بقلم : د. صبورة السيد
على الرغم من أن رمضان شهر الصوم وموسم للعبادة حيث يتضاعف فيه ثواب الأعمال ما يجعله فرصة ذهبية لعمل » ديتوكس « للنفس لتسمو أرواحنا مع فضائله ورحانياته إلا أن المرأة العربية عامة والمصرية بصفة خاصة تجعل منه موسما لإعداد أنواعا مختلفة من الأطعمة وكذا المشروبات والحلويات لتجد نفسها فى نهاية اليوم الرمضاني مرهقة فى تجهيز وجبة الإفطار لتعمر مائدتها بأشهى الأطعمة.
رغم أن الصائم لن يكون قادرا على تناول كميات كبيرة من الأطعمة خاصة بعد شربه المياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلا أن الست المصرية تتعمد إعداد كميات كبيرة منها خاصة فى العزومات والولائم باعتبار كثرة أصناف الأكلات والمشروبات الرمضانية علامة على كرمها وأسرتها لتكون المحصلة الأخيرة التخلص من باقى الطعام فى سلة القمامة لتتحول رغبة المرأة فى إظهار كرمها إلى إسراف وتبذير نهى عنه رب العالمين.
هذه العادات العربية والمصرية تجعلنى أستحضر تلك الأغنية التى دارت كلماتها بين الراحلين فؤاد المهندس وشويكار لتعكس تعود المجتمع على أن تكون مائدة رمضان عامرة بأنواع الأطعمة حتى وإن تناولوا منها لقيمات صغيرة.
الإسراف هو سلوك غير مرغوب شرعا وعرفا خاصة وأن البلاد تمر بمرحلة تاريخية فى البناء والتنمية ما يستلزم تضافر الجهود لمساندتها فى مسيرتها نحو النهوض والتقدم، ويقع على عاتق المرأة بصفة خاصة مسئولية كبيرة فى تحقيق ذلك الهدف من خلال ترشيد استهلاكها والاقتصاد فى ميزانيتها الرمضانية ولتغرس فى نفوس أبنائها منذ الصغر تلك القيم لتغير رويدا رويدا هذه العادات الخاطئة التى نشأنا عليها وأصبحت طقسا رمضانيا لا غنى عنه .
ساحة النقاش