كتبت : سمر عيد
يقضى الطلاب معظم وقتهم فى رمضان ما بين مشاهدة المسلسلات الرمضانية أو النوم خلال ساعات الصيام الأمر الذى يؤثر على الوقت المخصص للمذاكرة، فكيف يمكن للأم تنظيم وقت أبنائها ما بين المذاكرة والصلاة والترفيه ومشاهدة ما يفضلونه من برامج ومسلسلات؟
فى البداية تقول نيفين محمد، ربة منزل وأم لثلاثة أبناء: توجيه الأبناء وحثهم على الدراسة والاستذكار في رمضان أمر صعب جدا، فلدي فتاة في الصف الخامس الابتدائي وولد في الصف الأول الثانوي وابنة أخرى في الجامعة، وقد أستطيع السيطرة على ابنتي الصغيرة حيث أجلس بجوارها لثلاث ساعات بعد صلاة العشاء كي أشجعها على المذاكرة عبر منصات التعليم التي أطلقتها الوزارة، أما الآخرين فلا أستطيع السيطرة عليهما حيث يخبرني كل منهما أنه يذاكر بينما أفاجأ أنه يتحدث مع أصدقائه على وسائل التواصل الاجتماعي ولا أجد حلا لهذه المشكلة.
وتقول إيمان سعيد، سيدة أعمال وأم لطفلين: مع استمرار الدراسة عبر الانترنت وشرح المعلمين خلال الأوقات المحددة لموقع المدرسة يكون من الصعب إيقاظ الأطفال لمتابعة ما يتم شرحه خاصة وأنهم صائمين كما أجد صعوبة في منعهما من مشاهدة المسلسلات التليفزيونية بعد الإفطار، ويحدث معى ما يعانيه الجميع وهو نومهما نهارا واستيقاظهما ليلا.
أما مروة محمود، أستاذة بكلية الزراعة فتستطيع تنظيم وقت أبنائها جيدا في رمضان وخاصة أن لديها ولد في الصف الثالث الإعدادي فتقول: إدارة الوقت تكون صعبة في رمضان لمن يغير نظام نومه لكنني لا أفعل ذلك فأنا أحرص أن ينام أطفالي جميعا في الساعة العاشرة ليلا ولا أسمح إلا بمشاهدة مسلسل واحد بعد الإفطار وتناول بعض المشروبات والحلوى أثناء مشاهدته، ثم نستيقظ في الثالثة فجرا لتناول السحور وقراءة بعض سور القرآن الكريم ثم نصلي الفجر جميعا وننام ويستيقظ الجميع عند الساعة العاشرة صباحا ماعدا أنا وزوجي نستيقظ في الثامنة صباحا للذهاب إلى العمل، وأكلفهم ببعض الواجبات وقراءة بعض الدروس من الساعة العاشرة وحتى الخامسة عصرا وأسمح لهم ببعض الوقت للترفيه قبل الإفطار وبهذه الطريقة أكون قد منحتهم وقتا كافيا للنوم وآخر للمذاكرة.
التسهيل على الطلاب هذا العام
يؤكد د. حسن شحاتة، الخبير التربوي ومؤلف الكتب المدرسية أن وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي قد سهلتا على الطلاب الاستذكار هذا العام من خلال عدة إجراءات، ويقول: حولت وزارة التعليم العالى كافة المقررات إلى إلكترونى، كما وجه د. طارق شوقى إلى اتخاذ عدة إجراءات لتسهيل الاستذكار على الطلاب مع جائحة كورونا وفي الشهر الفضيل، منها التأكيد على تطهير وتعقيم كافة المدارس والمحافظة على التباعد الاجتماعي والكشف الحراري على جميع من يرتادوا المدارس لمن يرغب في الحضور، أما من لا يرغب في الحضور فلقد أمر معالي الوزير برفع الغياب في كافة المدارس هذا العام لمنح الحرية للأمهات والآباء في إرسال أبنائهم إلى المدرسة أو الدراسة عبر الانترنت، أيضا طالب كافة المدارس بشرح المناهج عبر الانترنت والتسجيل عبر منصات إلكترونية للتواصل مع الطلاب من منازلهم عبر الانترنت، وسمح بتأجيل العام الدراسي لمن يصاب بكورونا من أبنائنا الطلاب أو لمن يصاب أحد ذويهم بالفيروس، وأفضل قرار هو ما يخص طلاب السنوات النقل حيث جعل الامتحان شهري أي أن سنوات النقل سيؤدون الامتحانات الشهرية فقط، ويقيم الطلاب وفقا لثلاثة امتحانات أولها في مارس والثانى في أبريل والأخير في مايو دون أن يكون هناك امتحان في آخر العام على أن يؤدون امتحان نهاية العام طلاب الإعدادية والثانوية العامة، فضلا عن إتاحة منصات كثيرة على مدى 24 ساعة لشرح المواد الدراسية لمن يرغب في الاستذكار ليلا أو نهارا في رمضان مع توفير نماذج استرشادية للامتحانات، لذا أنا أنصح الطلاب جميعا بالتدريب على الامتحانات بعد الانتهاء من مذاكرة كل مادة على حدة.
تنظيم الوقت هو السر
تقول د. إحسان عبد الرحيم، أستاذة تطوير المناهج وطرق التدريس: يعد تنظيم الوقت سر النجاح خاصة في رمضان الذى يعد فرصة جيدة للاستذكار نظرا لتقليل الأسر من الزيارات العائلية بسبب فيروس كورونا، لكن لا ينبغي على الطلاب إهدار الوقت في مشاهدة المسلسلات أو التحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى الأمهات متابعة أبنائهن كي يتأكدن أنهم يذاكرون فعلا ولا يقومون باللعب أو مشاهدة مسلسل أو التحدث مع أصدقائهم بالإضافة إلى تخصيص بضعة ساعات للاستذكار صباحا وأخرى مساء، ولا مانع من الترفيه أو مشاهدة مسلسل واحد أو برنامج واحد مع تناول حبة فاكهة أو شرب بعض العصائر الطبيعية المفيدة بعد الإفطار، وعلى الأب أن يشارك الأم في متابعة الأبناء، لكن لا ينبغي التضييق على الأبناء في الشهر الكريم وغلق التلفاز ومنع الهاتف المحمول نظرا لأن الترفيه مهم جدا بالنسبة لنفسية الأطفال، ولا مانع من تشجيع الطالب على المذاكرة عبر "الواتس آب" مع زملائه وتبادل المعلومات وشرح المواد فهذا لن يجعله يمل من المذاكرة.
أغذية صحية
تنصح د. ليلى إسكندر، أستاذة التربية بجامعة الزقازيق الأمهات باتباع سياسة الترغيب مع أبنائهن لحثهن على المذاكرة، وإتاحة الفرصة أمامهم لمشاهدة ما يفضلونه من برامج ومسلسلات رمضانية لكن دون أن تؤثر على تحصيلهم الدراسى، مع التأكيد على أهمية تناول الأطعمة التى تزودهم بالطاقة خلال ساعات الصيام، والإكثار من تناول الفاكهة والعصائر الطبيعية خلال الليل، مع ترك الحرية للطالب خاصة الناضج فى اختيار الوقت المناسب للمذاكرة حتى وإن كان ليلا.
ساحة النقاش