بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا جيدا رأت جدتها تبحث فيما لديها من كتب الطهي قديمة وتكتب قائمة بالمشتريات فلما سألتها عما تنوي صنعه أجابتها أنها تنوي هذا العام عمل كعك العيد..
اندهشت جيدا وسألتها عن السبب في ذلك فقد اعتادوا على شرائه منذ سنوات وهذا ما يفعله أغلب الناس..
ردت عليها الجدة منكرة عليها كل ما قالته وأكدت أن عمل الكعك في العيد يجلب الفرحة والسعادة للمكان لكن للأسف مع التحجج بسرعة الحياة وضغوطها أهملنا العديد من عاداتنا المبهجة وأصبح شراء الطعام الجاهز جزءا من حياتنا.. لكن حاليا بعد انتشار الكورونا وعودتنا بنسبة كبيرة للطعام المنزلي وعمل الحلوى في المنزل خاصة بسكويت العشر دقائق فلماذا لا نعود لعمل الكعك هو الآخر..
ابتسمت لها جيدا وهي توضح لها أننا نكون قد أنهكنا من العمل اليومي في المطبخ طوال شهر رمضان وليس لدينا طاقة لعمل الكعك..
نهرتها جدتها بشدة مؤكدة أن كل ما تقوله حجج واهية ابتدعها من يريدون الابتعاد عن عاداتنا، فصناعة الكعك هي عادة فرعونية قديمة وقد اكتشف صور لصناعته في مقابر طيبة وبعضها يعود للأسرة الثامنة عشر، ولكن مصر القديمة عرفته قبل ذلك بكثير وصنعته بعدة أشكال وكان يقدم كقرابين..
وبعد ذلك ظهر في عهد الدولة الطولونية والأخشيدبة لكن ارتبط بشكل كبير بالدولة الفاطمية، فكان الخليفة يخصص الأموال الكثيرة لصناعة كميات كبيرة منه يتم توزيعها على الناس في العيد..
واستمر الحال ليومنا هذا وسيبقى..
أكدت جيدا كلامها لكنها أشارت إلى أنه حتى في عهد الخلفاء كان الخبازون يصنعونه والناس تأكله
-فليه نعمله في البيت ما نجيبه جاهز أحسن؟!
ساحة النقاش