إشراف : منار السيد - أميرة إسماعيل - سماح موسى - هايدى زكي - محمد عبدالعال
توعية 6 مليون سيدة في سن الإنجاب ومليونين من الشباب المقبلين على الزواج الهدف الأهم لمحور التوعية والثقافة من المشروع القومى لتنمية الأسرة، فما آليات تنفيذ هذا الهدف، وما أهمية الجانبين الثقافي والتعليمي فى رفع وعي المواطن بالقضية السكانية وآثارها المدمرة على المجتمع؟ وما الجديد الذى يجعل المشروع مختلفا عن سابقه من الحملات التوعوية التى أطلقتها العديد من الجهات الحكومية والأهلية لمواجهة هذه المشكلة؟
"مودة" أحد المشروعات التى أطلقتها وزارة التضامن والذى يهدف إلى مواجهة زيادة نسب الطلاق، كما أنه أحد الأذرع الأساسية لتنفيذ المحور الثقافى والتوعوى للمشروع القومى لتنمية الأسرة، وحول ما حققه البرنامج منذ انطلاقه يقول د. أيمن عبدالعزيز، المنسق التنفيذي لـ"مودة": يتضمن مشروع مودة ثلاث جوانب صحية ونفسية وتشريعية تستهدف الشباب المقبلين على الزواج، وكان من أهم أهداف المشروع شباب الجامعات حيث تتزايد نسب الطلاق فى السنوات الثلاث الأولى، وقد نجحنا فى تدريب 330 عضو هيئة تدريس على المحتوى التدريبي للمشروع بالجامعات والذين قاموا بدورهم بتدريب 100 طالب وطالبة بالجامعات المصرية، وتنفيذ عدد 33 لقاء تدريبيا لمجندي وزارتي الدفاع والداخلية، وتدريب 40 ألف مجند في 6 محافظات، بالإضافة إلى إعداد شبكة من المدربين بلغ عددها 82 من الجنسين تمكنوا من نقل خبراتهم إلى ألفي شاب وفتاة على مستوى 19 محافظة، بجانب تدريب 17 ألفا من مكلفي الخدمة العامة على مستوى 24 محافظة حتى 2020، وتنفيذ 20 تدريبا على مستوى 14 محافظة للمخطوبين والمتزوجين حديثا، و13 تدريبا للفتيات الأولى بالرعاية بالتعاون مع صندوق تحيا مصر، وفى مايو الماضى تم تدريب 19 ألف طالب وطالبة ضمن المرحلة الخامسة من تدريب طلاب الجامعات وذلك بالتعاون مع وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي وصندوق الأمم المتحدة للسكان.
ويتابع: يهدف مشروع مودة هو تقليل حالات الطلاق من خلال وعي الشباب بأن الحياة الزوجية مشاركة وقائمة على تقبل الآخر وأن الزواج ميثاق غليظ ورباط مقدس، أيضا التوعية بمساوئ ختان الإناث وأثره السلبي على نفسية الفتاة وعلى علاقتها بزوجها.
تغيير القيم والثقافات
"وعى" من البرامج التى شملها المشروع القومى للأسرة والذى يعنى برفع وعى المواطنين حول أهمية تماسك الأسرة والحفاظ عليها ككيان واحد متماسك، وعنه تقول د. فيفيان فؤاد، مستشار وزارة التضامن بالبرنامج: إذا كان هدف المشروع القومى تقديم خدمات للأسرة المصرية صحية أو اقتصادية أو تعليمية لكن يبقى الشق التوعوي مهم جدا لأنه يعمل على تغيير ثقافات متأصلة لدى المواطن، ونحن فى برنامج وعى نعمل على 12 موضوعا منها الصحية والاجتماعية بهدف تغيير القيم والاتجاهات والسلوك من خلال سفراء برنامج "وعي" بالقرى المصرية ووحدات التضامن الاجتماعي والجمعيات الأهلية والرائدات الريفيات المكلفات ومؤدوا الخدمة العامة، لافتة إلى أن التوعية لا تأتى بشكل مباشر خلال البرنامج حتى لا ينفر المواطن من أسلوب النصح بل من خلال ربط المشكلة بالواقع المعايش للمواطن وتوضيح آثارها السلبية.
الإعلام
عن دور الإعلام والثقافة في توعية المواطنين بالقضية السكانية تقول د. هند رشاد، عضو مجلس النواب: يلعب الإعلام والثقافة دورا محوريا في توعية المواطنين وذلك من خلال تنفيذ برامج مدروسة وإنتاج أعمال فنية تتحدث عن القضية السكانية، وتنظيم ندوات ثقافية وحملات توعوية للمرأة والفتيات، فالزيادة السكانية خطر يهدد النمو ويبطئ من معدلاته وتمثل حجر عثرة أمام تنفيذ المشاريع القومية التي لم تحدث من قبل في تاريخ مصر، ما يجعل من مواجهتها قضية مجتمعية تتطلب تضافر جهود المؤسسات والأفراد ولن يتأتى ذلك إلا من التوعية.
وترى د. عزة عزت،..................... أن الإعلام الموجه أثبت فشله فى مواجهة القضية السكانية، داعية إلى الاعتماد على الأعمال الدرامية والفنية التى تناقش القضية وآثارها السلبية مثل مسلسل "ما زال النيل يجرى".
آثار مجتمعية
تقول د. عزة صيام، أستاذ علم الاجتماع ورئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة بنها: يجب توضيح مخاطر الزيادة السكانية وتأثيرها على رأس المال البشري والاجتماعي والثقافي، والتوعية بخطورة الإنجاب المتكرر وتأثيره على كثير من الأبعاد الاجتماعية خاصة على تنشئة الأبناء ورعايتهم الصحية والنفسية، داعية إلى رفع شعار "أسرة صغيرة تساوي حياة أفضل".
أما د. آية صلاح، أستاذة علم الاجتماع فتقول: يستهدف الوعي كل فئات المجتمع نساء ورجالا صغارا وكبارا، فقد تعي المرأة خطوة زيادة الإنجاب لكن المجتمع "الزوج، الحماة و..." يعنفها ويطلب منها المزيد طلبا في إنجاب الولد بعد البنات، لذا نحتاج إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة وتغيير بعض الموروثات الثقافية التي ترتبط بزيادة النسل حتى تزيل المعوقات أمام الدولة في تنفيذ القوانين التي تقرها بخصوص القضية السكانية.
مناهج تربوية
يرفض د. محمد عبدالعزيز، أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس وضع القضية السكانية في مقرر ومنهج دراسي مؤكدا أنها عملية مكلفة ولا تعط النتيجة المرجوة، ويقول: أرى تقسيمها إلى مجموعة إجراءات أولها تحديد الفئة المستهدفة ويجب التركيز على غير المتعلمات الفئات الأقل ثقافة خاصة داخل القرى والذى يعتبرون الإنجاب موردا اقتصاديا.
ويقول د. حسن شحاتة، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس: تحتاج التوعية بالقضية السكانية إلى المربع الذهبي لتنمية الأسرة المصرية حيث يمثل ضلعه الأول المؤسسات الدينية، والثاني الإعلام المسموع أو المقروء أو المرئي حيث يقدم قصصا وأغاني ولقاءات مع نماذج متميزة في الأسر المصرية المحدودة العدد، والثالث هو التعليم في رياض الأطفال والأساسي الذي يقدم لكل أبناء الشعب المصري عن طريق الأنشطة المدرسية، بينما يتمثل الضلع الرابع فى نواب مجلس الشعب وقيادات المجالس المحلية داخل القرى لأن سياسة الإنجاب مرتبطة بالفئات الفقيرة ثقافيا واقتصاديا ومواجهة عمالة الأطفال.
ويرى د. محمد صالح، أستاذ علم النفس ومستشار وزارة التربية والتعليم بضرورة إعداد قوة بشرية من خلال مجموعة من الجوانب (الاجتماعي والاقتصادي والعقلي و...)، وتوحيد جهود الوزارات المختلفة كالثقافة والتعليم والصحة والتضامن الاجتماعي، مع ضرورة الاهتمام بالسعة العقلية لكل أفراد المجتمع والتوعية بالمستوى الاجتماعي المرموق، فالعقل السليم يلزمه بيئة سليمة.
وتسلط دينا الجندي، عضو المجلس القومي للمرأة على دور المجلس فى مواجهة القضية والحد من آثارها قائلة: أطلق المجلس عدة حملات أهمها "طرق الأبواب" لتوعية المرأة والفتاة المقبلة على الزواج من خلال الرائدات الريفيات في جميع الفروع داخل المحافظات، بجانب الندوات التوعوية والاجتماعات عبر المنصات الإلكترونية وصفحات المجلس على مواقع التواصل الاجتماعى .
ساحة النقاش