الثانية بمفردها فهناك الزوج وهناك الزوجة الأولى وظروفه معها، هناك رجال يتزوجون بسبب المشاكل، أو المتعة وأحيانا فرصة العودة إلى حب قديم، والزوجة الأولى أحيانا تكون هي المحرض على الزواج الثاني لو كانت لا تنجب أو لا تحب زوجها لكنها تعيش من أجل الأطفال، لذا لا يمكن قياس تجربة على تجربة أخرى، لكن على كل فتاة أن تفكر كثيرا قبل أن تأخذ هذه الخطوة، وتتأكد من ظروف الطرف الثاني جيدا حتى لا تدخل في دوامة.
خلل مجتمعي
يرى د. أمجد مصيلحي، أستاذ علم الاجتماع أن هناك خللا في مفهوم الزواج بالمجتمع حتى أصبح الزواج أمرا سهلا وكذلك الطلاق، فالرجل يعتقد أن فكرة التعدد تجعل أي امرأة متاحة بالنسبة له وأن بإمكانه الزواج لمجرد أنه يستطيع، والبنات يردن الزواج والسلام حتى لو زوجة ثانية كما أن الخوف من العنوسة يجعل البنات يقبلن بالزواج تحت أي ظروف.
الطرف المظلوم أحيانا
تقول د. هدى محمد، خبيرة الصحة النفسية: فى كثير من الوقت تكون الزوجة الثانية الطرف المظلوم لأن الرجل غالبا ما يختارها لهدف آخر غير الحب إما للمتعة أو لأن سنها كبر وستقبل بأي ظروف أو لمجرد طفل، وغالبا ما تكون في السر، وأي امرأة عادة تريد أن يكون الرجل لها وحدها، لكنها منذ البداية تفتقد لهذا الشعور لذا هي دائما في حالة توتر وخوف من فقد الزوج والاستقرار، وأحيانا ما يكون هذا هو الدافع وراء تصرفها بصورة سيئة، وهناك فتيات يوقعن بالرجل ويكن هن المبادرات بطلب الزواج منه حتى لو كان يعيش حياة سعيدة لمجرد الإحساس بقوة أنوثتهن وأنهن طرف في علاقة تشبه الأفلام، الأمر مرتبط بظروف النشأة وظروف المجتمع وطبيعة كل شخصية
ساحة النقاش