كتب : محـمد عبدالعال
حكاية تحدى عاشها المصريون منذ أن أعطى الرئيس السيسي إشارة البدء بحفر قناة السويس الجديدة في أغسطس من عام 2014 وكان التحدى الحقيقي هو إنجاز المشروع العملاق في عام واحد مع طرح شهادات استثمار لتمويل عملية الحفر بأموال مصرية خالصة، وكانت المفاجأة أنه فى أقل من أسبوعين أعلن البنك المركز المصرى غلق باب الاكتتابلشهادات قناة السويس في 15 سبتمبر عام 2014 بعد أن وصلت حصيلة بيع شهادات استثمار القناة إلى نحو 61 مليار جنيه منذ بداية الطرح عن طريق البنوك يوم 4 سبتمبر2014.
وفي السادس من أغسطس عام 2015 كانت البلاد على موعد مع افتتاحمشروع قناة السويس الجديدة تنفيذا لوعد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكان للمرأة كعادتها دور رئيسي في ذلك المشروع العملاق وللتعرف على ذلك الدور العظيم كان لمجلة حواء التقرير التالي.
البداية مع الهدف من إنشاء قناة جديدة موازية للقناة التي حفرها المصريون عام 1869 وهو تعظيم الاستفادة من القناة من خلال تحقيق الازدواجية لعبور السفن في الاتجاهين دون توقف مما يقلل من زمن العبور للسفن وتفريعاتها، ويزيد من قدرتها الاستيعابية لمرور السفن فى ظل النمو المتوقع لحجم التجارة العالمية فى المستقبل، وتعمل زيادة 50% من طول المجرى الملاحي على تقليل زمن العبور ليكون 11 ساعة بدلا من 18 ساعة لقافلة الشمال، وتقليل زمن الانتظار للسفن ليكون 3 ساعات في أسوأ الظروف بدلاً من " 8 إلى 11 ساعة"ما ينعكس على تقليل تكلفة الرحلة البحرية لملاك السفن ويرفع من درجة تثمين قناة السويس، وأيضا الإسهام فى زيادة الطلب على استخدام القناة كممر ملاحى رئيسى عالمى يرفع من درجة تصنيفها.
كما يعمل على زيادة القدرة الاستيعابية لمرور السفن فى القناة لمجابهة النمو المتوقع لحجم التجارة العالمية فى المستقبل، خطوةمهمة على الطريق لإنجاح مشروع محور التنمية بمنطقة قناة السويس ودفع عجلة الاقتصاد القومى المصرى لتحويل مصر إلى مركز تجارى ولوجيستى عالمي.
بخلاف الحفاظ على المركز التنافسى لقناة السويس عن طريق الاستمرار فى تطوير المجرى الملاحى للقناة فى ظل مشاريع التطوير التى تتم فى الطرق المنافسة والبديلة سواء البحرية منها أو البرية.
ويأتي العامل المهم الآخر هو استعداد وبدء الدولة في تنمية المنطقة المحيطة بقناة السويس لجعلها منطقة جاذبة للاستثمار واستغلال موقعها المميز عالميا، فوجود رابط حيوى كقناة السويس الجديدة بجانب القديمة يتيح التوسع بشكل كبير في حركة التجارة والسفن العابرة للقناة مما يؤهل مصر لتكون مركزا حيويا للتبادل التجارى في تلك المنطقة ويعطى الثقة للقناة كأفضل ممر ملاحى عالمى.
وينعكس كل ما سبق على زيادة الدخل القومى المصرى من العملة الصعبة ويصب فى خزينة الدولة مباشرة وإتاحة أكبر عدد من فرص العمل للشباب المصري وخلق مجتمعات عمرانية جديدة.
نساء حفرن القناة
أوضحت المهندسة انتصار أمير، مدير إدارة الأنفاق والكباري بهيئة قناة السويس سابقاوالتى تولت أيضا مدير الإدارة الهندسية بقناة السويس لمدة 4 سنواتأنه في بداية حفر القناة الجديدة كانت نائبة لمدير الإدارة الهندسية بالهيئة وكانت مسئولة عن نقل جميع المرافق إلى القناة الجديدة لكى يتمكن فريق العمل من البدء في تنفيذ الحفر ما تطلب عملاشاقا على مدار 24 ساعة خاصة وأن الرئيس السيسي أمر بالتنفيذ خلال عام واحد ما كان يجعلنا كمهندسات نشرف على التنفيذ والتشوين حتى ساعات الصباح الأولى بمتابعة مستمرة من الرئيس السيسي والفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس في ذلك التوقيت.
وأكدت انتصار أن الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة كان لها دور بارز في إزالة بقايا الساتر الترابى المعروف "بخط بارليف" ومن ثم دخول معدات الخاصة بهيئة قناة السويس لبدء التكريك بالقطاع الأوسط من القناة، لتعمل الكراكات بهما بجانب مدخلى القناة الجديدة فى الدفرسوار والبلاح.
واستعادت ذكرياتها مع لحظة افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي قناة السويس الجديدة في 6 أغسطس 2015 قائلة:عدت إلى ما كانت ترويه لى والدتى رحمة الله عليها عن لحظة تأميمم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لقناة السويس وفرحة الشعب والتفافه حوله وهو ما شعرت به لحظة افتتاح الرئيس للقناة الجديدة حيث بكيت فرحا فما حلمنا به كمهندسين أصبح حقيقة ملموسة على أرض الواقع .
وتروى لنا المهندسة حنان وصفى مدير الإدارة الهندسية السابق بهيئة قناة السويس ذكرياتها مع حفر القناة عام 2014 وتقول: كنت مسئولة عن تصميم المباني الخدمية ومبانى الاستراحات لتسهيل إقامة المهندسين، مؤكدةأن توسيع قناة السويس وازدواجها بطول 72 كيلومتر كان حلما يراود كل مهندسي الهيئة لما له من تأثير على سرعة الملاحة في القناة وتعميق الغاطس لتصبح القناة على أتم الاستعداد للنقلة النوعية في تصميم الحاويات العملاقة التي تحتاج لغاطس كبير يبلغ 65 قدما، مع تحقيق العبور المباشر لعدد 45 سفينة في كلا الاتجاهين وتقليل زمن العبور ليكون 11 ساعة بدلا من 18 ساعة لقافلة الشمال وضمقافلة الشمال الثانية إلى قافلة الشمال الأولى ليكون العبور قافلة شمال واحدة وقافلة جنوب واحدة فقط.
كبير مرشدي القناة: النساء حققن المستحيل في بناء القناة
يحدثنا قبطان ناصر الزيات، كبير مرشدى هيئة قناة السويس عن دور المرأة المصرية في حفر قناة السويس الجديدة قائلا: الجميع يعلم الدور الكبير للمهندسات المصريات في الإشراف على حفر القناة الجديدة ومنهم المهندسة منال محرم مدير إدارة المشروعات الهندسية بالهيئة أثناء الحفر وما لها من دور في تجهيز الرسومات الهندسية والتخطيط للحفر بجانب أبناء الهيئة من المهندسين الأكفاء.
ويرى الزيات أن دور زوجات العاملين بالقناة لايقل أهمية عن المشاركات في الحفر فهن من تحملن رعاية أسر العاملين بمفردهن طوال عام كامل لم يكنقيادة الهيئة وأغلب عامليها يحصلون على إجازات للوفاء بالوعد للرئيس السيسي وتنفيذ المشروع في عام واحد.
وعن مشهد آخر يحدثنا كبير المرشدين عن الطبيبات العاملات بالمستشفيات الخاصة بالقناة والقائمات علىالأطقم الطبية بجميع التخصصات،فهنكن دائمى التواجد وسط المهندسين والعمال بمواقع الحفر المختلفة خشية إصابة أحدهم أو التعرض لطارئ.
ساحة النقاش