حوار : أميرة إسماعيل
رغم أن فقد السيدة إيمان الغريب لابنها شريف عمر –أحد شهداء القوات المسلحة- لم يكن أمرا هينا بل كان بمثابة هزة وجدانية يعجز "ريختر" عن قياسها فهو الابن الأكبر الذى منحها لقب الأمومة ومعه شعرت بـ"الطبطبة" بعد وفاة والده إلا أن عزاءها "الشهادة مكانة عظيمة يصطفى الله لها من يشاء من عباده الصالحين"..
"ربنا اختار ابنى من الشهداء .. لانه من الصالحين" بهذه الكلمات بدأت السيدة إيمان الغريب حديثها عن ابنها الشهيد شريف عمر وتقول: شريف كان الحاجة الحلوة فى حياتنا كلنا، وهو ابنى الاكبر- اول ما شافت عينى- كان مرحا للغاية وانسان بشوش ومقبل على الحياة وكان "البسمة فى بيتنا" وكان طيب جدا وبيسعدنى انى كنت اسمع عنه الكثير من الحكايات والمواقف الطيبة من زملائه وان يتذكرونه بالخير سواء معهم او مع الاخرين، ودائما اقول ان الله سبحانه وتعالى بيختار من يستحقون الشهادة ومش اى شخص ينال هذا التكريم، فهو تكريم اختص به الله عباده الصالحين وربنا اختار ابنى من الشهداء لانه يستحق ان يكون من هؤلاء الصالحين ورغم ان فراقه صعب الا اننى فخورة اننى أم الشهيد البطل مقدم شريف عمر.
ذكريات ولحظة الاستشهاد
عن ذكرياتها مع عمر تقول: ذكرياتى مع ابنى الاكبر وفرحتى التى ذهبت الى السماء كثيرة مليئة بالفرحة والابتهاج لأنه – رحمه الله عليه – كان شخص اسرى جدا ويعشق التجمعات الاسرية وفى كل اجازة لابد ان نجتمع سويا سواء اسرتنا او زوجته وزوجة اخيه، كنا نتجمع دائما بشكل اكبر وشبه دائم فى المناسبات والاعياد خاصة فى احتفالية عيد الام الذى كان يقدم لى هديتى ونحتفل جميعا وسط الابناء والاحفاد فى جو عائلى جميل وهذا هو المشهد الذى ما كان يحب ان يرى اسرته او عائلته عليه.
وتضيف: فى ليله استشهاده (16/3/2016 ) كنت انا اخر شخص تحدث اليه فى الهاتف وكان ينوى النزول فى اجازة بعد فترة طويلة من العمل فى سيناء، فكان – رحمه الله- يخطط لتجمع عائلى بمناسبة عيد الام لكن كان قدره ان نال الشهادة وتلك هى الاحتفالية الكبرى التى فاجأنا بها.
مع اكتمال خمس سنوات على رحيل الشهيد مقدم شريف عمر كيف تحيى ذكرى استشهاده الطيبة؟
رغم تلك السنوات الا اننا لم ولن ننسى شريف فسيرته الطيبة باقيه ومعه زملائه الشهداء الاخرين ومازال زملائه وأهله يتوافدون على قبره لقراءه الفاتحه له وزيارته وهذا نابع من صدق حبهم له وكثيرا ما يتحدث لى قادته وكل من خدم معه فى شمال سيناء للاطمئنان علي وتذكره بكل خير وهذه كلها أشياء تجعلنى راضيه ومطمئنه على ابنى الشهيد الذى لاقى ربه وهو يدافع عن وطنه ويحرصه من اى أيادى غادرة، كما اريد ان اذكر ان الله قد منا علينا بأجمل هدية وهى حفيدى "شريف" وقد تم تسميته على اسم عمه الشهيد واتمنى ان اراه بطل مثل عمه ووالده واحمد الله على تلك "الطبطبة" على قلبى ونفسى، فهو يشبه عمه فى الكثير من الملامح والصفات واتمنى ان اراه ضابط مقاتل مثل والده وعمه.
واخيرا أريد ان أوجه كلمة لشباب مصر أقول فيها: ان نكون دائما "رجالة" فى ظهر البلد وظهر سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى والا نتأخر لتقديم أروحنا وكل ما نملك فداء الوطن الغالى , واتمنى ان يرى الشباب بأعين الحقيقة تلك الإنجازات والتطور الهائل الذى تشهده مصر وان يعرف ان وراء هذا الاذرهار والامن والامان , هو شهداء ابرار لم يبخلوا بارواحهم فداء تراب مصر الغالية.
ساحة النقاش