كتبت : سكينة السادات
حكيت لك الأسبوع الماضى طرفا من حكاية قارئتى السيدة نبيلة (57سنة) حيث قالت لى أن أسرتها كانت ميسورة الحال فقد كان والدها رجل أعمال معروف وقد تخرجت هى وإخوتها الخمسة في الجامعات وتزوجوا جميعا زيجات مشرفة، وقالت إنها كانت لا تزال فى الجامعة الأمريكية عندما خطبها شاب بأنه من أسرة كريمة وميسورة مثل أسرتها واختاره والدها على شريطة أن تتم تعليمها معه فى الخارج، حيث كان مرشحا لوظيفة كبيرة فى أحد البنوك بهولاندا، وقالت إنهما سافرا معا وبر زوجها بوعده لوالدها وأكملت تعليمها العالى وحصلت على شهادة التخرج، لكنها كانت قد حملت بابنتها الكبرى ثم جاءت ابنتها الثانية فلم تستطيع أن تعمل لكن زوجها بحمد الله كان قد وصل إلى مركز كبير كمصرفى وخبير فى الأوراق المالية وتقلد مناصب كبيرة وظلوا فى هولاندا أكثر من اثنى عشر عاما ثم رشحته السلطات المصرية لمنصب كبير فى مصر فلم يتأخر وعادت الأسرة إلى مصر، وقالت إنهم اشتروا فيلا كبيرة بمدينة أكتوبر ولما كان معهم الوفير من المال فقد وظفوا السائق والطباخ والخادمات، وقالت أن بنتيها حصلا على أعلى تعليم ثم كانت المفاجأة أن حملت فى ابنتها الثالثة التى جاءت أجمل من شقيقتيها إلا أنها وللأسف أصيبت بمرض شلل الأطفال، وسافرت الأم بها بصحبة الأب لعلاجها بالخارج لكن المرض اللعين ترك أثرا فى ساقها اليسرى عبارة عن (عرج) يظهر عندما تمشى، ورغم والعلاجهات الكثيرة ظل الأمر موجودا، وقالت إن ابنتيها الكبريين تخرجتا بتفوق وحصلتا على أعمال فى شركات خاصة، وقالت إن ابنتها الصغرى الجميلة تخرجت أيضا لكنها رفضت العمل وفضلت تأجيله إذ كانت تعانى من الانطوائية ولم يكن لها صداقات نسائية أو رجالية لها، وكانت شديدة التعلق بأمها، وتعجبت الأم من عدم تقدم أى عريس لابنتها ثم كانت المفاجأة التى حيرت الأم وجاءت تسألني عن رأيى فيها!
واستطردت السيدة نبيلة.. كنت قد قلت لك يا سيدتى أن لم يتقدم أحد لخطبة ابنتى الصغيرة الجميلة وأنها لم تكن تشجع الصداقات النسائية أو الرجالية فى حياتها، وكانت معظم الوقت تقضيه فى حجرتها مع أوراقها والكمبيوتر الخاص بها حتى كان ذات يوم فوجئت بإحدى قريباتى تزورنى مع ابنها الشاب الذى يكبر ابنتى الصغرى بحوالى عشرة أعوام وقالت لى إن أحمد يريد أن يخروج مع دعاء ابنتى الصغرى، ورحبت بها بالطبع فهى قربيتى لكننى أعرف أن أسرتها ليست ميسورة ماليا أو فى مستوانا الاجتماعى رغم أن كل أولادها تخرجوا فى الجامعات ومنهم أحمد الذى تقدم لخطبة ابنتى، وسألت أحمد عن سبب عدم خطبته أو زواجه فقال إنه كان يرعى أمه المريضة، وسألته عن سبب تقدمه لدعاء بالذات فقال أنه قابلها فى منزلنا ومنزلهم عدة مرات وأنها أعجبته وأنها إنسانة هادئة وجميلة وأنه لا يهمه إصابتها بالعرج فى قدمها اليسرى!
•
وسألت دعاء ابنتى هل تعرفين أن أحمد ابن قريبتنا كوثر سيد أن يتقدم لخطبتك؟ قالت دعاء: أنا شفته كام مرة عند طنط كوثر عندما كنا نزورها وشفته هنا عندنا، أعطينى فرصة أتعرف عليه وأكلمه وأتفاهم معه وأرد عليك!
•
أستطردت السيدة نبيلة.. طبعا لا مقارنة بين أسرة أحمد الذى تقدم لابنتى دعاء وبين أسرة زوجا ابنتاى الكبيرتين الفرق شاسع من حيث المركز الاجتماعى والمال، لكننى يا سيدتى وأستغفر الله العظيم وإن بعض الظن إثم كما يقال أشعر أن المسألة يمكن أن تكون صفقة موعودة وأن تقدمه للزواج من ابنتى ليس إلا لأننا بحمد الله ميسورى الحال، ورغم أن أحمد عريس ابنتى جامعى يعمل فى أحد دواوين الحكومة لكن راتبه الشهرى يقارب راتب السائق الذى يعمل عندنا!
أنا حائرة ابنتى لم ترفضه بل أراها سعيدة به وأراه سعيدا بها لكننى أشك فى النوايا رغم أن والدته قريبتى السيدة كوثر سيدة طيبة جدا وأحمد ابنها المفضل عندها لرعاية لها وتكريسه كل وقته لها ماذا سيكون موقفه منها بعد أن يتزوج بماذا تنصحين أن أفعل أنا حائرة ومترددة وفى نفس الوقت أتمنى لابنتى أن تكون زوجة وأن تكون سعيدة؟
•
ارجو أن تسألوا جيدا عن أحمد العريس المتقدم لابنتك، اسألوا عنه فى مكان عمله وبيته أولا ثم اتركى لابنتك فرصة لكي تراه وتجلس معه فى بيتكم وتسمع كلامه وتقرر إذا كانت تريده زوجا، واتركى أيضا فرصة له لكى يراها تتحرك أمامه فإذا كان راضيا وهى راضية وكانت سمعته طيبة وأخلاقه جيدة ومحبوب من زملائه وليس عصبيا ولا طماعا فأرجوك أن تعلنى فترة خطبته طويلة فإذا نجحا واستمرا معا فعلى بركة الله يتزوجان والله المستعان.
ساحة النقاش